كتب - عادل محسن:
5 سنواتٍ مضت والمواطنة نورة الياسي تنتظر ترميم منزلها “الآيل للسقوط”، بعد أن أمر وزير البلديات د.جمعة الكعبي بإعادة بناء المنزل قبل سنة لأخطاء هندسية فادحة بأعمال الصيانة المنجزة.
ولم يمس المنزل -بأخطائه الفادحة- حتى الآن، رغم الوعود الرسمية المتكررة والانتظار الطويل، وعيش العائلة في منزل آخر آيل للسقوط بدوره، بانتظار هدم منزلهم الأول مجدداً وبنائه وفقاً للاشتراطات والمعايير المحددة.
«الوطن” زارت موقع المنزل برفقة العضو البلدي خالد بوعنق، بعد أن تلقت اتصالات عدة تفيد بوجود تجاوزات وأخطاء هندسية لمنازلهم المشمولة بمشروع “الآيلة”، بعد تصريح مصدر وجود تجاوزات وشبهة فساد في مشروعات البيوت “الآيلة” بتمرير مسؤول منازل لمواطنين يملكون عقارات أخرى وغير مستوفين للشروط المطلوبة.
وتساءل بوعنق “أين الجهة المسؤولة عن مراقبة البناء ومدى استيفاء خارطة المنزل للشروط المطلوبة أو الواقعية على الأقل؟”، موضحاً “من غير الطبيعي أن تكون غرفة النوم والمرافق الصحية في مدخل المنزل، فيما تُبنى غرفة المعيشة والمطبخ في آخر المنزل ودون تهوية مناسبة”.
وقال “الطامة الكبرى بناء البيت على نصف مساحة الأرض تقريباً، وترك مساحة واسعة تتجاوز 7 أمتار أمام المنزل والتضييق على العائلة بالمساحة دون مبرر”.
وأشار إلى أن العائلة انتظرت هدم منزلها وإعادة ترميمه طويلاً، وقُدرت الخسائر بنحو 7 آلاف دينار، عدا مبلغ شهري تستلمه العائلة كبدل إيجار ريثما تنتهي أعمال الصيانة والترميم.
ونبّه بوعنق إلى أن طريقة العمل المتبعة تبذير للمال العام واستهلاك ميزانيات المشروع دون حسيب أو رقيب، في وقت ينتظر فيه المواطن الحصول على منزله بفارغ الصبر، لافتاً إلى أن المقاول لم يراعِ التصاميم المعتمدة للمنزل، وشاب عمله أخطاء لا تنبغي لشركة تبني مجموعات كبيرة من البيوت الآيلة للسقوط.
وتساءل “هل يعقل فتح نافذة تطل على جدار الجار مباشرة ولا يفصلهم سوى سنتمترات؟ كيف تترك مساحة واسعة من الأرض والتضييق على العائلة في مساحة صغيرة؟”، داعياً أي شخص للمقارنة بين منزله والمنازل الأخرى المجاورة وبنفس مساحة الأرض، ليرى فروقات المنازل ومساحاتها المتباينة.
من جانبها قالت الياسي إنها ملت الانتظار، وتواجه أياماً صعبة في عيشها بمنزل آخر آيل للسقوط، لا تعلم إن كان “صبره يطول كصبر العائلة”، مشيرة إلى أن عدد أفراد عائلتها يبلغ 12 شخصاً، يعيشون في 3 غرف فقط، بعد أن عاشوا سابقاً بـ6 غرف نوم و3 للمعيشة و4 حمامات.
وأضافت “عندما أمر وزير البلديات بإعادة هدم المنزل وترميمه، وعدنا بإنجازه قبل رمضان الماضي ويحل علينا رمضان ببشائره مجدداً دون أن يُدق في المنزل “مسمار واحد”، ونحن نعيش حالياً بمنزل متهالك يوشك على التداعي دون أن يبادر مالكه بصيانته وإعادة تأهيله”.
ولفتت إلى أنها تضطر للدفع من جيبها الخاص بشكل متواصل لإصلاح الأعطال المتكررة بمرافق المنزل، و«لا أملك سوى راتبي من الشؤون الاجتماعية”.
وطالبت المواطنة بالتحقيق في دواعي ومسببات تأخر تسليم المنازل “الآيلة”، مضيفة “حياة الناس ليست لعبة بيد مسؤولين يتعمّدون تجاهل نداءات المواطن المتكررة”.