كتب - هشام الشيخ:

أعاد التحرك القانوني للرئاسة المصرية ضد وكالة «فارس» الإيرانية إلى الواجهة مجدداً، الانتقادات الموجهة إلى الإعلام الإيراني، وممارساته التي تثير تساؤلات عن حقيقة ودوافع تعمد التصريحات واختلاق الأكاذيب، وما إذا كانت تهدف إلى تضليل الرأي العام في الدول العربية.

وكشف القائم بأعمال المتحدث الإعلامي باسم الرئيس المصري المنتخب د.محمد مرسي يوم الأربعاء الماضي، عن حديث مزعوم اختلقته وكالة أنباء «فارس» الإيرانية، مؤكداً أنه «ليس له أي أساس من الصحة»، وهو ما يشير إلى محاولات إيرانية محمومة لكي تحظى بموطئ قدم في مصر.

ونسبت وكالة فارس في ذلك التصريح المفبرك، إلى د. مرسي أنه شدد على ضرورة استعادة العلاقات الطبيعية مع إيران، على أساس المصالح المشتركة للدولتين وتطوير مجالات التنسيق السياسي والتعاون الاقتصادي. كما نسبت إليه أنَّ تعزيز العلاقات بين الجانبين سيحقق التوازن الاستراتيجي في المنطقة.

ولعل رداءة الأداء الإعلامي الإيراني في ممارسة مثل تلك الفبركات، يشير كذلك إلى حالة من الارتباك التي يبدو أنَّ النظام الإيراني يعيشها، خصوصاً بعد صدمة الشعوب العربية، من موقفها المساند للنظام الوحشي في سوريا، رغم ما يرتكبه من فظائع.

وفي السياق نفسه، لم تكن تلك المرة الأولى التي تفبرك وسائل إعلام إيرانية تصريحات لمرسي، الذي كان عضواً بمكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، ثم أصبح رئيساً لحزب الحرية والعدالة المنبثق عن الجماعة، قبل أن يستقيل من رئاسة الحزب عقب خوضه انتخابات الرئاسة، ففي العام الماضي وتحديداً في مارس الماضي عقب دخول قوات درع الجزيرة، إلى مملكة البحرين بطلب منها، نشرت قناة العالم الإيرانية خبراً نسبت فيه لكل من د. محمد مرسي، وسعد الحسيني القيادي بالجماعة، وعضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة حالياً، ما أسمته إدانة «التدخل السعودي في البحرين».

وكان مرسي والحسيني أكدا في ذلك الوقت بشكل قاطع في اتصال مع «الوطن» أن تصريحاتهما تمَّ تحريفها، وإقحام المملكة العربية السعودية في الخبر الذي نشرته القناة على موقعها الإلكتروني تحت عنوان «أحزاب وشخصيات مصرية تدين التدخل السعودي في البحرين»، وقال د. مرسي إنَّ سؤال المراسل كان حول التدخل الخارجي بشكل عام في الشؤون الداخلية للدول.

أما سعد الحسيني الذي نسب إليه قوله «ضرورة أن تظل هذه المطالب سلمية وأن لا تكون هذه المطالب صدى لقوى خارجية»، فأعرب للوطن حينها عن صدمته من تلاعب قناة «العالم» في التصريحات، مشدداً على أنه كان واضحاً في تصريحه ألا تكون مطالب المتظاهرين في البحرين صدى لقوى خارجية أي إيران.

ومعلوم لدى الأوساط الإعلامية البحرينية أنَّ وسائل الإعلام الإيرانية نهجت أسلوب الفبركة واختلاق القصص الكاذبة في حملتها على مملكة البحرين، خلال الأحداث المؤسفة التي شهدتها المملكة العام الماضي، ويبدو من الطريقة التي تتعاطى بها وسائل الإعلام تلك خلال الفترة الأخيرة مع الشأن المصري، أنها تتبع النهج نفسه مع كل ما يخص الدول العربية.

ولا تزال إيران تحاول بشتى السبل إقحام نفسها في الشؤون المصرية، حتى أنَّ قيادات دينية وسياسية إيرانية زعمت أنَّ ما حدث في مصر ما هو إلا امتداد لـ»الثورة الإسلامية الإيرانية»، وهو ما يزيد من الشكوك حول النوايا الإيرانية تجاه مصر.

يضاف إلى ما تقدم أنَّ عضو الجمعية التأسيسية لإعداد الدستور المصري عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين د.عبدالرحمن البر، أكد لـ»الوطن» في حوار نشر سابقاً أنَّ «الإخوان يسعون دائماً إلى تحقيق التعاون بين الدول العربية والإسلامية، وأنَّ دول الخليج العربي دول شقيقة تربطها بمصر أقوى الصلات»، مضيفاً أنَّ «على إيران أنْ تكفَّ يدها عن التدخل في شؤون الدول العربية (..) وأن ترفع غطاءها عن النظام السوري الذي يقتل شعبه».