كتب - طارق مصباح:

«على الرغم من كثرة المراكز الشبابية وتنوعها سواء في المراكز الاجتماعية أو المساجد إلا أن حضوراً كبيراً من الشباب يصر إلا المشاركة في أنشطتنا طوال العام وبخاصة في النشاط الصيفي”، بهذه العبارة التي تشرح الصدر وتنبئ عن جيل واعد إيجابي تحدث إلينا مشرف النشاط الصيفي لجمعية الهداية الإسلامية في الرفاع حسن جناحي، حيث انطلقت فعالياته منذ بداية شهر يونيو تحت شعار متميز: “صيف الهداية.. فايدة وريادة”. وأرجع جناحي الفضل في الإقبال اللافت على النشاط الصيفي للجمعية بسبب تنوع برامجه التي تسعى إدارة الجمعية في أن تلبي الاحتياجات المتزنة للشاب من ناحية متطلبات الروح ومتطلبات الجسد.

برامج ثلاثية الأبعاد

وحول أنواع البرامج التي تقدم للمشاركين قال جناحي: “برامجنا مقسمة إلى ثلاثة أقسام، القسم الأول “البرامج الدينية والثقافية” ونركز فيها على تعلق الشاب بكتاب الله عز وجل حفظاً وتجويداً وتدبراً إضافة إلى دروس الفقه والمواعظ والمحاضرات والمسابقات والحلقات الثقافية التي تثري حصيلة الشاب وتنور فكره وتزيد من مساحة فهمه للحياة.

وعن القسم الثاني المتعلق بـ«البرامج التدريبية” قال جناحي “نظراً لأهمية صقل شخصية الشباب المسلم وتأهيله لمواجهة الحياة بفهم واعٍ وثقافة اجتماعية فقد قمنا بالترتيب لعقد مجموعة من الورش التدريبية واللقاءات التربوية والحلقات النقاشية التي يتعلم من خلالها الطالب أسس تنمية الذات ومفاتيح التفوق الاجتماعي ومبادئ التعامل مع الآخرين وفق ذكاء اجتماعي وفهم نفسي لذاته وللآخرين.

وبشأن “القسم الترفيهي” وهو الثالث أوضح جناحي أن النشاط الصيفي زاخر بالأنشطة والفعاليات الرياضية والترفيهية والرحلات والسفرات المتميزة والشيقة ومن ضمنها حجز شاليه ليوم واحد ورحلة إلى الحديقة المائية في السيتي سنتر وسفرة إلى المنطقة الشرقية لقضاء أوقات ممتعة في رحاب برامج المنافسات الترفيهية.

وأكد مشرف النشاط الصيفي حسن جناحي أن الهدف الذي نسعى له من وراء هذا “الكوكتيل الجميل” من البرامج المتنوعة هو “المساهمة في إنشاء جيل متمسك بقيمه الأصيلة وممارس للأخلاق الحميدة وناجح في علاقاته ومنتج لمجتمعه ونافع لوطنه”.

المستقبل لكم

ووجه مشرف النشاط في ختام تصريحه لـ«الوطن” نداءً للشباب عامة في ضرورة التمسك بالقيم الإسلامية والحذر من البرامج التغريبية والعمل على المثابرة في دراستهم وتنظيم وقتهم واستغلال واستثمار طاقاتهم الدفينة إيجاباً. ووجه كذلك كلمة إلى الشباب المشاركين في النشاط الصيفي للجمعية أكد فيها على أن الأمل في نهوض الجوانب الدعوية والتنموية في المجتمع ستكون بلا شك على سواعد وهمم هؤلاء الشباب لإدارة الوطن بفكر وسطي ونية صادقة وتعاون واجتماع على الخير والصلاح.

المشاركون: “الجمعية ما قصرت”

وفي لقاء مع مجموعة من الطلبة المشاركين في نشاط “الفايدة والريادة” لجمعية الهداية قال عبد الله القائد (أول ثانوي): “خمس سنوات قضيتها في ربوع الجمعية حفظت من خلالها القرآن كاملاً” وبشأن تقييمه للأنشطة المستمرة قال: “هناك تطور ملموس وتميز متجدد وفعاليات متنوعة وفقرات جاذبة كل عام”، كما أثنى على البيئة الطيبة التي تلونها الصحبة الصالحة والتي تدعو نحو علو شأن الشاب في مجتمعه.

وفي ذات الشأن التقينا الطالب المشارك إبراهيم خليل (ثاني ثانوي) وأكد من جانبه على أسلوب تحفيظ القرآن والذي من خلاله يعزز جانب الثقة بالنفس مشيراً إلى منهجية التشجيع والتعامل الطيب من قبل المدرسين والمشرفين والتي تقوي صلات المحبة القائمة على التقدير بين الطرفين.

إبراهيم الذي يشارك في النشاط لأول مرة ركز في حديثه على أهمية البرامج التدريبية ودورات القيادة والكمبيوتر حيث تعقد في أماكن مهيأة ومريحة.

وفي ختام حديثه معنا قال إبراهيم “فترة الصيف لا بد أن يستغلها الشاب في ما ينمي من قدراته البشرية كمسلم، كما أنها فرصة لتعلم ما لا يمكن تعلمه طوال السنة الدراسية”.

كما التقينا حسن عيسى الذي أنهى دراسته الثانوية وهو يستعد الآن للالتحاق بالحياة الجامعية، ولأنه من المشاركين طوال الأربع سنوات الماضية في الجمعية سألناه حول الفائدة التي حصل عليها من خلال انخراطه في أنشطة “الهداية”، فأجاب: “أكبر فائدة هي حفظي لأكثر من 26 جزءاً ولله الحمد، كما لمست تعزيزاً للقيم الإسلامية والمنهج الرباني ونمو في جانب التعامل الأخلاقي واستفادة بالغة من البرامج التربوية والرحلات الترفيهية التي صقلت من شخصيتي”. وأرجع حسن سبب تفوق الجمعية في برامجها إلى المباني المهيأة والغرف المتخصصة والنمو والتوسع في الخدمات التي تقدمها للمشاركين.

أما عبد الله المعمري (ثالث ثانوي) فذكر لنا عدداً من البرامج التي حضرها واستفاد منها مع زملاءه وهي: “دورة الخطابة، دورات القيادة، دورات برامج الكمبيوتر”، المعمري أصبح اليوم إدارياً ومشاركاً في أنشطة الجمعية لخبرته التي استمرت أكثر من خمس سنوات قضاها مندمجاً في هذه الأجواء التربوية التي وصفها بأنها “تشغل أوقات الشباب بالأمور النافعة وتكسبهم المعاني العالية وتجعلهم تواصل دائم مع الاستفادة”.

شباب يبشرون بالخير، وأنشطة ما برحت تسمو بذواتهم، وتفاعل ملموس مع البرامج المتنوعة يجده من يدخل إلى مباني جمعية الهداية الإسلامية، فالكل يعمل والكل سعيد بتواجده هنا، إنها خلية النحل التي تهدي المجتمع خيراتها وتبني صروح مجده بأنوارها، فكل الشكر والتقدير لكم يا أهل “الهداية” سائلين الله سبحانه وتعالى أن يحقق أمانيكم ويسدد أعمالكم وأقوالكم.