عواصم- وكالات: قال التلفزيون السوري الحكومي إن قوات المعارضة هاجمت المحكمة الرئيسة بوسط دمشق أمس في حين نشرت تركيا جنوداً ومنصات إطلاق صواريخ مضادة للطائرات على الحدود مما يزيد الضغط على نظام الرئيس بشار الأسد.

وسمع دوي انفجار هائل وتصاعد عامود من الدخان الأسود فوق دمشق التي ظلت حتى الأيام القليلة الماضية بعيدة عن ضربات مقاتلي المعارضة المسلحة. ووصف التلفزيون السوري الهجوم بأنه “تفجير إرهابي”. وتناثرت عشرات السيارات التي تحطمت في مرأب يستخدمه المحامون والقضاة. ونكس العلم السوري على المبنى لكن لم ترد أنباء عن سقوط قتلى أو جرحى في الهجوم.

وفي غضون ذلك، تزايد التوتر على الحدود الشمالية لسوريا، وتحركت قوافل عسكرية تركية نحو الحدود السورية رداً على إسقاط سوريا طائرة مقاتلة تركية فوق البحر المتوسط يوم الجمعة الماضي.

وأصدر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أوامره لقوات بلاده بالتعامل مع أي عنصر عسكري سوري يقترب من الحدود باعتباره هدفاً عسكرياً. ولم يذكر تفاصيل لكن هذا يمكن أن يشمل القوات السورية التي تلاحق مقاتلي المعارضة نحو الحدود أو طائرات الهليكوبتر أو المقاتلات التي تقوم بدوريات.

وتزامنت هذه التعزيزات مع تصاعد أعمال العنف داخل سوريا وتزايد الشعور بضرورة أن تفضي الجهود الدبلوماسية المدعومة من الغرب والعرب إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية ووقف أعمال العنف المستمرة منذ 16 شهراً. ووقع أمس انفجاران في مرآب القصر العدلي في وسط دمشق، بينما تم تفكيك عبوة ثالثة لم تنفجر، بحسب ما ذكر الإعلام الرسمي السوري. وأفاد التلفزيون السوري عن وقوع “تفجيرين إرهابيين في مرآب القصر العدلي في منطقة المرجة” في وسط العاصمة تسببا بجرح ثلاثة أشخاص وبأضرار في السيارات، مشيراً إلى أن عبوة ثالثة تم تفكيكها قبل أن تنفجر. وذكر مصدر أمني لم يكشف اسمه لوكالة فرانس برس أن الانفجارين ناتجان من “عبوتين مغناطيسيتين وضعتا تحت سيارتي قاضيين”، مشيراً إلى أن المرآب المذكور المكشوف مخصص لقضاة وموظفي قصر العدل.

وبلغت حصيلة أعمال العنف أمس 91 قتيلاً، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أشار إلى عمليات قصف عنيف تطاول مدناً وأحياء سورية مختلفة مع تمدد رقعة العنف والاشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة. كما قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس إن الجهود لإجلاء المدنيين والمصابين من مدينة حمص فشلت مجدداً بعد تعذر دخول فريق إنقاذ إلى المناطق المتضررة. وقالت بياتريس ميجيفاند روجو رئيس عمليات الصليب الأحمر الدولي في منطقة الشرق الأوسط والأدنى في بيان أنه كان هناك اتفاق مع السلطات السورية والمعارضة كي يقوم فريق الصليب الأحمر بعملية إجلاء.

وأضافت دون الخوض في تفاصيل “في الموقع لم يتم الالتزام بما تم الاتفاق عليه ولم يتمكن أعضاء الفريق من العمل”. وسياسياً، قال مسؤول كبير بالمعارضة إن جماعات المعارضة السورية سترفض خطة للانتقال السياسي اقترحها المبعوث الدولي للسلام كوفي عنان ما لم تطالب الأسد صراحة بالتنحي قبل تشكيل حكومة وحدة. وقال العضو بالمجلس الوطني السوري سمير النشار “لايزال الاقتراح غير واضح بالنسبة لنا لكنني أستطيع أن أقول إنه إذا لم يذكر صراحة أن على الأسد التنحي فإنه لن يكون مقبولاً بالنسبة لنا”.

وذكرت مصادر دبلوماسية بالأمم المتحدة أن الخطة التي سيطرحها عنان يوم غد السبت تهدف إلى بدء عملية سياسية دون انتظار وقف إطلاق النار.

وفي تطور متصل، وصلت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلى سان بطرسبورغ بشمال غرب روسيا حيث ستلتقي نظيرها الروسي سيرغي لافروف لإجراء محادثات حول الأزمة في سوريا.

ويأتي هذا اللقاء فيما أكدت روسيا أمس مجدداً أنها لن تدعم أي حل يفرض على سوريا. وصرح لافروف في مؤتمر صحافي في موسكو “إن روسيا لا يمكن أن تدعم ولن تدعم أي حل يفرض من الخارج”.

وتتضمن وثيقة أعدها أنان تمهيداً لاجتماع جنيف سلسلة مراحل “واضحة ولا رجوع عنها” نحو عملية انتقالية ديمقراطية في سوريا منها “حكومة وحدة وطنية مؤقتة”. ويشدد في هذه الوثيقة التي حملت عنوان “توجهات ومبادئ لعملية انتقالية يقودها السوريون”على “أنه يعود للشعب (السوري) أن يحدد مستقبل بلاده”. وعلى صعيد متصل، قال الرئيس السوري في مقابلة مع التلفزيون الرسمي الإيراني أمس إن حلاً يفرض على سوريا من الخارج غير مقبول لأن السوريين وحدهم يمكنهم حل أزمة بلدهم. وأضاف الأسد قائلاً في المقابلة التي استمرت ساعة “أي نموذج غير سوري غير مقبول لأنه لا أحد غيرنا يعرف كيف تحل المشكلة”.