كتبت ـ هدى عبدالحميد:

قال وزير التربية والتعليم د.ماجد النعيمي، إن الوزارة بصدد إنشاء مدرسة خاصة ومتطورة لطلبة التوحد تشمل جميع المراحل على الأرض الخاصة بمركز عالية، لافتاً إلى أن الوزارة تتولى بناء المدرسة من منطلق توفير الخدمة التعليمية للمواطنين، فيما تستكمل الجهات المختصة إجراءات الإشادة والبناء.

وأضاف لدى مشاركته بحفل تخريج الفوج السابع من طلبة مركز عالية للتدخل المبكر، أن الوزارة وإيماناً منها بدور المعلم سترفع رغبة الأمين العام الشيخة رانيا بنت علي آل خليفة لأعضاء الهيئة التعليمية لتقديم دعم مادي من المعينين في المركز أو من منتسبي الوزارة إلى ديوان الخدمة المدنية.

ولفت النعيمي إلى أن سياسة الدمج التي تبنتها وزارة التربية والتعليم أصبحت علامة مضيئة في تاريخ البحرين، موضحاً أن عدد الطلبة المدمجين في المدارس بلغ 1000 طالب وطالبة موزعين على مختلف المدارس، منهم 15 طالباً من فئة التوحد ومن مركز عالية والوفاء.

وقال إن الوزارة كثفت تواصلها مع أولياء الأمور ومؤسسات المجتمع المدني المعنية بهذه الفئة من الأبناء، وشكّلت لجنة مشتركة بين المختصين من الوزارة وأولياء الأمور وممثلي الجمعيات الأهلية ذات الصلة، لتكون إطاراً للتباحث والتعاون بين كافة الأطراف لتقديم أفضل الخدمات لذوي الاحتياجات الخاصة.

واستعرض النعيمي إجراءات الوزارة لصالح هذه الفئة، ومنها نجاح تجربة دمج الطلبة من فئة متلازمة داون والتخلف العقلي البسيط القابلين للتعلم في المدارس الحكومية، مشيراً إلى المردود الإيجابي للتجربة في تعلمهم وتكيفهم مع محيطهم في اتجاه الدمج الاجتماعي الإيجابي واستيعاب الطلبة من ذوي الإعاقة الحركية في المدارس، وتهيئة البيئة المدرسية وتطويرها بشكل مستمر وتزويدها بالمرافق الخاصة والأدوات المعينة، بما يساعد هذه الفئة على التنقل والحركة داخل الفضاء المدرسي بكل يسر، وتوفير بيئة تعليمية أقرب للعادية ليتعلموا وسط أقرانهم دون تمييز، وإشراكهم في المسابقات المدرسية والمجتمعية ومختلف المناسبات والفعاليات في البحرين.

وأضاف أن الوزارة تسعى لتوفير كوادر بشرية متخصصة، وتأهيلها عن طريق الابتعاث لدراسة دبلوم الدراسات العليا في التربية الخاصة، وتحسين وضع المربين المتعاملين مع ذوي الاحتياجات الخاصة مادياً ومعنوياً. وعبر النعيمي عن سعادته لوجوده في حفل تخريج الفوج السابع من طلبة مركز عالية للتدخل المبكر، مشيداً بمركز عالية الذي تم إنشاؤه تلبية للاحتياجات الفردية لأطفال فئة من الأبناء، من خلال توفير التعليم المناسب لهم والعلاج السلوكي المكثف بشكل تطبيقي وعملي، وتأمين البيئة التعليمية الداعمة لاكتساب المهارات اللغوية والأنشطة الفنية والتنشئة الاجتماعية في جميع البرنامج، تلبية للاحتياجات الخاصة بكل طالب، تمهيداً لإعداد الطالب وإلحاقه بالمدرسة. وهنأ الأبناء والبنات الخريجات والخريجين ممن أنهوا دراستهم في المركز بنجاح وأولياء أمورهم ومعلماتهم، مقدراً جهود أمين عام المركز الشيخة رانيا بنت علي آل خليفة ورعايتها الموصولة لشؤون هؤلاء الأبناء ليتمتعوا بخدمة تعليمية ورعاية نفسية وسلوكية متخصصة تؤهلهم للاندماج في دورة التعليم العادي.

وأكد النعيمي أن رسالة وزارة التربية والتعليم في نظرتها وتعاملها مع ذوي الاحتياجات الخاصة، تأتي تجسيداً لما جاء في دستور البحرين من أن التعليم حق تكفله الدولة للجميع، بمن فيهم ذوي الاحتياجات الخاصة، لافتاً إلى أن توجيهات القيادة بهذا الخصوص تؤكد باستمرار أن الاستثمار في العنصر البشري البحريني أفضل أنواع الاستثمار، وهدف جهود الدولة بكافة أجهزتها.

وأضاف “من هذا المنطلق تسعى وزارة التربية لتقديم أفضل الخدمات التعليمية للأبناء الطلبة بجميع فئاتهم، من بينهم ذوي الاحتياجات الخاصة، وتوفير الرعاية الواجبة لهم، بما يؤهلهم للتغلب على إعاقتهم والاعتماد على أنفسهم، والاندماج في المجتمع لتأدية أدوارهم في الحياة كمواطنين منتجين، دون أن يشكلوا عبئاً على ذويهم”.

من جانبها عبرت أمين عام المركز عن سعادتها بالطلبة الخريجين، لافتة إلى أنه عند إنشاء مركز عالية للتدخل المبكر قبل 8 أعوام، “لم نكن نتصور أن يتمكن أطفالنا من كسر حوجز صعوباتهم بهذه الكيفية، إذ أجبرنا صغار مركز عالية بإنجازهم، على إعادة النظر في حساباتنا حول ما كنا نعتقده مستحيلاً في مجال تطوير قدراتهم.

وقالت إن ما أبداه أطفال مركز عالية من استعداد كبير للتعلم والتطوير، أربك كل الحسابات وتجاوزت مدرساتهم ومدرسوهم بما بذلوه من جهد وتفانٍ في تعليمهم كل التوقعات، مضيفة “استطعنا تخطي العديد من الصعوبات التي واجهتنا في سنوات التأسيس الأولى، ومن أصعبها كثرة عدد الأطفال وقلة الموارد والحاجة الملحة للتدريب المتخصص والحاجة المستمرة لانتظام الدخل ونشر الوعي ومساندة المجتمع والمسؤولين، لكن إرادة أطفال التوحد في البحرين ألا يكونوا وحيدين مع قدرتهم، كبر المركز وتضاعف عدد الأطفال من 16 طفلاً إلى 96 في الفترة الصباحية والمسائية، وعدد المدرسين من 22 إلى أكثر من 80”.

وأكدت أن مركز عالية لم يكن ليحقق هذا الإنجاز لولا دعم الهيئة التعليمية وتفانيها وإخلاصها ومثابرتها وصبرها، ليس فقط على تحمل صعاب المهنة بل عزمها الثابت على تطوير القدرات والحرص على تعلم كل جديد، مشيرة إلى أن الاستراتيجية المتبعة كانت ولا تزال حجز الزاوية في نجاح المركز واستمراره في الارتقاء بمستوى التعليم والتدريب، ما أهله للحصول على العديد من الاعترافات الدولية من أكبر المراكز العالمية المتقدمة في مجال التوحد.

وطالبت وزير التربية بحوافز تشجيعية مالية لأعضاء الهيئة التعليمية من المعينين في مركز عالية أو من منتسبي وزارة التربية.

وسلّم النعيمي الشهادات على الطلبة الخريجين وأخذ الصور التذكارية معهم، فيما قدم الأمين المالي للمركز الشيخ محمد بن راشد آل خليفة هدية تذكارية لوزير التربية والتعليم، وبدوره فضل إهداءها في لمسة إنسانية إلى الطالبة دانا مبارك وأبدت والدتها جزيل الشكر والتقدير للوزير النعيمي على لفتته الأبوية الحانية.