كتب ـ مازن النسور:

تجد فيها ما تريد.. أشياء لا تتوقعها.. أناس لا تعتقد أنهم يذهبون هناك، خليط من الأغنياء والفقراء ومتوسطي الدخل..عمال، موظفون، كبار وصغار، سيدات ورجال. هي بالفعل سوق جامعة.

تتربع سوق مدينة عيسى الشعبية “المقاصيص” على مساحة لا بأس بها، قادرة على استيعاب مئات الأبواب التجارية المصممة من الصفيح فضلاً عن تلك التي بنيت بشكل عشوائي هنا وهناك، لتقدم ألوان البضائع المختلفة، فمنها الجديد ومنها المستعمل، والكل يجد ضالته دون عناء.

وتبقى الأسواق الشعبية في أي بلد حول العالم، روح التجارة وقلبها النابض، رغم التطور وانتشار المجمعات والمحلات الحديثة والمنظمة، حيث تجد نفسك تضطر لارتيادها بين الفينة والأخرى.

وجدناها تبحث عن “عين” لغاز الطبخ، بعد أن قلّبت العديد من النثيرات التي يفترشها شاب هندي على رصيف ضيق بجانب أحد المحلات التي تبيع “الخردوات”.

تقول أم رضا “إحدى عيون الغاز لدي تلفت وأنا هنا لأبحث عن واحدة بديلة، فالشركة الصانعة لا توفر قطع الغيار كون المنتج قديماً بعض الشيء”.

وتابعت “هنا تجد كل شيء، فثمة من يفترش الأرض بأشياء يصعب تخيل أنها تباع”.

من جانبه، يؤكد اليمني سعيد عطار أنه “يرتاد السوق كل يوم جمعة لا لشيء بعينه، ولكن للتسلية، فهو يرى فيها مكاناً مثالياً للتعرف على المعروضات والأسعار، فضلاً عن أنه قد يعثر على شيء يشتريه دون تخطيط”.

وتابع “البضائع هنا رخيصة الثمن وأحياناً كثيرة تكون بمثل جودة المحلات العادية، كما إنه يمكن لغير المقتدرين إيجاد سلع مستعملة يمكن استخدامها لاسيما تلك المتعلقة بأدوات وأثاث المنزل”.

وتفتح السوق الشعبية في مدينة عيسى (المنظمة) أبوابها طوال الأسبوع، لكن لا يمكن إيجاد البضائع المستعلمة و«الفرشات” والحراك الشعبي الحقيقي إلا في أيام الخميس والجمع والسبت، حيث تنشط بشكل كبير وتتزاحم الأقدام. الحاج بو محمد، تاجر قديم، له وزنه واحترامه في السوق، يجلس على أريكته الخشبية البالية ويحرك التجارة بإشارة من أصابعه إلى العمالة لديه، تنم عن خبرة وباع طويل.. يقول إن “السوق توفر جميع طلبات الزبائن تقريباً، تبدأ من المخيط وتنتهي بغرف النوم”.

لكنه أشار إلى ضيق المساحة وتراكم البضائع ومزاحمة الجاليات الآسيوية البحرينيين على أرزاقهم، مطالباً بضرورة تنظيم المسألة أكثر وتحديد الصلاحيات.

وتنشط أيام الجمعة تجارة الحيوانات الألفية والداجنة في السوق نفسه، حيث نجد أنه خصص لها مكاناً محدداً على أطرافه، ليجتمع محبو الحيوانات والطيور، ويتباحثون أمرهم ويبيعون ويشترون. وللحلي والسبح والتحف نصيب.. فمحلات متخصصة تعرض ما بحوزتها بطريقة غير منتظمة.. بضائع مكدسة وأسعار متفاوتة.

يقول أحمد عبدالرحمن إنه يأتي السوق أسبوعياً يبحث عن بعض التحف القديمة “الأنتيكة” فهو يعشقها ويجدها بسهولة هنا، فضلاً عن أنها تعرض بأسعار معقولة قياساً بأماكن أخرى، لا سيما إذا كانت مستعملة.

الملابس متواجدة كذلك.. يجد الهندي عبدالله ضالته، فهو يشتري ملابس رخيصة الثمن ومستعملة بعض الشيء تناسب دخله المتواضع، مع أنه يجد -بحسب وصفه- أحياناً ما هو شبه مستعمل ويحمل ماركات عالمية.

التاجر أبو زاهر، بين أنه “يعمل في السوق وفي تجارة السجاد تحديداً منذ نحو 10 سنوات، فهناك محل أو واجهة يمتلكها أبوه، وتوفر له ولإخوته مصدر رزق”. وأكد أن “السوق تشهد زحاماً وتدافعاً جيداً للزبائن لاسيما في نهاية الأسبوع وأيام العطل، فضلاً عن ارتيادها من قبل أناس من جميع الطبقات،(...) هناك من يحب هذه الأسواق”.