انتقد الأمين العام السابق لجمعية تجمع الوحدة الوطنية عبد الله الحويحي «إصرار المعارضة على موقفها بصفة متعنتة وبسقف عال من المطالبات غير المتوافق عليها وطنياً» وعجز المكون الوطني الآخر عن بلورة موقف واضح وبيِّنٍ، إضافة إلى التعاطي الرسمي مع الملف.

وقال إن الساحة الوطنية خلت من أي مبادرة سياسية جادة، يمكن أن توصل الأطراف إلى توافق وطني يخرج البلاد مما تعانيه من الأزمة المتمثلة في عدم الاستقرار السياسي والأمني والانقسام المجتمعي الذي أثر بدوره في الحياة الاجتماعية.

وأوضح الحويحي، خلال تقديمه التقرير السياسي للتجمع في المؤتمر العام الثاني للتجمع، أن المكونين الرئيسين للمجتمع في حالة من التباين في المواقف السياسية وانقسام حاد اجتماعياً وطائفياً، منتقداً استخدام الشارع كورقة ضغط «ردع متبادل».

وأشار إلى محاولات ضرب تجمع الوحدة الوطنية بعد تحوله إلى جمعية سياسية مرخصة، وانجذاب أعداد كبيرة إلى عضويته، مما سمي «بالصحوة» لشباب معروفي التوجه والمشارب، «ليس أكثر من اختطاف الذكرى الأولى لتجمع الفاتح بهدف ضرب التجمع وقيادته وخاصة رئيسه».

وأضاف: بعدها غابت تماماً ما سميت «بالصحوة الشبابية للفاتح» في غفوة، بعد أن أدت الغرض المطلوب منها، وبقيت «أداة ستستعيرها، كلما دعت الحاجة، قوى سياسية وفرت لها غطاء من الدعم والمساندة، ولو بصور أخرى»!! ودعا الحويحي إلى مبادرة سياسية لتوافق وطني لحل الأزمة بين الأطراف، والخروج من حالة الغليان التي تحكم الشارع،على الرغم من «أننا لا نرى في استمرارية العنف وإصرار الشارع الآخر على رفض الحوار أو أي ترتيبات سياسية، ما يشجع على ذلك».

وأوضح أن التجمع قطع شوطاً في إعداد خطته الاستراتيجية، التي تضمنت برنامجه السياسي في إطاره النظري – وما تبقى الإطار العملي للبرنامج – ويحمل في طياته نظرة شاملة لمجمل القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحقوقية.

وبين أن نجاح المبادرات كافة مرهون بالتقدم في الوضع السياسي، وتهدئة الأوضاع الأمنية، لكي يكون الشارع مهيئاً ومتقبلاً لما يطرح من رؤى تسهم في حل الأوضاع.

ومن جانب آخر أوضح الحويحي أن الاتحاد الخليجي من المطالب الأساس للتجمع – كمصير لبلدان الخليج العربي وشعوبها– ومطلب مكمل لمنظومة الإصلاح المطلوبة من الشعوب الخليجية في الأنظمة السياسية تؤدي للمشاركة الشعبية بالقدر الكافي في القرار الوطني.

وأكد أن التجمع يدفع إلى تبني الاتحاد المؤدي إلى قوة دول المنطقة في مواجهة الأخطار، والتوازن الإقليمي، والاستقلال والسيادة الوطنية لدول الخليج العربية.

وعدّ الحويحي أن التدخلات الخارجية في الشأن البحريني عقّدت الوضع أكثر، بما في ذلك زيارات شخصيات خارجية «تمثل الوفود الدبلوماسية ومسؤولين سياسيين رسميين لبلدان صديقة، ومنظمات دولية وأخرى من المجتمع المدني «أهلية» تعنى بالملف السياسي والأزمات أو بالملف الحقوقي.