اختتم مساء أمس المعسكر الصيفي للأطفال - فرسان السلام 2012 - بتنظيم من اللجنة الوطنية وضمن حملة تعزيز اللحمة الوطنية الاجتماعية “وِحدة وَحدة”. حيث قالت المنسق العام للمعسكر د.جيهان العمران إنَّ المعسكر ساعد الأطفال على التكيّف مع الأزمة الراهنة وإكسابهم مناعة نفسية ضد الاضطرابات النفسية، والإحباط عن طريق مساعدتهم على تفريغ المشاعر السلبية واكتساب السلوك السليم.
وأكَّدت أنَّ المعسكر حقق أهدافه المنشودة بتدريب الأطفال المشاركين، على مهارات التكيف مع الأزمات ومبادئ السلام والتعامل مع الغضب ونبذ العنف، من خلال 5 محطات إرشادية قدمها مدربون متخصصون.
وذكرت بأنَّ القائمين على المعسكر يعملون على زيادة انتشار المعسكر في مختلف المحافظات وزيادة عدد الأطفال على العدد الحالي، الذي بلغ أكثر من 100 طفل، كخطة للصيف المقبل.
من جانبها قالت المرشدة في محطة المشاركة بالمعسكر فرحة السلمان: إنَّ الأطفال تعلموا المشاركة مع بعضهم، والتعاون والمنافسة في الجانب الاجتماعي، لافتة إلى أنَّ الأطفال استطاعوا أنْ يلغوا كل الحواجز باليومين الأولين من المعسكر، بعدها سادت علاقات التسامح والمحبة.
وأشارت فرحة السلمان إلى أنَّ المرشدين أنفسهم من كافة أطياف المجتمع، وكان الهدف جمع الأطفال بنفس الطريقة وإرشادهم إلى الطريق القويم ومحاولة إزالة تبعات الأزمة، ولكن عندما كان يتلقى المرشدين الدورات التدريبية مع د.محمود جمعة كان توزع الجميع على أساس طائفي بسبب الحكم المسبق والتأثر بالأحداث، ولكن مع الإرشادات طوال الساعات التدريبية التي وصلت لـ56 ساعة تدريبية، ذاب الجليد بين المرشدين وأصبح الاندماج بين الجميع.
وأردفت قائلة “التعاون بين المرشدين تمخض عنه نجاح المعسكر الصيفي واستطعنا جميعاً أن نحقق الأهداف الوطنية التي تساعد على رأب الصدع، فالمجتمع متراحم بطبعه والأطفال الصغار هم بناة المستقبل”.
وقال المرشد حسن عبدالله سعد إنَّ تفاعل الأطفال كان وجداني وتعاوني وتربوي وإنساني، ووصلت لهم مفاهيم المشاركة بمجهود بسيط وبمستوى فهمه، مضيفاً:«في اليوم الأول قمنا بعمل سلطة فواكة وأعطينا كل طفل سكين ونوع من الفاكهة لتقطيعها، ووضعنا صحن كبير لوضع قطع الفواكة بعد تقطيعها، وبعد انتهائهم شاهدوا أهمية المشاركة ونتيجتها المثمرة، بعدها وزعنا الفواكة على صحون صغيرة، وأكدنا أكثر على مفهوم المشاركة بقيام الأطفال بتوزيعها على زملائهم بالمحطات الإرشادية الأخرى، وكانوا سعيدين بهذا التشارك وشعروا بإيجابية خطوتهم”.
وذكر حسن عبدالله أنَّ الهدف من المعسكر التأكيد على أنَّ اختلاف اللون والطبقة والمذهب لا يمنع المشاركة في المجتمع، منوِّهاً بأنَّ الأطفال هم الغرس الأول ومنشأ لتغير المجتمع ورأب الصدع.
جدير بالذكر أنَّ المعسكر استمر 5 أيام ويضمُّ 5 محطات إرشادية، ومنها محطة المشاركة ويتعلم فيها الأطفال مهارات المشاركة والتعاون والتعاطف وحلّ الألغاز والمشاركة بالرسم، ويضم كذلك محطة التسامح وتقدم للأطفال نشاطات تشجع على التسامح وقبول الآخر المختلف، أما محطة الحرية فتعالج الأطفال باللعب والرمل والسيكودراما وألعاب تفريغ المشاعر السلبية.
ويضمُّ البرنامج اليومي للمعسكر أنشطة رياضية وبرنامج إرشادي ونشاطات فنية وترفيهية وألعاب تربوية، ويبدأ صباحاً في التاسعة ويستمر حتى الرابعة عصراً.