عندما يدخل أبنقيـــس محمـــــد معمـــر [email protected] مدرس اللغة الفرنسـيةاؤنا مرحلة المراهقة وتتغير جيناتهم وأفكارهم وتوجهاتهم نصاب بالخوف والحيرة والترقب، ونظل في شغل شاغل نسأل أنفسنا كيف نتعامل مع الوضع الجديد. وسبحان الله نرى أن أبناء هذه الأيام أصبحوا يبلغون سن المراهقة في وقت مبكر جداً عما اعتاد عليه الناس أو اتفقوا في أي زمان ومكان، ولذلك أسباب عديدة منها الهرمونات التي تتغذى بها الدواجن والأغنام والأبقار والتي تعد من أهم الوجبات التي نغذي بها أبناءنا، وفي الوقت نفسه نغرقهم بالهرمونات إغراقاً مما يسهم في سرعة نموهم الجسدي والعاطفي. يسألني شخص كيف أتعامل مع مراهقة ابني المبكرة جداً جداً، ويتابع: مازال ابني في الصف الرابع وكنت أتخيل أنه مازال طفلاً صغيراً كل همه اللعب والحلوى، لكن أصبحت توجهاته غريبة نوعاً ما وأسئلته باتت أكثر حساسية؛ فهو يسألني في أمور كنت أتحرج أن أسأل عنها عندما كنت في العشرين أو أكبر، أنا في حيرة من أمري كيف أتصرف معه؟؟ أعتقد أن أفضل ما يمكن عمله هو البدء مبكراً في مد جسور التواصل والتفاهم بيننا وبين أبنائنا، بأن نوفر لهم منذ طفولتهم من اهتمامنا نصيباً، على الأب أن يرافق ابنه الصغير ويفتح قلبه له ويحاول سبر أغواره منذ نعومة أظفاره حتى لا نشعر بتغيره عندما يكبر، وكذلك البنت مع أمها، فكلما كنا بجوارهم مبكراً كلما قل شعورنا وشعورهم بالغربة أثناء فترات نموهم المختلفة ونصبح أكثر فهماً لهم. ويصبحون أكثر احتياجاً لنصحنا ومشورتنا حتى وإن تجرؤوا وسألوا في أشياء محرجة، فمع التواصل الدائم والمثمر بين الوالدين والأبناء تتلاشي أي حواجز وتبنى ثقة قوية متينة، ولنجعل طاعة الله أمام أعيننا ونغرس محبة الله سبحانه وتعالى ورضاه في نفوسهم الصغيرة، وننمي هذا الحب بمزيد من الطاعات المقربة إليه سبحانه وتعالى، وبهذه الطريقة نكون قد وصلنا إلى دواء مثالي لبناء شباب قوي، وفي الوقت نفسه عرفنا كيف نحتوي هذه المراهقة المزعجة.