كتب - حسن خالد:
سنودع معاً الليلة بطولة كأس الأمم الأوروبية في نسختها الرابعة عشر بنهائي الحلم، سيلتقي فيه بطل العالم وصاحب التصنيف العالمي الأول المنتخب الإسباني والمنتخب الإيطالي؛ المنتخب الذي قدم كرة متفردة مميزة والمتوقع منه أن يكون نداً صعباً على أبناء المدرب الإسباني ديل بوسكي.
ما عمله برانديللي هو عمل كبير وقيم جداً في المنتخب الإيطالي بحيث إنه حافظ على التماسك والقوة الدفاعية مع تطوير الجانب الهجومي كثيراً وهذا هو الفرق بينه وبين من سبقه من مدربي الأزوري، بالتأكيد لا يختلف أحد أن الإيطاليين هم من يملكون أفضل لمسة أخيرة باستغلال رائع ومثالي جداً أمام المرمى كتمريرة حاسمة وتسجيل الهدف، ولكن برانديللي جعل من تلك المنظومة مميزة في الجانبين، في الارتداد الدفاعي والدفاع والارتداد الهجومي وبناء الهجمة، بالتأكيد لو شاهدنا الطليان الآن في الدفاع فسنقول إيطاليا ولكننا لو شاهدناهم في بناء الهجمات والتمرير فسنقول إن هذا الفريق هو هولندا السبعينات، وكما يقول أريغو ساكي فإن هذا المدرب هو قادم ليس لقيادة الإيطاليين فقط، بل لوضع تغيير جذري في تاريخ الكرة الإيطالية وما يقصده أن يكون المنتخب متكاملاً في دفاعيته وقوته وصرامته وأيضاً في هجومه المرن والسريع والفعال.
ديل بوسكي المدرب الإسباني يحسب له هذا الإعداد وهذا المستوى، نعم المنتخب الإسباني يعاني في الهجوم لغياب المهاجم الصريح، ولكنه منتخب يصل ويسجل ويتأهل وهذا هو الأهم، المنتخب الإسباني لديه ميزة قد لم يلاحظها الكثيرون من متابعي الكرة، هو المنتخب الوحيد الذي يستطيع فرض رتمه ببطء أو بسرعة بالغة، وهذا واقع، ودعونا نسترجع وقائع أحداث مباراتهم مع المنتخب الألماني في نصف نهائي مونديال مانديلا الأخير، المنتخب الإسباني تأهل للدور الثاني بأداء تدريجي تصاعدي، عانى من نفس ما عاناه اليوم، من بطء في التمرير مما سبب مللاً للكثير من المشاهدين، ولكنه انفجر أمام الألمان بتمريرات سريعة جداً وكأنما نشاهد برشلونة 2011، تغيير مراكز سريع مع تمريرات أسرع وهذا ما شلّ تماماً مستوى الألمان الذين كانوا المرشحين الأقوى قبيل هذا اللقاء، وبعدها تحول مباشرة للرتم العادي البطيء أمام هولندا في النهائي، والمغزى من كل ذلك فإن المنتخب الإسباني يعرف مع أي منتخب يرفع السرعة والرتم، ويعرف متى يخفضه، فهو يعطي المنتخبات ما يستحقونه من كيفية تطبيق الأسلوب.
مباراة مجهولة المصير، ترشيح إيطاليا للفوز ممكن جداً وكذلك الإسبان، المنتخب الإيطالي يعيش نشوة وذروة في الأداء لم يعشها مسبقاً سوى قبل نهائي كأس العالم 2006، والمنتخب الإسباني كان عند حسن ظن كل التوقعات في الاختبارات الصعبة ذهنياً وبدنياً.
فأي فارس ستختاره الأميرة الأوروبية الليلة؟