عواصم - وكالات: خرج آلاف السوريين في جمعة “واثقون بنصر الله” إلى الشارع رغم تصاعد أعمال العنف، التي حصدت 25 قتيلاً، مطالبين بإسقاط النظام، وووجهت بعض التظاهرات بإطلاق نار واعتقالات. وفي موقف لافت أعلنت موسكو أمس أنها تعتبر اجتماع جنيف الحاسم حول سوريا اليوم “خطوة إيجابية” على طريق التوصل إلى “توافق دولي”، بعد التشكيك في إمكان انعقاده.
وسارت التظاهرات من حلب شمالا وإدلب (شمال غرب) والحسكة ذات الغالبية الكردية في الشمال الشرقي، إلى حمص في وسط البلاد ودرعا جنوباً، وصولاً إلى أحياء العاصمة دمشق، بحسب ناشطين.
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن “التظاهرات تعم أحياء دمشق رغم الحصار الأمني الكبير للأحياء الثائرة وبالأخص المساجد المعروفة”، مشيرة إلى خروج تظاهرات في أحياء الميدان وكفرسوسة والقدم والعسالي وقبر عاتكة والقصور وبرزة والمزة وقدسيا. وذكرت أن قوات الأمن “فرقت معظم التظاهرات باطلاق الرصاص والاعتقالات العشوائية”.
وأفاد الناشط محمد الدمشقي وكالة فرانس برس في اتصال عبر سكايب أن قوات الأمن “أطلقت النار على المتظاهرين في حي جوبر في دمشق بعد خروجهم من صلاة الجمعة في مسجدي القباني وغزوة بدر”. وقال إن هذه القوات “نفذت انتشاراً أمنياً وأطلقت النار بشكل عشوائي”، مضيفاً أنها “نفذت اعتقالات عشوائية على الطريق الرئيسي لحي جوبر”.
كما ذكر أن القوات النظامية “أطلقت النار أيضاً على المتظاهرين في حي التضامن الخارجين من جامع علي بن أبي طالب”.
وقالت الهيئة العامة للثورة أيضاً إن “قوات الأمن والشبيحة هاجمت المتظاهرين في حي الفردوس بمدينة حلب واعتقلت عددا منهم، وكذلك في دير حافر في ريف حلب”.
وفي غضون ذلك، استمر القصف على مدينتي حمص ودوما في ريف دمشق وسط صدور نداءات جديدة لإغاثة المدنيين العالقين فيهما، وحصدت أعمال العنف الجمعة في كل المناطق السورية 25 قتيلاً.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ثلاثة مواطنين قتلوا في “قصف تتعرض له منذ الصباح مدينة دوما ومحيطها من القوات النظامية السورية التي تحاول السيطرة على المدينة”. وأطلقت تنسيقية دوما نداء من “الأهالي المحاصرين والممنوعين من المغادرة”، قالت فيه إن هؤلاء “يوجهون نداءً لحمايتهم من القتل”.
وفي تطور متصل، أكد رئيس المجلس العسكري الأعلى في الجيش السوري الحر العميد الركن مصطفى الشيخ وجود حشود للقوات النظامية السورية على بعد حوالى 15 كيلومترا من الحدود التركية، مرجحا أن تكون بمثابة “عرض قوة” في مواجهة الاتراك.
وقال الشيخ في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس إن “هناك تجمعات لوحدات عسكرية في المنطقة الشمالية شمال مدينة حلب وعلى بعد 15 كيلومتراً أو أكثر بقليل من الحدود التركية”. وأوضح أن “المجموعات تقدر بحوالي 170 آلية ودبابة وحوالي 2500 عنصر”.
سياسياً، قالت الخارجية الروسية في بيان “ننظر إلى اجتماع جنيف بوصفه خطوة إيجابية في السعي إلى أسس للتوصل إلى توافق دولي ممكن بهدف تسوية الوضع في سوريا”، وذلك قبيل لقاء وزير الخارجية سيرغي لافروف ونظيرته الأمريكي هيلاري كلينتون في سان بطرسبرغ.
لكن روسيا أعربت أيضاً عن الأسف لعدم دعوة “بلدان مهمة” إلى اجتماع جنيف. واعتبرت الوزارة أن قرار منظمي المؤتمر عدم دعوة “بلدان مهمة مثل إيران والسعودية وجيران مباشرين لسوريا، كلبنان والأردن ومنظمة التعاون الاسلامي” ليس “القرار الأمثل”.
كما قال دبلوماسيون لرويترز إن مسؤولين كبارا من الدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الامن الدولي ودول في الشرق الأوسط فشلوا أمس في التغلب على خلافات بشأن خطة لإنتقال سياسي في سوريا قدمها الوسيط الدولي كوفي عنان مع إصرار روسيا على إدخال تعديلات على الخطة.
وأبلغ دبلوماسي عربي رويترز بعد انتهاء المحادثات التي عقدت خلف أبواب مغلقة في جنيف “انتهينا من الاجتماع. الأمر متروك للوزراء لاتخاذ قرار غداً (اليوم)”.
وقال دبلوماسيون غربيون إن الوفد الروسي ألح أثناء الاجتماع على تعديلاته المقترحة على خطة عنان. وأبلغ دبلوماسيون روس رويترز أنهم يواصلون العمل لكنهم أشاروا إلى أن موسكو لا يمكنها أن توافق على حل سياسي يفرض على دمشق.
وبدوره، أعرب أنان عن أسفه لما أسماه “قيام جهات خارجية” بتشجيع النظام والمعارضة المسلحة في سوريا على الاستمرار في نهج العنف، وجدد دعوته إلى الوحدة لحل هذه الأزمة.
وقال أنان في مقال نشرته صحيفة “واشنطن بوست” عشية اجتماع جنيف إن “العديد من القوى الخارجية ضالعة بشدة (...) ان الحذر المتبادل دفعها الى السعي لتقويض” خطة الموفد الدولي لارساء السلام في سوريا.