أحمــــــــــــــد جاســـــــــــم
عندي إيمان عميق بأنه لا أحد يستطيع تشكيل عقل أطفالنا من الصغر غيرنا نحن الآباء والأمهات، فكثير من الوالدين يلقون بالأبناء في المؤسسات الثقافية والجمعيات والمدارس الخاصة حرصاً منهم على التنشئة التعليمية والثقافية والتربوية، ومع صحة اعتقادهم في بعض الأحيان إلا أن البيت يبقى هو المعلم الأول، ذلك لأنه في كثير من الأحيان ينفذ الولد واجبات تلك المؤسسات وكأنه مغصوب ومجبر ومسايرة للجو العام، فعندما يطلب منه قراءة كتاب أو استذكار كلمات تربوية معينة فإنه ليس بالضرورة يقوم بتطبيقها في البيت.
فيحدث ذلك تناقضاً واضحاً حيث إنه هناك سيكون المثقف الملتزم بواجباته الدينية والثقافية، لكنه في البيت ذلك المهمل العاق بوالديه!.
في تجربتي الثقافية مع أولادي لهذا الصيف ومحاولة سد النقص الثقافي لمؤسسات الطفولة الصيفية التي ينتمون لها فقد أفردت لهم برنامجاً تثقيفياً مبسطاً هو كالتالي: على كل واحد منهم أن ينجز حفظ نصف صفحة يومياً من جزء عم.
وفي نهاية الصيف يتم حفظ الجزء بالكامل، وثانياً قمت باختيار كتيب صغير للأدعية مخصص للأطفال أعده الزميل العزيز عادل المحميد وقمت باختيار بعض الأذكار وطلبت منهم أن يمارسوها بشكل عملي، فكل يوم يختارون واحداً منها للتطبيق، والقسم الثالث من البرنامج اخترت لهم سلسة قصص الأنبياء للكاتب محمد أحمد برانق وهي من المؤلفات القديمة المحبوكة لغوياً وذات عرض ممتع، وطلبت قراءة نصف قصة في كل يوم.
وهذا المنهج هو استكمال لما بدأته معهم العام الماضي حيث أنهوا قراءة موسوعة علمية كبيرة ومازالت ذاكرتهم تحتفظ بكثير من المعلومات ولله الحمد.
هذه المبادرة مني هي محاولة لسد النقص لدى مؤسسات الطفولة، فالكثير من برامجها يقوم على الترفيه وعلى التلقين المعلوماتي السطحي، ولا يمتلك أولادنا إلا الفُتات من التثقيف والتعليم، ولذا كان دور البيت هو الأساس في التربية.
في كل صيف أكرر وأذكر بأنه لا ينبغي ترك الأولاد في عشوائية واسترخاء يطول ويطول في الفترة الصباحية في هذه الإجارة الصيفية الطويلة، فنهارهم في نوم عميق ومساؤهم في قنوات ولعب لا تنتهي أشكاله عند حد، فلا عقل يُبنى ولا أثر يتركه الوالدان في فلذات أكبادهم.