دعا خطباء الجمعة أمس إلى إيقاف التحركات «الخبيثة والماكرة» للسفير الأمريكي توماس كراجيسكي وإجباره على الاعتذار من الشعب البحريني على محاولاته الدائمة التدخل في شؤون البحرين والانتقاص من سيادة المملكة، مطالبين الشارع البحريني بموقف موحد يضغط باتجاه طرد السفير حال عدم توقفه عن التدخل بشؤون المملكة والقضاء البحريني.
وقال الخطباء إن «التدخلات والتحركات التي تحاول الانتقاص من سيادة البحرين على أرضها وقضائها ستبوء بالفشل لأنها تقع ضمن منظومة دول مجلس التعاون»، مشيرين إلى أن «السفير الأمريكي يريد استنساخ تجربته في العراق وتدمير البحرين بالتنسيق مع إيران وهذا ما لن يسمح به البحرينيون أبداً».
وحذروا من تبعات التدخل الأمريكي على الوضع البحريني الداخلي، مؤكدين أن واشنطن تريد من خلال دعم كراجيسكي للمخربين والإرهابيين إبقاء التوتر في المملكة، مشيرين إلى أنه «إذا كان تدخل كراجيسكي في الشأن الداخلي البحريني غريباً، فالأغرب أن الدولة لم تتحرك لإيقافه عند حده».
وأشار الخطباء إلى أن «تحركات السفير الأمريكي لا تعبر عن العلاقة المتينة بين المنامة وواشنطن إلا أن عدم توقيف إدارته له عند حده يعني ضرورة طرده من البحرين».
وخلص الخطباء إلى أن «اكتشاف معامل ومخازن المواد المتفجرة مؤخراً خير دليل على ما تتعرض له البحرين من إرهاب منظم مصدر من إيران وولاية الفقيه»، داعين كراجيسكي إلى إدانة هذا الفعل ووقف تعامله مع المخربين إذا كان صادقاً في ما يخص الحفاظ على علاقات جيدة بين البحرين والولايات المتحدة.
كراجيسكي غريب والدولة أغرب
وأكد الأستاذ المساعد بجامعة البحرين الدكتور ناجي العربي ضرورة وقف تدخلات السفير الأمريكي في الشؤون الداخلية البحرينية، مؤكداً أنه يجب على الدولة والجمعيات السياسية والأفراد اتخاذ موقف موحد تجاه تلك التدخلات المتكررة.
وحذر العربي من الانسياق وراء الدعوات الأمريكية التي تحاول فرض رأيها، من خلال سفيرها بمملكة البحرين، مضيفاً أنه إذا كان تدخل كراجيسكي في الشأن الداخلي البحريني غريباً، فالأغرب أن الدولة لم تتحرك لإيقافه عند حده.
ودعا الجمعيات والأفراد للاحتشاد أمام السفارة الأمريكية لإيصال رسالة واضحة تعبر عن رفضها التام للوصايا الأمريكية، موضحاً أن تلك الرسالة أيضاً موجهة لبريطانيا والبيت الأبيض والسفارة الإيرانية، لتؤكد أن هناك شعباً حراً يرفض أن تملي عليه أي جهة خارجية محاولة تغيير إرادته.
وعبّر العربي عن شكره لوزارة الداخلية على جهودها في ضبط معمل المتفجرات وكشف جزء من الحقيقة التي لم تظهر كلها بعد، مطالباً الداخلية بالكشف عن أصحاب وملاك هذه الأماكن التي كانت مستودعاً لتلك المواد الخطيرة، داعياً إلى عرض كافة الحقائق لكشف المجرمين واتخاذ الإجراءات الرادعة حيالهم.
وطالب العربي بسرعة البت في القضايا التي راح ضحيتها أناس دون ذنب مثل رجال الأمن الذين دهسوا أمام مرأى ومسمع وسائل الإعلام، والمؤذن الذي قطع لسانه، مؤكداً وجوب نيل القانون من رؤوس الإجرام وضرورة معاقبة كافة المخربين والمجرمين.
كراجيسكي يزرع الطائفية
من جهته، قال خطيب جامع الجمعية الإسلامية بعراد موفق الدليمي إن السفير الأمريكي يحاول إضعاف الثقة وزرع الطائفية بين أبناء الشعب البحريني، كما فعل بالعراق بالتباحث مع حكام إيران، إلا أن الوضع في المملكة يختلف تماماً لوجودها في منظومة مجلس التعاون.
وأوضح أن تصرفات السفير شخصية ولا تعبّر عن عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، إلا أنها تزرع الفتنة بين الشعبين، مؤكداً أن الشعب البحريني مسالم ولا يتمنى الشر لكافة الشعوب أياً كانت طوائفهم، إلا أن تلك التدخلات السافرة تعد خرقاً واضحاً للمعاهدات الدولية ومصدر فتنة، لذلك ينبغي على الشعب الأمريكي قبل البحريني أن يرفض تلك التدخلات كما ينبغي على الحكومات أن تنتبه لذلك.
وأضاف الدليمي: «-يا غريبْ كن أديبْ- وعلى السفير الأمريكي أن يلتزم بالمواثيق الدولية والأعراف الدولية وتقاليد البلد المستضيفة»، متسائلاً «هل يحق للسفير البحريني أن يتدخل بالشؤون الداخلية للولايات المتحدة أو يتدخل في القضاء ويبدي رأيه فيه»؟، مؤكداً ضرورة الضغط الشعبي من خلال شبكات التواصل الاجتماعي كنوع من الدعم الشعبي للدولة لطرد السفير.
وأشار إلى أن «تحركات البرلمان باتت جيدة وتعبر عن رفض الشعب لذلك، إذ إن السفير يحاول أن يكون صاحب قرار ويفرض على الدولة ذلك، على الرغم من أن المملكة لها سيادتها، إضافة إلى أنها ملتزمة بمعايير حقوق الإنسان وتطلق الحريات»، داعياً السفير الأمريكي إلى الاعتذار من الشعب البحريني والتوقف عن التدخل في شؤون المملكة، وإلا يجب على حكومة البحرينية طرده».
وذهب الدليمي إلى أن «أوكار الإرهاب التي تصنع المتفجرات تنبئ عن تدخلات خارجية هدفها زرع الفتنة وتدمير البلد وإحداث الفوضى، لذلك من الواجب على الجميع الوقوف بوجهها وعدم السماح لها لنيل مقصودها»، مطالباً «الشعب البحريني بالوقوف وقفة رجل واحد لرفض شرور الإرهاب، والضغط باتجاه أن يأخذ القانون مجراه وينال من كل ممن يريد زرع الشر والفتنة في البلد ويوقفه عند حده، حتى تسود هيبة القانون».
وأكد أن «للقضاء استقلاليته وكيانه في كل دول العالم، ما يجعل احترام السفير الأمريكي للقضاء البحريني لازماً، إذ إن أنظمة الدول ترتكز على سلطة القضاء والقانون، والمساس بها يعد مساساً بأمن الدولة وهيبتها»، مشيراً إلى أن «الشعب البحريني يرفض تماماً خروج السفير عن نطاق عمله الدبلوماسي واقتحامه ما ليس من شأنه».
سفير واشنطن مدعٍ للديمقراطية
بدوره، أكد النائب جاسم السعيدي في خطبته بجامع سبيكة النصف في مدينة عيسى أن «الشارع البحريني يرفض وجود السفير الأمريكي في البحرين لتدخله في الشأن الداخلي وممارساته السلبية، خاصة هجومه المستمر على المملكة للضغط عليها وابتزازها تحت شعارات وادعاءات الديمقراطية وحقوق الإنسان»، مضيفاً أن «انتقاد القضاء هو خرق واستهتار بالقوانين والأعراف الدبلوماسية».
وقال: «قوات الأمن أعلنت منذ أيام عن اكتشافها لعدة مواقع تحوي كمية ضخمة من المتفجرات والمواد الأولية التي تدخل في هذه الصناعة، ولذلك فإن ثمة تساؤلات عدة تحوم حول هذا الموضوع لأن المواطن يريد أن يعرف من يقف وراء هؤلاء الأذناب ويمولهم؟ وكيف حصلوا عليها؟ وما علاقة هذه المتفجرات بالتهديدات التي أطلقها قادتهم حول استخدام القوة؟ ومن المستهدف من هذه المتفجرات؟ وهل مازالت أسطوانة السلمية تعمل أو أنها قد انشرخت؟ وما هي إجراءات الدولة وهل ستشمل المحرضين والممولين أم أن رؤوس الإجرام والفتنة خارجة عن إطار القانون والمحاسبة؟ وهل سيكون هناك عفو يشمل هؤلاء أم أن قوة القانون سارية على الجميع؟».
وأشار السعيدي إلى أن «البعض يتوهم أنه يطالب بالديمقراطية الغربية ويدعي أنه من علماء المسلمين، بينما الواقع يؤكد أنهم أهل المتفجرات والقنابل والملوتوفات وقطع الطرقات»، داعياً إلى «اتخاذ إجراءات رادعة تضمن الأمن وسيادته لإنهاء حالة الفوضى والخوف».
القضاء طريق الحق
من جانبه، أوضح رئيس جمعية تجمع الوحدة الوطنية د.عبد اللطيف آل محمود خطيب جامع عائشة أم المؤمنين أن «القضاء من أهم الأعمال الدنيوية والدينية»، مشيراً إلى أن «منزلة القضاة ليست في المكانة التي ينالونها في الدنيا بحكم مناصبهم، وإنما بمردودها عليهم في الآخرة، لذلك فإن على القاضي أن يضع في اعتباره ألا يحيد عن طريق الحق ويبيعوا آخرتهم بدنياهم وهواهم».
وأكد أن «من مخاطر القضاء تولد الغرور والكبرياء والرياء بسبب المنصب والمكانة الاجتماعية فيتصرف القاضي تصرفات تخرجه عن العدل والقسط».