.عواصم - وكالات: قالت المتحدثة باسم المجلس الوطني السوري المعارض بسمة قضماني أمس إن البيان الختامي لاجتماع جنيف يتضمن “بعض العناصر الإيجابية” رغم أن الخطة بمجملها “غامضة جداً”. وأضافت قضماني لوكالة فرانس برس عبر الهاتف “يبدو أن هناك بعض العناصر الإيجابية، لكن تبقى عناصر هامة مبهمة جداً والخطة غامضة جداً لرؤية تحرك حقيقي وفوري”. وأشارت إلى “عنصرين إيجابيين”، “الأول هو أن البيان الختامي يشير إلى أن المشاركين اتفقوا على القول إن عائلة (الرئيس السوري بشار) الأسد لم يعد بإمكانها أن تحكم البلاد وأنها بالتالي لا يمكنها قيادة الفترة الانتقالية”.

وتابعت “النقطة الثانية الإيجابية هي أن هناك اتفاقاً على القول إن الانتقال يجب أن يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري. وهذا التعبير بالنسبة إلينا يعني رحيل الأسد لأن السوريين سبق أن عبروا عن رأيهم في هذا المجال”.

وقالت “لكن يبقى هناك عناصر مهمة مبهمة جداً وغامضة جداً كما إن الخطة ملتبسة جداً لكي يمكن توقع تحرك فعلي وفوري”.

وفيما لم يصدر موقف رسمي من المجلس بعد، اعتبر رئيسه السابق وعضو المكتب التنفيذي برهان غليون أن “ما حصل في جنيف كان مهزلة بالمعنى الحرفي للكلمة قبل فيها أعضاء مجلس الأمن الإملاء الروسي وتخلوا عن واجبهم تجاه الشعب السوري وتركوه وحيداً أمام جلاديه”.

ودعا غليون الشعب السوري إلى “خوض معركة التحرير الشعبية والانتصار فيها مستعيناً بالله وبأبنائه الأبطال وبمساعدة الدول الشقيقة”.

وبدورها، وصفت لجان التنسيق المحلية اجتماع جنيف بانه “حلقة جديدة من حلقات الفشل الدولي” معتبرة أن الاتفاق بشأن المرحلة الانتقالية “لا يعدو كونه صيغة مختلفة من حيث الشكل فقط عن مطالب القيادة الروسية حليفة نظام الأسد ومظلته السياسية في وجه الضغوط الدولية والداعم العسكري له في استمرار مجازره بحق السوريين”. وقالت اللجان في بيان “إن ما تضمنه الاتفاق الجديد من صيغ غامضة وقابلة للتأويل تجعله بمثابة فرصة جديدة لنظام العصابة ليمارس لعبته المفضلة في استثمار كل الوقت المتاح لضرب الحراك الشعبي الثوري ومحاولة إخماده بالعنف والمجازر المتنقلة من مكان إلى مكان”. وأضافت أن “أهداف الثورة السورية في إسقاط النظام بكافة رموزه وأركانه، ومحاسبة مجرميه، وإعادة هيكلة أجهزة الأمن والجيش على أسس وطنية خالصة، وصولاً إلى إقامة الدولة المدنية الحديثة ذات النظام السياسي التعددي، هي ثوابت لا تنازل عنها مهما غلت التضحيات”.

وعلى صعيد متصل، وصل رئيس المجلس الوطني المعارض عبدالباسط سيدا إلي القاهرة أمس للمشاركة في مؤتمر للمعارضة السورية تنظمه الجامعة العربية يومي الاثنين والثلاثاء بهدف توحيد المعارضة ضد نظام الأسد، بحسب مصادر مسؤولة. وانتهت اللجنة التحضيرية للمؤتمر من إعداد مشاريع أوراق العمل التي ستعرض على المؤتمر والمتمثلة في “وثيقة العهد الوطني” ووثيقة أخرى تتعلق ب«الرؤية السياسية المشتركة للمعارضة السورية” إزاء التعامل مع تحديات المرحلة الراهنة وملامح المرحلة الانتقالية.

ودعي للمشاركة في أعمال هذا المؤتمر أكثر من 250 شخصية تمثل مختلف أطراف المعارضة السورية بكافة أطيافها وتوجهاتها. عسكرياً، قتل 21 شخصاً أمس في أعمال عنف ومواجهات واشتباكات في مناطق سورية عدة، وفق حصيلة أدلى بها المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد في بيان إنه “في محافظة ريف دمشق استشهد خمسة مواطنين منهم أربعة إثر سقوط قذائف هاون على مدينة داريا ومواطن من بلدة التل خلال اشتباكات مع القوات النظامية”.

وفي محافظة دير الزور “استشهد مواطنان أحدهما مقاتل خلال اشتباكات مع القوات النظامية في مدينة دير الزور وآخر إثر استهداف حافلة من قبل قوات النظام قرب دوار العلوم”.

وفي محافظة درعا “استشهدت طفلتان في بلدة خربة غزالة جراء القصف”.

وفي محافظة حماة “استشهد خمسة مواطنين بينهم سيدتان إثر إطلاق رصاص من قبل القوات النظامية السورية المتمركزة في محيط بلدة حلفايا بريف حماة”. وفي محافظة إدلب “استشهد اثنان في بلدة الدانا التي تعرضت لقصف عنيف صباح اليوم من قبل القوات النظامية المحيطة بالبلدة”.

وفي محافظة حلب “استشهد مقاتل خلال اشتباكات مع القوات النظامية في دارة عزة بريف حلب”. و«في محافظة حمص استشهد ثلاثة مواطنين أحدهم جراء انهيار مبنى تعرض للقصف في حي جورة الشياح بمدينة حمص ومواطنان اثنان عثر على جثمانهما بعد أن قام مسلحون تابعون للنظام بقتلهم مساء أمس بريف حمص”.

إلى ذلك، تحدث المرصد عن “استشهاد جندي منشق خلال اشتباكات في دوما بريف دمشق”.

كما أعلن الجيش التركي أمس أن مروحيات سورية اقتربت من الحدود التركية ثلاث مرات يوم السبت الماضي، وأنه تم إرسال دوريات تركية جوية إلى الحدود. وأوضحت هيئة الأركان التركية في بيان على موقعها الإلكتروني أنه لم يحصل انتهاك للمجال الجوي التركي.

وأكدت أنها أرسلت أربع مقاتلات من طراز “إف 16” من قاعدتها في انجيرليك (جنوب) بعدما حلقت مروحيات سورية فوق منطقة تبعد حوالي ستة كلم من الحدود، قرب جنوب محافظة هاتاي التركية. وتابع الجيش التركي أنه أرسل مقاتلتين أخريين من طراز “إف 16” من قاعدته في بتمان (جنوب شرق) بعدما رصد مروحية سورية على مسافة غير بعيدة من الحدود قرب محافظة ماردين (جنوب شرق).