كتبت- هدى عبدالحميد: أكدت فعاليات سياسية أن زيارة الرئيس الإيراني محمود نجاد إلى جزيرة أبوموسى الإماراتية تكريس للاحتلال الإيراني لهذه الجزر، وأنها تأتي ضمن السياسة التوسعية التي تنتهجها طهران ومحاولة السيطرة على الخليج العربي، وهي مؤشر على أن إيران لا تريد أن تتعامل بحسن الجوار مع جيرانها العرب. وقالت الفعاليات، في تصريحات لـ«الوطن”، إنه لا يوجد فرق بين الدولة الصهيونية والدولة الصفوية فكلاهما تحتلان أجزاءً من الوطن العربي، وأشارت إلى أن مملكة البحرين عبرت قيادة وشعباً عن استنكارها للزيارة التي قام بها الرئيس الإيراني إلى الجزر العربية الإماراتية، مضيفة أن هذه الزيارة لتوجيه رسالة ليست للإمارات فقط وإنما لجميع الدول العربية في تحد واضح لشعوب الخليج العربي أن هذه الجزر إيرانية وليست إماراتية. وأوضحت أن هذه الزيارة تضرب بالحائط كل المبادرات السلمية والجهود والمساعي الأخرى التي بذلت حتى الآن سواء من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة أو دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من أجل إيجاد تسوية عادلة ودائمة تنهي حالة الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث بالطرق السلمية. وطالبت الفعاليات السياسية بسرعة إعلان الاتحاد الخليجي لتوحيد ردة الفعل الخليجية الإيجابية وليكون لها تأثير وصدى. تجاهل حسن الجوار قال أمين عام جمعية ميثاق العمل الوطني محمد البوعينين إن مملكة البحرين عبرت قيادة وشعباً عن استنكارها للزيارة التي قام بها الرئيس الإيراني إلى الجزر العربية الإماراتية التي تحتلها إيران منذ حوالي 41 عاماً، مشيراً إلى أن زيارة نجاد لهذه الجزر العربية ما هو إلا دليل على أن إيران لا تريد أن تتعامل بحسن الجــــوار مع جيرانهـــــا العرب. وأضاف محمد البوعينين “أراد الرئيس الإيراني بهذه الزيارة أن يوجه رسالة ليست للإمارات فقط وإنما لجميع الدول العربية بأن هذه الجزر إيرانية وليست إماراتية فهذه الزيارة تعتبر تكريساً للاحتلال الإيراني لجزء غال وعزيز على جميع قلوب العرب وليس الخليجين فقط والكل يعلم جيداً أن إيران احتلت الساحل الغربي للأحواز العربية التي هي جزء من الأمة العربية وتعمل جاهدة على تكريس هذا الاحتلال وإحلال سكان من أصول فارسية مكان السكان العرب الأصليين الأمر الذي يعني أنه لا يوجد فرق بين الدولة الصهيونية والدولة الصفوية فكلها تحتل أجزاء من الوطن العربي”. وأكد استنكار جمعية ميثاق العمل الوطني هذه الزيارة وبقاء الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية ودولة الأحواز العربية، مطالباً دول الخليج العربي والدول العربية والدول الصديقة أن تكون لها وقفة قوية تجاه هذا الاحتلال الإيراني. وأضاف “نؤكد دعمنا ووقوفنا مع الأشقاء في دولة الإمارات حتى تسترد جزرها وكذلك الأشقاء في الأحواز حتى تسترد هذه الأرض العربية وتعود ضفتا الخليج العربي ضفتين عربيتين كما كانتا في السابق. وقال البوعينين “علينا أن نتذكر وقفة الإمارات العربية مع البحرين أثناء الأزمة وهذا ليس بغريب عليهم ولا أقول يجب أن نرد على هذه الوقفة بوقفة مثلها لأن هذا واجبنا أن نقف مع أشقائنا في دولة الإمارات العربية”. ضرب المبادرات السلمية واستنكر عضو المكتب السياسي في جمعية المنبر الإسلامي محمود جناحي زيارة رئيس إيران إلى جزيرة “أبوموسى” الإماراتية المحتلة منذ عام 1971، مشيراً إلى أن هذه الجزر احتلت منذ زمن الشاه ومنذ ذلك الحين وهناك قضية خليجية عربية همها استرجاع هذه الأراضي واستمرت هذه القضية حتى حكم ولاية الفقيه، معتبراً أن زيارة نجاد تضرب الحائط بكل المبادرات السلمية والجهود والمساعي الأخرى التي بذلت حتى الآن سواء من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة أو دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من أجل إيجاد تسوية عادلة ودائمة تنهي حالة الاحتلال الإيراني لهذه الجزر الثلاث بالطرق السلمية. وأشار جناحي إلى ما أسماه بحقيقة مهمة أن الشاه عندما احتل الجزر الثلاث طنب الكبرى والصغرى واحتل نصف جزيرة أبوموسى وظلت للإمارات الشارقة النصف الثاني حتى جاء حكم ولاية الفقيه وأتم احتلال جزيرة أبوموسى بالكامل وهذا نابع من طبيعة النظام التوسعي الذي لا يكف عن إرسال رسائل التهديد والابتزاز من قيادات في المنظومة في طهران ابتداء من تصريحات آية الله الروحاني عام 1980 وإلى اليوم تأتي تصريحات التهديد من قبل معميين وأحياناً من قبل صحافيين ومتحدثين إعلاميين لخمانئي ومن قبل الجيش الثوري كلها تتدخل بشكل غير مقبول في الشأن الخليجي وتؤكد أطماع إيران للسيطرة عليه. وأضاف “في ضوء هذا الجو ليس من المستغرب أن يقوم نجاد بهذه الزيارة في بادرة تحد واضح لشعوب الخليج العربي كأن الرسالة تقول انسوا أن هذه جزر عربية وهذا هو المتوقع فهذه الدولة تسعى إلى مد نفوذها وأحلامها إلى خارج الإقليم والتي وصلت إلى أرتريا مثلاً كما لها تواجد عسكري فاضح في سوريا فمن باب أولى أن تحكم سيطرتها العسكرية عن طريق الابتزاز والتهديد في منطقة الخليج وكأنها الدولة الوحيدة المطلة على هذا الممر الحيوي”. وأشاد بموقف دول الخليج واصفاً إياه بالمشرف، وقال إن المنظومة الخليجية مطالبة أن تنقل هذه القضية إلى الدول العربية خاصة مصر كدولة عربية كبرى وللمجتمع الدولي. وأكد أنه لتكون ردة الفعل الخليجية إيجابية لها تأثير وصدى يجب أن تكون صادرة عن منظومة خليجية قوية ولذلك نطالب بالإسراع في إعلان الاتحاد الخليجي حتى تكون لدينا قوى خليجية لا يستهان بها ويحسب لها ألف حساب. زيارة استفزازية وتوسعية وفي السياق ذاته، قال الأستاذ بجامعة البحرين الدكتور عبدالستار الهيتي إن زيارة نجاد لجزيرة أبوموسى لا يمكن تصنيفها إلا باعتبارها زيارة استفزازية توسعية، وهي حلقة في أجندة توسعية متكاملة لم تكن الزيارة الحلقة الأولى فيها، وإنما هي حلقة ضمن سلسلة متواصلة لإظهار السياسة التوسعية لإيران في منطقة الخليج العربي. وأكد الهيتي أن هذه لم تكن المحاولة الاستفزازية الأولى ولا المحاولة التوسعية الأولى، فالعام الماضي شهد محاولة اختطاف البحرين وبعدها محاولة اغتيال السفير السعودي في أمريكا، ونشهد الآن مجموعة من المحاولات الاستفزازية من خلال مشاركة الحرس الثوري الإيراني في قمع المظاهرات السلمية للشعب السوري، ومشاركة المليشيات العراقية التابعة لولاية الفقيه في قمع الاحتجاجات السورية، ومشاركة المقاتلين التابعين لولاية الفقيه في لبنان في قمع الاحتجاجات السلمية، فهي حلقات متتالية كلها تصب في إثبات سياسة إيران التوسعية في منطقة الخليج العربي. وأشار الأستاذ إلى أننا كنا نحتاج سابقاً إلى براهين لإثبات التوسع، ولكن الآن لسنا بحاجة إلى دليل، فهذه السياسة التوسعية أصبحت على مرأى ومشهد النظام العالمي أجمع، وبدأ هذا المشهد في الدور الإيراني السيئ في احتلال دولة العراق ابتداء من عام 2003، وإلى الآن يتم تهميش المكون السني داخل العراق بأوامر إيرانية. وبين الهيتي أن هذه الزيارة القصد منها جس نبض دول مجلس التعاون الخليجي ومعرفة مدى توافقها، والحقيقة جاء الرد مشجعاً من خلال التكاتف والوحدة في استنكار ورفض هذه الزيارة والعمل على تقليص الدور الإيراني التوسعي في المنطقة، وتعدى الاستنكار والإدانة دول المنطقة ليجد صدى أوسع شمل العديد من الدول والقوى السياسية العربية والإسلامية. وقال: “نحن تعودنا من هذا النظام اختلاق الأزمات وتصديرها للغير، لأنه يواجه العديد من الأزمات الداخلية والإقليمية ودولية ضاغطة، ولذلك يحاول افتعال مشاكل للتقليل من هذا الضغط عن طريق تنفيذ أجندته التوسعية تجاه المنطقة وبالذات منطقة الخليج العربي”، كما إن الزيارة تمثل تحدياً كبيراًً لمنظومة تعاون الخليج العربي إضافةً إلى الرغبة في تكريس وفرض الأمر الواقع. وأضاف: “نحن نشد على أيدي قادة دول المجلس في وحدتهم ورفضهم لهذه الزيارة، ونقول سيبقى الخليج عربياً وستبقى شعوب هذه المنطقة تدين بالولاء لدينها أولاً، ولقوميتها وعروبتها ولأوطانها ولأقاليمها ولحكامها، والنتيجة النهائية أن الشعب العربي يرفض الوصاية عليه من أي جهة كانت وترفض الأساليب الملتوية التوسعية والعدوانية في المنطقة.
970x90
{{ article.article_title }}
970x90