أشارت دراسة علمية حديثة لجامعة الخليج العربي إلى وجود بعض الأخطاء في تطبيق معايير التخطيط العمراني في المناطق المعرضة للفيضانات في سلطنة عمان، موصية المسؤولين وصناع القرار بإعادة النظر في مصداقية هذه الخرائط، وفي عملية التخطيط للمناطق الحضرية والأخذ في الحسبان وجود مجاري الأودية بالقرب من هذه المناطق.

جاءت هذه النتائج ضمن دراسة (تقييم مخاطر الفيضانات على التخطيط العمراني في ولاية السيب في ضوء إعصار جونو عام 2007 باستخدام الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية) قدمها الباحث أحمد إبراهيم خلفان الناغبي ضمن متطلبات الحصول على شهادة الماجستير من برنامج نظم المعلومات الجغرافية تحت إشراف الأستاذ د.محمد آيت بلعيد ود.علي البطاي.

وبينت الدراسة أن 39 % من ولاية السيب بسلطنة عمان غمرت أثناء إعصار جونو، كما أن مجموع مساحة المخططات العمرانية المستغلة التي تأثرت بالفيضان بلغ حوالي 21 كم2 بنسبة تأثير بلغت 83% من المساحة الإجمالية للمخطط العمراني المستغل.

وقال الباحث الناغبي إنه وبحكم موقع سلطنة عمان الجغرافي المطل على المحيط الهندي، وبسبب تعرضها للأعاصير المدارية التي يفسرها العلماء بأنها إحدى نتائج التغير المناخي الذي يشهده العالم، ونظراً لما تسببه هذه الأعاصير من هطول غزير للأمطار تؤدي إلى حدوث فيضانات الأودية والمجاري المائية وتأثيرها على المناطق الحضرية المجاورة، بات من الضروري القيام بدراسات لتقييم تأثير هذه الفيضانات عند حدوثها على تلك المناطق. وقد أكدت الدراسات والإحصاءات أن أعداد السكان في سلطنة عمان بشكل عام وفي محافظة مسقط بشكل خاص آخذ في الازدياد، مما استوجب معه زيادة في المناطق الحضرية والسكنية التي شيدت غالبها على ضفاف هذه الأودية أو بالقرب منها وذلك نظراً لمحدودية الأراضي في محافظة مسقط. كما أكدت الدراسات أيضاً بأن الفيضانات عندما تحدث داخل مكونات النسيج الحضري فإنها تشكل تهديداً بيئياً كامناً، يمكن أن يتطور إلى كارثة متعددة الأشكال والأبعاد، وتلحق خسائر بالأرواح والممتلكات.