دانييتسك - (أ ف ب): باتت إسبانيا بطلة أوروبا والعالم على بعد خطوة من تحقيق ثلاثية تاريخية إثر بلوغها نهائي كأس اوروبا 2012 المقامة حاليا في بولندا وأوكرانيا بتغلبها على جارتها في شبه الجزيرة الايبيرة البرتغال بركلات الترجيح 4-2 بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي.
وكانت اسبانيا قد احرزت كأس اوروبا 2008 بفوزها على المانيا 1-صفر في المباراة النهائية، ثم اتبعتها بكأس العالم 2012 في جنوب افريقيا بفوزها على هولندا بالنتيجة ذاتها.
وسيحاول رجال المدرب فسينتي دل بوسكي الأحد المقبل في كييف ضد المانيا او ايطاليا في المباراة النهائية ان يحطموا رقماً قياسياً صامداً منذ اكثر من 30 عاما بعد ان عادلوه بتأهلهم للنهائي الأربعاء، فمنذ احراز المانيا الغربية كأس الامم الاوروبية عام 1972 ثم كأس العالم على ارضها عام 1974 ثم بلوغها نهائي كأس الامم الاوروبية مجددا عام 1976، لم يتمكن اي فريق من تحقيق هذا الانجاز ببلوغ ثلاث نهائيات متتالية.
صحيح بأن اسبانيا لم تقدم العروض التي جعلتها تفوز باللقبين الاوروبي والعالمي، لكنها كانت على الموعد مرة جديدة دون ان يمنع من رسم اكثر من علامة استفهام على مستواها الحقيقي في غياب هدافها دافيد فيا الذي لم يتعاف من كسر في ساقه تعرض له في بطولة العالم للأندية في ديسمبر الماضي.
وفي غياب فيا، اجرى دل بوسكي عدة تجارب في البطولة الحالية، حيث لعب في المباراة الافتتاحية ضد ايطاليا من دون مهاجم صريح، واشرك بدلا منه سيسك فابريجاس الذي سجل هدف فريقه الوحيد في مرمى الازوري (1-1). ثم اشرك فرناندو توريس اساسيا في المباراة الثانية ضد جمهورية ايرلندا فكان الاخير عند حسن ظنه بتسجيل هدفين (4-صفر)، لكنه سرعان ما وجد نفسه اسير مقاعد اللاعبين الاحتياطيين مجدداً.
وفي المباراة الأخيرة ضد البرتغال في نصف النهائي، فاجأ دل بوسكي الجميع بإشراكه مهاجم فالنسيا الفارو نيغريدو اساسيا لكنه لم يقدم العرض المطلوب منه فاستبدله بفابريجاس.
وبقي المنتخب الاسباني وفياً لأسلوب «تيكي تاكا» الذي يعتمد على التمريرات القصيرة المتتالية لإنهاك الفريق المنافس واستغلال اي فجوة في الجدار الدفاعي للخصم.
هذه الماركة المسجلة بالمنتخب الاسباني استقاها من اسلوب برشلونة الرافد الأساسي للا روخا اذ يضم سبعة لاعبين اي اكثر من لاعبين اثنين من ريال مدريد. لكن هذا الاختلال في التوازن لم يؤثر على لاعبي الفريق الملكي الذين توجوا باللقب المحلي، لكن على العكس من ذلك فإن التجانس في ذروته وتحديدا بين الثنائي جيرار بيكيه وسيرجيو راموس.
ويجسد نجاح هذا الثنائي في غياب قطب الدفاع الآخر كارليس بويول بداعي الإصابة، نجاح هذا الاتحاد من اجل المصلحة العامة. فقد تخطى اللاعبان مسألة عدم تفاهمها خارج الملعب واثبتا بأنهما الأساس الذي بنى عليه المنتخب الإسباني نجاحه بدليل دخول هدف واحد مرماه في خمس مباريات حتى الآن.
وستعتمد اسبانيا مرة جديدة في المباراة النهائية الأحد المقبل على صلابتها الدفاعية لكي تدون اسمها بأحرف ذهبية في تاريخ اللعبة.