إذا كنت تعتقد أن الناس أصبحوا يسعلون ويعطسون أكثر مما كانوا في الماضي، فأنت على حق، فخلال العشرين سنة الماضية، تضاعفت معدلات الإصابة بالحساسية والربو والحمى والإكزيما في العالم، وفق ما يقول بروفيسور العلوم الطبية، مدير عيادة الحساسية في جامعة ميشيغان الأمريكية د. مارك ماكموريس. ووفقاً لمراكز مراقبة الأمراض في الولايات المتحدة، ازدادت حساسيات الأطعمة لدى الأطفال بنسبة 18% في العقد الماضي، ويبدو أن الخبراء والمتخصصين في الأمراض الناجمة من الحساسية، غير متأكدين من أسباب هذه الزيادة الملحوظة، لكنها قد تكون توليفة من التصورات والنظريات والمستجدات العصرية التي تخضع حالياً للبحث والدرس، وهذه النظريات تشمل:
^ الافتراضات الصحية: الأشخاص أصبحوا أقل تعرضاً للميكروبات، ولذلك تحول جهازهم المناعي لمقاومة الحساسية، ويقول د. ماكموريس إنه “في الدول المتقدمة التي تتوافر فيها الأمصال الواقية، والمضادات الحيوية، والمياه و المنازل النظيفة، لا يجد الجهاز المناعي الكثير ليفعله عندما يتعلق الأمر بمقاومة الأمراض، ولذلك يبدأ في إنتاج الأجسام لأشياء مثل الغبار”.
^ الأسر الكبيرة: في الأسر الكبيرة يجلب الأبناء الأكبر سناً الجراثيم للمنزل من المدرسة، وبذلك يعرضون الأصغر سناً للميكروبات في سن باكرة، وثمة أبحاث وجدت أن إدخال الأطفال الحضانة في سنتهم الأولى، يكسبهم عنصر مناعة ضد الحساسية.
^ المنازل المحكمة الإغلاق: منذ أزمة الطاقة في السبعينيات، أصبحت المنازل مصمتة ومغلقة أكثر من السابق، وبذلك غدت تفتقر للتهوية وتحتوي على عناصر مسببة للحساسية بأنواعها، وتشير الأبحاث إلى تعرض الأطفال الذين يقضون وقتاً أطول داخل هذه الأماكن، لهذه العناصر أكثر من غيرهم.
^ استهلاك أو تجنب الأطعمة عالية الخطورة: نظرت دراسة في معدلات الحساسية من الفول السوداني لدى أطفال يعيشون في الشرق الأوسط مقابل أطفال يعيشون بالمملكة المتحدة، حيث يبلغ معدل حساسية الفول السوداني 15 ضعفاً، ووجدت الدراسة أن أطفال الشرق الأوسط يستهلكون كميات كبيرة من هذا الفول في السنة الأولى من حياتهم، بينما يتجنبه أطفال المملكة المتحدة، وأثارت هذه النتائج تساؤلاً، هل تناول الفول السوداني في سن مبكرة يمنع تطور الحساسية منه؟ ويظل تحديد الوقت الذي ينبغي فيه تقديم أغذية تعتبر عالية الخطورة مثل الفول السوداني والجوز والسمسم للأطفال، غير محدد بدقة.