للحرب أوجه عدة لا تقتصر بالآلة العسكرية فقط وإنما هناك أساليب أكثر خبثاً ومكراً وربما تأثيراً، لكنها قد تستغرق وقتاً كبيراً وتحتاج إلى موازنة ضخمة تسخر لتنفيذها.

إحدى دول أمريكا اللاتينية عندما عجزت أو رأت أن حربها (الميدانية) مع الولايات المتحدة الأمريكية قد يلحق بها الهزيمة ويبيدها بشكل نهائي لجأت إلى حرب أخرى ضدها فاستخدمت حرب إبادة الشباب الأمريكي بواسطة المخدرات.

إيران.. تدرك أنها لن تستطيع التغلب على الترسانة العسكرية الخليجية وترى بأن دخولها في حرب مع ست دول خليجية تمتلك أحدث الأجهزة العسكرية وأفضلها من ناحية التقنية والحداثة والقوة سيعيدها إلى مربع الصفر، وهذا واضح فقد عجزت عن هزيمة دولة عربية واحدة (العراق) فكيف لها أن تربح حرباً ضد أقوى الدول العربية من ناحية التقنية العسكرية؟! وليس هناك شك بأن أي حرب تشنها إيران على دول الخليج فإن الأردن ومصر ستكونان داعماً أساسياً لدول الخليج كون مصير هذه الدول مشتركاً، وهناك معاهدات ومواثيق تربط بين الدول العربية جمعاء .لذلك فإن إيران غيرت محور حربها ضد دول الخليج واستخدمت ثلاث جبهات أساسية:

أولاً: تحريض أبناء الخليج ضد أنظمتهم ودعمتهم لزعزعة الأمن داخل بلدانهم وخلق قلاقل وعمليات إرهابية تفضي لتفتيت اللحمة الوطنية وشق الصف مستخدمة الجانب العقائدي في فصل أبناء دول الخليج وبث الطائفية فيما بينهم. ثانياً: الحرب الإعلامية ضد دول منطقة الخليج العربي من خلال شبكة قنوات إعلامية ضخمة منتشرة في مختلف دول العالم بالإضافة إلى استخدام الشبكة العنكبوتية لنشر كل ما من شأنه تشويه صورة دول الخليج ويسيء إلى أنظمتها وقياداتها ويمس سيادتها ويقلل من إنجازاتها أمام الرأي العام العالمي. ثالثاً: حرب المخدرات- حرب المخدرات هذه نسخة مما قامت به الدولة في أمريكا اللاتينية في حربها على الولايات المتحدة الأمريكية؛ فإيران تبذل الغالي والنفيس لإضعاف الشباب الخليجي وإذلاله من خلال إدمانه على المخدرات،ونحن نعلم بأن المخدرات تعتبر من أقوى الأسلحة لإضعاف الدول وهدم أساساتها وهم الشباب.

الملاحظ أن عمليات تهريب المخدرات إلى دول الخليج خصوصاً المملكة العربية السعودية تزداد يوماً تلو الآخر وبكميات هائلة إما عن طريق البحر قادمة من إيران أو عن طريق الحدود العراقية السورية مع السعودية، كذلك عن طريق الحدود اليمنية خصوصاً المناطق التي يسكنها الحوثيون الموالون للنظام الإيراني، وحرب المخدرات لا تقتصر وجهتها إلى السعودية فقط وإنما إلى جميع دول الخليج العربي، ففي البحرين نرى ونسمع عن ضبط كميات كبيرة من المخدرات وهذه العمليات نراها تزداد وتتسع بشكل ينذر بالخطر مع مرور الزمن إن لم يكن هناك جهاز رقابي متخصص متمكن في السيطرة على المنافذ البحرية والجوية والبرية وكذلك جهاز لمكافحة التجار المروجين الذين يسعون لدمار شبابنا.

عبدالهادي الخلاقي