أجرى فريق زراعة الأعضاء بمجمع السلمانية الطبي خلال الأسبوع الماضي عمليتين لزراعة كلى بمركز يوسف خليل المؤيد بنجاح تام، وتماثل المرضى للشفاء بعد أن تكللت العمليات بالنجاح، وغادروا المستشفى إلى منازلهم لمعاودة حياتهم الطبيعية. وقال أحد الاستشاريين إن الفريق يحضّر حالياً ويرتب لإجراء ثلاث عمليات زراعة كلى متتالية خلال الأسابيع المقبلة وتحديداً قبول دخول شهر رمضان المبارك، وتجدر الإشارة إلى أن هناك أكثر من 18 حالة تم إجراء لها الفحوصات كاملة وتنتظر تحديد موعد للعملية، بعد أن حدد المتبرعون وتبين تطابق أنسجتهم واستعدادهم لدخول العملية.

وأكد الاستشاريون وجود الخطط التطويرية وهم في صدد توسعة مركز أمراض الكلى بعد الدعم السخي من عائلة المرحوم يوسف خليل المؤيد والذين تبرعوا بمبلغ مليون دينار للتوسعة، ومن المؤمل أن تبدأ قريباً التوسعة لمضاعفة القدرة الاستيعابية لإجراء عمليات بشكل أكبر وإدخال تقنيات ذات كفاءة أكبر من الموجودة حالياً، وتوسعة غرف العناية المركزة وغرف خاصة بالوحدة للعمليات، الأمر الذي سيمكن الفريق من إجراء 30 حالة سنوياً.

وأشارت المؤشرات الحيوية والحالة الصحية للمرضى إلى نجاح العمليات وعمل الكليتين خلال الفترة السابقة بشكل طبيعي من غير رفض أو مضاعفات تذكر، الأمر الذي يشجع المواطنين على الأقدام لإجراء العمليات بمركز زراعة الأعضاء بالسلمانية للاستفادة من الخدمات الصحية عالية الجودة المقدمة على أرض الوطن بين أهلهم وذويهم، والاستغناء عن إجرائها في بعض الدول التي تنتج عنها مضاعفات خطرة تهدد صحتهم وحياتهم.

وأجمع الاستشاريون على رفض ظاهرة شراء الأعضاء من الخارج وأهمها الكلى، حيث إنها عاودت بالظهور وبرزت في الفترة الأخيرة بعد أن كادت أن تتوقف في 2010، وأشاروا إلى أن فريق زراعة ونقل الأعضاء بمملكة البحرين كانت له تجربة ناجحة جداً لسنوات عديدة، واستغرب من توجه بعض المرضى للخارج على الرغم من توفر جميع الإمكانات، وطالبوهم بالتوقف الفوري عن هذه الظاهرة لما تترتب عليها مضاعفات خطرة تؤدي للوفاة، حيث سجلت وزارة الصحة مؤخراً حوالي 6 حالات التي ذهبت لبعض الدول المجاورة واشتروا كلى وبعد العملية عادوا للبحرين بمضاعفات مثل الالتهابات ورفض الجسم العضو والنزف وهذه المضاعفات أدت لوفاة مريضة تبلغ الخمسين من العمر من قبل شهر.

وبيّنوا أن الموضوع أصبح تجارياً وزادت كلفة العملية من 25 ألف دينار إلى 40 ألف دينار، إلى جانب أن المرضى يأتون من غير تقارير طبية صحيحة.

وفي ظل توافر الإمكانات الطبية من طاقم طبي وتمريضي مؤهل وغرف عمليات وأجنحة مخصصة لرعاية هذه الحالات إضافة إلى التجهيزات اللوجيستية، ووجود متبرعين سيتمكن الفريق من إنقاذ حياة 80% من مرضى الفشل الكلوي الذي يتراوح عددهم حوالي الـ500 مريض، ويتواصل طموحهم لبذل المزيد من العطاء وعلاج المرضى، وكلهم أمل وثقة بالقيادة الرشيدة وكبار المسؤولين بالصحة ويرجون منهم مزيداً من الدعم والاهتمام أكثر بالبرامج الطموحة، والعمل على مبادرة ربط المراكز الخليجية لتبادل الأعضاء، على غرار القرار المتخذ بدول مجلس التعاون، ودعوة الأطباء والاستشاريين في مجال زراعة الأعضاء لتبادل الخبرات والاستفادة من بعض الأعضاء في الأماكن التي تجرى زراعات قلب وكبد وبنكرياس.

وعبّر المريض أحمد سليمان والذي أجريت له عملية زراعة الكلى الأولى، والبالغ من العمر 39 عاماً من محافظة المحرق عن بالغ شكره لحكومة مملكة البحرين لتوفير أفضل الخدمات الصحية، ووزارة الصحة وللفريق الطبي على ما بذلوه من جهد كبير لإنقاذ حياته بفضل من الله سبحانه وتعالى ومن ثم شقيقة حسن الذي وهبه إحدى كليتيه، بعد أن كان يعاني من الوعكات الصحية المتكررة نتيجة الفشل الكلوي منذ عام 2007م وكان يخضع للغسيل الكلوي بشكل مستمر، وتكبد الأمرين عناء المرض وعمليات الغسيل والأمر الآخر صعوبة التنقلات لعمليات الغسيل ومشاغل الحياة والالتزام بمسؤولية العمل والعائلة.

والعملية الثانية كانت لزينب مكي والبالغة من العمر 38 عاماً والتي تبرعت لأخيها سلمان مكي بإحدى كليتيها، وبيّنت أنها كانت مستعدة نفسياً للتبرع ولم يعارض أي أحد من الأهل بأن تتبرع، ولم تكن متخوفة من المضاعفات نظراً لكثرة العمليات التي أجريت بالبحرين وكفاءة فريق زراعة الأعضاء بمجمع السلمانية الطبي، وعادت لمنزلها بعد التعافي من عملية المنظار التي تم بواسطتها نقل كليتها لأخيها، وحالتها الصحية طبيعية جداً وتشعر بالرضا التام بعد أن من الله عز وجل عليها وعلى أخيها بالشفاء وتقبل جسمه الكلية وعملها بشكل طبيعي.

وعبّر الفريق الطبي عن بالغ شكره للجنة العليا بوزارة الصحة وعلى رأسهم الوزير والوكيل والوكيل المساعد لشؤون المستشفيات وكبار المسؤولين بالوزارة ومجمع السلمانية الطبي، على الدعم اللامحدود لتسهيل إجراءات عمليات نقل الأعضاء وتوفير كافة المستلزمات لإجراء هذه العمليات النوعية بالوزارة، وتشجيعهم المستمر من خلال الثقة العالية والتشجيع المستمر. يذكر أن الفريق الطبي من السلمانية ضم كلاً من استشاري جراحة وأمراض الكلى والأوعية الدموية د.صادق عبدالله، واستشاري جراحة وزراعة الكلى د.حمد الحلو، واستشاري زراعة كلى د.أمجد الباز، وطاقم التمريض وطاقم التخدير وإدارة مجمع السلمانية الطبي.