كتبت - إيمان الخاجة: خلف الله سعد شاب في الثانية والعشرين من عمره، يُعَدُّ نموذجاً رائعاً للإنسان القادر على مواجهة الإعاقة وإثبات الوجود، فقد ولد أصماً، لكنها عاهة لم تعقه عن حصد العديد من البطولات والميداليات، حيث حاز المركز الثالث والميدالية البرونزية في بطولة مجلس التعاون الخامسة لكرة القدم للصم. كما حاز المركز الأول والميدالية الذهبية في بطولة بيت التمويل الكويتي للأطفال الموهوبين بالبحرين عام 2008، والمركز الثاني والميدالية الفضية في بطولة مجمع جواد التجاري الثامنة في 2010، والمركز الثالث والميدالية البرونزية في بطولة BAHRAIN MARATHON RELAY عام 2009، بالإضافة إلى المركز الثالث والميدالية البرونزية في WORLD ATHLETIKCS DAY للاتحاد البحريني لألعاب القوى، كما حصل على جائزة أفضل حارس مرمى في البطولة المدرسية لكرة القدم الصم عام 2006، والمركز الثالث في بطولة كرة الطائرة الرمضانية لنادي البديع عام 2009. تطوير الذات إنَّ شغف خلف لكرة القدم قاده لتطوير نفسه، وبشأن ذلك يقول: بدأت الانخراط في مجال كرة القدم منذ صغري، حيث شاركت مع نادي البديع في دوري الاتحاد البحريني للفئات السنية، وشاركت في دوري بيبسي لاكتشاف المواهب، ثم بدأت البداية التي اعتبرها الفعلية في التأسيس في هذا المجال، وكانت مع منتخب مملكة البحرين للصم، عبر مشاركتي في البطولات المدرسية لكرة القدم، ثم التحقت بالبرنامج التدريبي للصم في ملاعب جامعة البحرين، وتمَّ اختياري بعدها لتمثيل المملكة في البطولات الخارجية، وفي بطولة مجلس التعاون الخامسة لكرة القدم للصم، والتي في مملكة البحرين ومازلت أمارس كرة القدم مع منتخب البحرين للصم حتى الآن. لا ينقصه شيء يعيش خلف حياته وسط أسرته وبين 4 أخوة وأخت واحدة، يساعد كل منهم الآخر، وقد بدأ مشواره التعليمي في مرحلة الروضة، حيث التحق بروضة في منطقة البديع درس بها مدة سنتين، تعلم بعض الأمور الخاصة بالكلام والتعامل ولغة الإشارة، ثم التحق بمركز شيخان الفارسي الخاص بالصم والبكم وتعلم فيه لمدة 10 سنوات، في هذه الفترة بدأ خلف يضع النقاط على الحروف، يتعلم الكلام والتخاطب مع الناس، بدأ يفكر في مستقبله وكيف يحقق ذاته، كيف يطور مواهبه وينمي نفسه، وفي2011 تخرج من المركز لينخرط بركب الحياة الجامعية، والتحق بمعهد البحرين للتدريب المهني، قسم الفنون والتصميم لشهادة الدبلوم الوطنية في التصميم الجرافيكي، لكنه لم يكمل الدراسة حتى الآن وسيعمل في المستقبل على إكمالها إن شاء الله. يقول خلف: لم أواجه أي مشكلة أو صعوبات في حياتي كوني من الصم ولله الحمد، التحقت بمركز تدريب السياقة وحصل على رخصة القيادة، وأعمل حالياً في القطاع الخاص وتحديداً في كارفور، وأتمنى لو أجد الفرصة للمشاركة في العمل في القطاع الحكومي، بسبب الصعوبات البسيطة الموجودة في القطاع الخاص، فكل ما أود عمله وأطمح له هو خدمة وطني الغالي البحرين. شخصية اجتماعية يتميز خلف الله بشخصية اجتماعية، فهو شاب اجتماعي يحب التعرف على أصدقاء جدد وتكوين علاقات اجتماعية، كما إنه محبوب بين زملائه وأهل قريته، ويقضي يومه في ممارسة هواياته وصقل نفسه وتطويرها، يحب ممارسة الرياضة بمختلف أنواعها، وخصوصاً كرة القدم ورياضة ألعاب القوى، ومن هواياته الأخرى تصفح الانترنت والدخول إلى المواقع المفيدة، واستخدام مواقع شبكات التواصل الاجتماعي الحديثة مثل الفيس بوك والتويتر للاستفادة منها والبقاء على علاقة طيبة مع أصدقائه، وله مشاركات متنوعة وهو عضو فعّال في الأندية الرياضية والبرامج الاجتماعية والتطوعية التي تقام في منطقته، ويدفعه حب الخير ومساعدة المحتاجين، خصوصاً من أهل قريته إلى عدم التردد بمد يد العون وتقديم المساعدة في مختلف الأمور. نجاحات متواصلة لم يتوقف سقف طموح خلف عند حد معين، فهو لم يتوان عن اكتشاف طاقاته وقدراته، إذ وأتته فرصة للمشاركة في مسرحية سلام جابر والتي شارك بها عدد كبير من ذوي الإعاقة وفازت بأربع جوائز، فكانت بداية تجربته على خشبة المسرح، وكان لهذه التجربة الدور الكبير في صقل شخصيته وتطوير قدراته ومهاراته إلى جانب إسهامها في تعزيز ثقته بنفسه من خلال نجاحه في التجربة ومنذ أول مرة. وهو حالياً يفكر في المواصلة في المجال المسرحي في حال أتيحت له الفرصة.