عندما يظهر تشافي بشكل جيد، يستعيد المنتخب الإسباني بريقه والكرة الجميلة ويقدم أفضل العروض، هكذا أكدت المباراة النهائية لبطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2012) لكرة القدم، والتي قاد فيها تشافي الماتادور الإسباني لفوز ساحق 4- صفر على نظيره الإيطالي الأحد.
ولم يغب تشافي عن صفوف المنتخب الإسباني وعن التشكيل الأساسي للفريق في أيٍّ من المباريات الست التي خاضها في البطولة، ولكنه لم يظهر قبل مباراة النهائي بالمستوى الذي حصل من خلاله سابقاً على جائزة أفضل لاعب في البطولة الماضية (يورو 2008).
ورغم ذلك أعاد تشافي -32 عاماً- إلى الأذهان نسخة 2008، عندما صال وجال مع الفريق في المباراة على الإستاد الأولمبي في العاصمة الأوكرانية كييف.
وجاء تعاونه وانسجامه مع خوردي ألبا زميله الجديد في برشلونة ليقدم إلى عشاق الماتادور الإسبانية، صورة من الماضي والحاضر والمستقبل. ففي الدقيقة 41 مرر ألبا الكرة إلى تشابي، الذي أعادها إليه مجدداً ليسجل منها النجم الشاب الهدف الثاني للمنتخب الإسباني، قبل أنْ يصل إليه حارس المرمى الإيطالي جانلويجي بوفون، والذي خرج من مرماه ليتصدى للهجمة الخطيرة.
وسنحت الفرصة أمام تشافي ليقدم المباراة الرائعة، التي أرادها وتمناها ليعوض بذلك المستوى الذي ظهر عليه في المباريات الخمس السابقة لفريقه بالبطولة.
ورد تشافي عملياً على الترشيحات التي وضعت الإيطالي أندريا بيرلو، كأفضل لاعب خط وسط في البطولة بلا منازع.
وفرض تشافي نفسه كقائد في المباراة النهائية وتحكم في إيقاعها وفي تحركات الكرة بمعاونة زميله أندريس إنييستا ونشاط ديفيد سيلفا، الذي كان هو الوحيد في التشكيل الأساسي للماتادور الإسباني من خارج فريقي برشلونة وريال مدريد الإسبانيين.
ومع خروج اللاعب الإيطالي البديل تياغو موتا مصاباً في الدقيقة 61، بعد ست دقائق من نزوله إلى الملعب وبعدما أجرى المنتخب الإيطالي تغييراته الثلاثة، وجد تشافي الفرصة أفضل في فرض سيطرة أكبر على مجريات اللعب.
وقدم تشافي هدية أخرى لفريقه بتمريرة رائعة، سجل منها البديل فيرناندو توريس الهدف الثالث للفريق، كما شارك في صناعة الهدف الرابع الذي سجله البديل الآخر خوان ماتا.
وبالرغم من تألق تشافي وتفوقه الساحق على الجميع من خلال أرقام المباراة، فإنَّ اللجنة المنظمة اختارت إنييستا أفضل لاعب في النهائي.
وكثيراً ما عانى إنييستا من التجاهل الإعلامي، لكن متابعين من داخل كواليس البطولة، يزعمون أنَّ تتويجه بلقب أفضل لاعب في المباراة النهائية، جاء كخطوة تمهيدية لتتويجه بلقب أفضل لاعب في البطولة. وقبل المباراة النهائية، كان أندريا بيرلو نجم إيطاليا قد فاز بجائزة أفضل لاعب في المباراة 3 مرات خلال البطولة، فيما حصل إنييستا على الجائزة مرتين، وهو ما يعني أنَّ تتويج تشافي بجائزة الأفضل في المباراة لن تفيده، وإنما ستحرم زميله من التتويج بلقب الأفضل في البطولة، كخطوة أولى نحو الجائزة الحلم .. أفضل لاعب في العالم.