القاهرة - وكالات: أدى الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي رمزياً مساء أمس اليمين الدستورية كرئيس لمصر أمام حشود غفيرة في ميدان التحرير، مؤكداً في تلميح واضح للمجلس العسكري الحاكم أن الشعب هو مصدر السلطات و«لا سلطة أو مؤسسة” تعلوه.

وعشية أدائه اليمين رسمياً لتولي مهامه أمام المحكمة الدستورية، أدى مرسي اليمين وسط حشود هائلة متحمسة في ميدان التحرير خاطبها قائلاً “أنتم الأصل وغيركم عنكم وكيل فإذا غاب الوكيل والنائب (مجلس الشعب) أعود إلى الأصل (..) وها أنا أقف أمامك أيها الشعب المصري العظيم قبل أي جهة أخرى”.

ومن المقرر أن يؤدي مرسي صباح اليوم اليمين أمام المحكمة الدستورية العليا وذلك بسبب حل مجلس الشعب الذي لا يعترف به التيار الإسلامي من جماعة الإخوان المسلمين التي خرج الرئيس المصري الجديد من صفوفها ومن السفليين والذي كان يهمين على هذا المجلس.

كما أعلن الرئيس المصري المنتخب في كلمته إلى الشعب أنه سيعمل من أجل إقامة “دولة مدنية” في مصر. وأوضح أمام حشد هائل في الميدان الذي يرمز إلى الثورة التي أطاحت حسني مبارك، وعشية توليه رسمياً مهامه “سنكمل المشوار في دولة مدنية وطنية حديثة”.

وأكد مرسي رفضه “انتزاع سلطة الشعب ونوابه” مؤكداً أنه لن يتهاون في صلاحياته الرئاسية على خلفية جدل بين الإخوان المسلمين والجيش بعد حل مجلس الشعب. وقال “لا مجال لانتزاع سلطة الشعب أو نوابه (..) لن أتهاون في أي صلاحية من صلاحيات رئيس الجمهورية” التي ينتقص منها الإعلان الدستوري المكمل الذي أصدره المجلس العسكري قبل يومين من إعلان فوزه في الانتخابات الرئاسية.

وتعهد الرئيس المنتخب بالعمل على الإفراج عن الشيخ الضرير عمر عبدالرحمن الذي يمضي عقوبة بالسجن مدى الحياة في الولايات المتحدة إثر إدانته بأعمال إرهابية.

وقال في ختام كلمة في ميدان التحرير “أرى أسرة الدكتور عمر عبدالرحمن وأرى يافطات عن المسجونين بأحكام عسكرية من المدنيين أو المعتقلين على مسيرة الثورة من أولها إلى الآن”.

وأضاف “هؤلاء جميعاً حقهم علي وواجبي أن أبذل كل جهد وسأفعل حتى يتحرر هؤلاء ومنهم الشيخ عمر عبدالرحمن”.

وكان مؤيدو جماعة الإخوان المسلمين تدفقوا منذ الصباح إلى ميدان التحرير للاستماع لخطاب مرسي وذلك قبل يوم من تنصيبه كأول رئيس مدني وإسلامي لمصر. ورفع المحتشدون في الميدان شعار “سلطات الرئيس” التي يبدو أنها ستكون سبب صراع طويل بين الإسلاميين والعسكريين الذين فرضوا قيوداً شديدة على سلطات رئيس الدولة قبل أن يسلموه السلطة التنفيذية. وهتف المحتشدون في الميدان الذي كان بؤرة الانتفاضة التي أسقطت الرئيس المخلوع حسني مبارك العام الماضي “مرسي رئيس الجمهورية”، ولوحوا بأعلام مصر بينما وضعوا صوراً له في وسطها. وهتفوا “ثورة كاملة يا إما بلاش (أو لا).. يسقط يسقط حكم العسكر.. إحنا الشعب الخط الأحمر”.

وأدى الرئيس المنتخب صلاة الجمعة في الجامع الأزهر الشريف وهتف له ألوف المصلين بعد أداء الصلاة “بنحبك يا مرسي” وتدافع العشرات لالتقاط صور له بتليفوناتهم المحمولة.

وفيما يعد إشارة إلى الصراع، قال وزير الأوقاف عبدالفضيل القوصي في خطبة الجمعة بالأزهر الشريف ناصحاً مرسي “لا طائفية.. لا شرذمة.. لا تفرقة بين شخص وشخص أو جماعة عن جماعة. ولي أمر المسلمين (هو) ولي أمر الجميع بلا إقصاء”، وأضاف “أقول له هذا وطن الجميع”.

ووصلت مسيرة ضخمة من طلاب ورجال الدين في الأزهر إلى ميدان التحرير للمشاركة في فعاليات مظاهرة “مليونية تسليم السلطة” وللمطالبة برفض “الإعلان الدستوري المُكمل”.

وكان الأمين العام لـ«مجلس أمناء الثورة” صفوت حجازي دعا خلال خطبة الجمعة في ميدان التحرير إلى تسليم السلطة كاملة غير منقوصة إلى الرئيس المنتخب مرسي. وشدَّد حجازي، المنتمي إلى تيار الإسلام السياسي، على ضرورة أن يكون تسليم السلطة كاملاً، و«أنه ليس من حق المجلس العسكري إصدار إعلان دستوري مُكمِّل، لأن ذلك يُرسخ مفهوم الدولة العسكرية”.

وأضاف أن “الشعب يريد مصر دولة مدنية، لا يوجد فيها ما يغضب الله عز وجل، وأن القوات المسلحة دورها هو حماية الحدود”، مطالباً بـ«استفتاء شعبي على قرار حل مجلس الشعب (البرلمان).. لأن من حق الشعب أن يحكم نفسه”.