طــــــــــــارق مصـــــــــــــــــــــباح
«ذو الوجهين».. محدود العقل ومحدود النظر، ومحدوديته هذه وَلَّدَت عنده ضعفاً مكشوفاً؛ لا يُقَوِّيه إلا بممارسته النفاق القولي والعملي الذي هو نفسه غطاء شفاف رقيق لا يكاد يستر نفسه!
«ذو الوجهين».. الشخص الذي يظهر لك بشخصية لطيفة وطيبة ومن ثم إذا انصرف عنك أخذ يرجمك من خلفك، هو فاقد الإحساس بالألم والشعور باللذة، وقلما يشعر بالندم والذنب، وإذا شعر بالخجل فهو شعور مؤقت وسطحي.
وهو الشخص الذي يزعم أنه صديق صدوق ومن خلفك عدو لدود وهو ذلك الشخص ينقل الكلام بين الناس لغرض التفريق بينهم ومن ثم ينال هو شرف القيادة والاهتمام من الآخرين ، فهذا الشخص مهما طال به الأمد أو نقص حتماً في يوم من الأيام سوف تنكشف سوأته وتبين حقيقته ويحصد كل ما فعله ويبتعد عنه الأصحاب.
«ذو الوجهين».. يَعيش في المجتمع كالحرباء يَتلوَّنُ ألواناً، ولا يَثبت على حال، وهذا الصنف من الناس فاقدُ الشخصية، مسلوب الكرامة، منافق، مخادع، والنفاق دَليلُ الضعف وفَساد الطَوِيَّة.
شخصية «ذي الوجهين» غير سوية، تعاني إحباطاً وقلقاً ويأساً وشعوراً بالذنب، تتخذ من الشدة والقسوة متنفساً لها، فتتجه بداية نحو جلد ذاتها بمشاعر الدونية والعجز وعدم الثقة، ولكنها سرعان ما تتحول إلى تصدير العدوان للخارج نحو الآخرين لتؤذيهم.
«ذو الوجهين».. يَتلقاك بالبشاشة، ويتظاهر أمامك بأنه الصديق الوفي الذي يَفرح إِذا فَرِحت، ويحزن إذا حزنت، ويسعد بسعادتك، ويَشقى بشقائك، فتنفُضُ له ما في نفسك، وتُطلِعه على آمالك، أَو تَشكو له من خصمك، فيتظاهر أَمامك ببغضه وبقطيعته، فإذا ما انْفرطَ اجتِماعُكما أسرع إلى خَصمك، فأظهر له مثل ما أظهر لك، وعَرَف من أسراره ما عَرَف من أسرارك، ونَقَل إِليه ما سَمِع منك وزاد عليه حديثاً افْتَراه، فماذا تكون العاقبة؟ إنه ألهبَ ما بينكما من جَفاء وخصومة، فهل بعد هذا كله من ائتلاف؟!