كتب - أحمد عبدالله:

قال رئيس تجمع الوحدة الوطنية الشيخ د.عبداللطيف آل محمود، إنَّ السفير الأمريكي يريد أنْ يوصل البحرين إلى مرحلة إراقة الدماء نظير ما حدث في العراق، وما يحدث الآن في سوريا، مضيفاً «الخطر ليس داخلياً فحسب، وأمريكا بكل قواها تريد تفكيكنا».

وتساءل آل محمود «أين أهل الفاتح؟ نحن لانزال في خطر ولازلنا مهددين»، مشيراً إلى أنَّ شعب البحرين ردع المؤامرة في تجمع الفاتح الأول، وهو قادر على ردعها مجدداً.

وعن أسباب تأجيل اكتمال الهيئة المركزية سنة واحدة قال «كانت رؤية الإخوة المؤسسين واقعية عندما قرروا انتخاب نصف أعضاء الهيئة المركزية في الدورة الأولى، مراعاة لواقع نشأة التجمع بعد أن ظهر على غير تخطيط أو انتظار أو حتى في الأحلام، ليكون درعاً أول دافع به أبناء البحرين قاطبة عن وطنهم بوجه مؤامرة عاتية، وتكالب قوى خارجية لتمزيق البلدان العربية والإسلامية بعضها مدفوع بدوافع الحقد والبغضاء، مستعينين بمجموعة داخلية ارتضت العيش متقوقعة على ذاتها، وكشفت عن حقد دفين طالما عملت على غرسه في نفوس أتباعها، وتسترت عليه بطيب الكلام وليونة الملمس وإظهار التواصل».

وأضاف «رغم ظهور بعض علامات غرس الحقد علانية، إلا أن أكثر من تنبه له لم يكن يصدق أو يتوقع أن يكون وصل لهذا الحد أو الحجم أو الشيوع بين الأتباع، وكانت مفاجأة أيقظت النائمين والحالمين والحاكمين، فاجتمعوا في ساحات الفاتح ليحققوا أول ردع لقوى البغي والعدوان الخارجي والداخلي على حد سواء».

وأردف أنَّ المؤسسين استشعروا أنَّ كيانهم لم يستوعب كل أطياف المجتمع، ولا جميع مناطق البحرين، بسبب ظهوره المفاجئ، وتطلبه لسرعة الحركة داخلياً وخارجياً، وإتاحة الفرصة لتمثيلهم داخله في أقرب فرصة قدروها بسنة واحدة، لافتاً إلى أنَّ التجمع ظهر في اللقاء الأول بتاريخ 21 فبراير 2011 وتأكد في اللقاء الثاني بتاريخ 2 مارس 2011 ليس ملكاً لفكر واحد أو لمنطقة واحدة، بل هو حق لجميع البحرينيين المخلصين لوطنهم المدافعين عن حرماته الذائدين عن حياضه والمستشعرين للشراكة الاجتماعية لكل أطيافه.

وتابع آل محمود «يأتي هذا الاجتماع بعد أنْ راجع المؤسسون النظام بعد المرور بمرحلة يمكن أنْ نسميها مرحلة التجربة، تبين من خلالها بعض السلبيات العملية، ومن أجل معالجتها عقد المؤتمر الاستثنائي الأول بتاريخ 19 مايو 2012 لإدخال تعديلات رأوها على النظام الأساسي، آملين أنْ يكون في ذلك علاجاً لتلك السلبيات».

مهام الهيئة المركزية

وقال إنَّ «انتخابكم اليوم للنصف التكميلي للهيئة المركزية، يمثل تطوراً نوعياً في حركة التجمع، بانضمام مختلف الأطياف ومن المناطق كافة من ناحية، وبانتظار تعاونكم مع من سبقكم في الدفع بحركة التجمع لبناء مستقبل البحرين الذي نرتجيه جميعاً».

وأضاف أنَّ عدد المرشحين البالغ 44 له دلالته، على وجود العزم على المشاركة الإيجابية في البناء وعدم الاكتفاء بالتفرج والانتقادات، أي أنهم يأبون أن يكونوا ممن يفكر ليقول، ولكنهم يفكرون ليشاركوا في الفعل وهذا تطور إيجابي.

وأشار إلى أنَّ تنوع التخصصات التي ينتمي إليها المرشحون له دلالة إيجابية أخرى، وهي أنَّ الاهتمام بالشأن السياسي ليس محصوراً بفئة مجتمعية دون أخرى.

وأضاف «لا شك أنَّ الفائزين في الانتخابات اليوم هم 25 عضواً فقط، لكننا لن نخسر بقية المرشحين باعتبارهم معيناً للاستفادة منهم عند خلو أيّ مقعد من مقاعد الهيئة المركزية لأيِّ سبب من الأسباب، ويمدون التجمع بطاقاتهم البنّاءة والمساعدة بمسيرته».

وعرض آل محمود مهام الهيئة المركزية في انتخاب رئيس للهيئة المركزية ونائباً للرئيس وأميناً للسر وعزلهم، واختيار نائب رئيس التجمع، وأعضاء اللجنة التنفيذية وعزلهم، وإقرار لوائح التجمع وأنظمته الداخلية وتعديلها وفقاً للنظام الأساسي، ورؤى واستراتيجيات وأولويات العمل السياسي، ووضع الأطر والصيغ التنظيمية وسبل ووسائل بناء الكوادر وتنمية الموارد المالية المقدمة من اللجنة التنفيذية، والتصديق على برنامج عمل اللجنة التنفيذية، ومراقبة عمل اللجنة التنفيذية والمكتب السياسي وتقييم أدائهما، وتصديق قوائم مرشحي التجمع للمجالس النيابية.

التفاعل مع الحياة السياسية

وقال آل محمود «إذا كنا سابقاً نعيش على جانب الحياة السياسية دون مبالاة، فإنَّ ما شهدناه من فتنة تجعل النوم والكسل وعدم المبالاة بالحياة السياسية جريمة بحق الوطن والمواطن وبحق النفس، وعلينا جميعاً أنْ نكون على مستوى المسؤولية أمام الله تعالى وأمام أجيالنا المقبلة، فهم أمانة في أعناقنا، بعد أنْ تبين لنا الغث من السمين والصحيح من السقيم والصادق من الكاذب والشر من الخير.

وأضاف «لا يجوز لنا أنْ نهدأ بعد أنْ رأينا الشر رأي العين، وتبين لنا الصديق من العدو، ولازلنا نرى من أشعل الفتنة مستمر في تخطيطه لتأجيجها بكل السبل المتاحة بعد أن فشل في تحقيق مآربه، فغيَّر سياسته وحديثه وأساليبه عله ينتهز فرصة مقبلة لتحقيق مقاصده، وسلوكه حتى الآن دالٌّ على أنه ماضٍ في مخططه لحرق الأرض ومن عليها»، متسائلاً «هل نترك الأمر لهم يفعلون ما يريدون؟ أم نستمر من غير كسل أو وجل في الدفاع والبناء؟».

وقال إنَّ «البحرين أمانة بين أيديكم، والتجمع أثبت رغم السلبيات قيمته داخلياً وخارجياً وهو أمانة أيضاً بين أيديكم، لنعمل جميعاً على أداء هذه الأمانة ممتثلين بأمر ربنا، ولنعاهد الله تعالى ألا نكون من الظالمين ولا من الجاهلين».

وخاطب أبناء الفاتح «من خلالكم بكل إخلاص ووضوح ليس لدينا مكرمات أو مغانم نمنحها، وإنما أمامنا عمل مضنٍ ليس بالسهل، ويحتاج لجهد ووقت ومال وبذل وطاقات»، مضيفاً «أقول بصراحة لمن يسأل وهو جالس في بيته عما قدمنا له، ماذا قدمت للتجمع وأثريت به هذا الكيان السياسي من وقتك ومن قدراتك ومن جهدك ومن مالك، حتى يستطيع أن يقدم لك ما أثريت به؟، قدمنا لوطننا ما قدرنا عليه وما كان بوسعنا راجين الأجر من الله تعالى، فشاركنا بجهدك وطاقاتك وفكرك وكن معنا من المانحين ليكون لوطننا ومواطنينا ما نرجوه من ثمرات الأمن والأمان والاستقرار والتنمية والحفاظ على الأرواح والأعراض والأموال».

سبل تجاوز المحنة

ونبَّه آل محمود إلى أننا «لن نستطيع تجاوز الفتنة وحماية البلاد والأرواح والأعراض والأموال إذا لم تكن لدينا الشجاعة والاعتراف بقصورنا وأسباب ضعفنا في حركتنا خلال السنة الماضية».

وأردف «قلت لإخواني العاملين معي خلال العام الماضي في اجتماع ليس ببعيد ما أكرره على مسامعكم اليوم، لتتحملوا معنا المسؤولية مسؤولية التغيير الذي أرشدنا الله إلى سره بقوله سبحانه (إنَّ الله لا يُغيِّرُ ما بقومٍ حتى يغيِّرُوا ما بأنفسِهم)».

ولفت إلى أنه خاطب زملاءه «لا أخفيكم أنَّ التجمع واجه ضعفاً خلال الفترة الماضية، وهذا الضعف يعود لأسباب كثيرة، منها التحزبات والشللية بين الأعضاء العاملين في التجمع، والمحاولات المبذولة من بعض القوى السياسية لمحاربته، والسلبية في التعاطي مع العمل التطوعي من الجماهير»، مبيناً إنَّ علاج الضعف مسؤولية جماعية.

وأضاف «نريد تجميع القوى الخيرة والطاقات الكثيرة لدى المواطنين المخلصين لتحقيق آمال مواطنينا، الذين خرجوا في لقاءات الفاتح، ونحمي وطننا، ونحمي جميع المواطنين ومصالحهم وإن اختلفوا معنا في الرؤية وتنكبوا الطريق واستجابوا للأهواء الخاصة على حساب الصالح العام، لنعيش فيه جميعاً أعزة كرماء».

وقال إنَّ الأمانة العامة للتجمّع قدمت تقريرها السياسي والإداري والمالي في نهاية دورتها الأولى، وقدمت استقالتها بعد انتهاء الدورة الأولى، استعداداً لتولي اللجنة التنفيذية مهامها في الدورة الثانية، شاكراً لجميع أفرادها جهدهم وعملهم المتواصل، وجميع العاملين بالتجمع خلال العام الماضي في اللجان والإدارات ومكتب الرئيس والأجهزة الإعلامية، على ما قدموه من خدمات وما بذلوه من جهد وعطاء.

يأتي اللقاء إعمالاً لما جاء في النظام السياسي من انتخاب أعضاء المؤتمر، بعد دورته الأولى المحددة بعام واحد بقية أعضاء الهيئة المركزية في دورته الثانية، وعددهم خمسة وعشرون 25 عضواً.