قبل انطلاق بطولة يورو 2012، كان ينظر إلى لاعبي الوسط الإيطالي أندريا بيرلو والإسباني تشافي هيرنانديز بوصفهما أيقونتي فريقيهما خلال البطولة والمحرك الرئيسي لهما.
لكن مع توالي المباريات ووصول الفريقين إلى المباراة النهائية فإن الفارق بين أداء اللاعبين بات واضحاً أمام الجميع، وإن كان مفاجئا للكثيرين.
فبيرلو واصل اللعب بالمستوى المذهل الذي قدمه طوال الموسم مع يوفنتوس، وأثبت أنه موهبة فريدة من نوعها، وبات حديث الصباح والمساء في البطولة.
وقدم بيرلو مباريات رائعة مع المنتخب الإيطالي حتى وصل للنهائي، حيث كان نجم فريقه أمام كرواتيا وأيرلندا وإنجلترا وحتى ألمانيا، وبات أفضل لاعب يقوم بدور «القلب» في البطولة، والمرشح الأول للفوز بجائزة أفضل لاعب في البطولة.
وأحرز بيرلو هدفاً من ركلة حرة في شباك الكروات، وصنع هدفين لزملائه أمام إسبانيا وأيرلندا في دور المجموعات، كما كان محور أداء الفريق أمام إنجلترا وألمانيا في ربع ونصف النهائي على الترتيب، ولا ننسى ركلة الجزاء الرائعة التي أحرزها في شباك جو هارت حارس الإنجليز.
على الجانب الآخر، فإن تشافي يبدو وكأنه بدأ يفقد البساط من تحت قدميه، ويعبر الأداء الذي يقدمه خلال البطولة عن موسمه بشكل عام، والذي بدأ بشكل قوي، قبل أن تعصف به الإصابات، ليتراجع أداؤه كثيراً في المباريات الأخيرة لبرشلونة في الموسم.
واعتاد الجمهور على مشاهدة المدرب السابق لبرشلونة بيب جوراديولا وهو يستبدل نجم وسطه، وهو ما حدث مرتين خلال البطولة الحالية من قبل المدرب فيسنتي ديل بوسكي.
ولا يدخل تشافي قائمة الأفضل ضمن فريقه في اليورو، حيث يتفوق عليه دافيد سيلفا وشابي ألونسو وأندريس إنييستا، فيما قد يعد جرس إنذار للاعب الوسط البالغ من العمر 32 عاما من أجل إجراء تغيير ما في حياته لاستعادة مستواه.
ويمكن لتشافي أن ينظر إلى قرينه الإيطالي الذي مر بنفس الظروف الموسم قبل الماضي مع فريقه السابق ميلان، فكان قراره بالرحيل هو الأفضل في حياته المهنية، ففاز بالدوري مع يوفنتوس وكان عنصراً أساسياً وحاسماً في تأهل الأتزوري لنهائي يورو 2012.
وبالمقارنة بين اللاعبين، فإن بيرلو يتفوق في الأهداف وصناعتها، إضافة إلى دوره الحاسم في صعود الفريق للنهائي، فيما يتفوق تشافي في عدد التمريرات ودقتها، وإن كان هذا لا يعد مؤشرا نظرا لاختلاف طريقة اللعب الإسبانية التي تعتمد على التمريرات القصيرة المكثفة في الوسط، بعكس المنتخب الإيطالي الذي يعتمد أكثر على التمريرات المباشرة.