كييف (أ ف ب) - قدم نظام الحكام الخمسة الذي اختبر للمرة الأولى في بطولة دولية كبرى خلال كأس أوروبا 2012 لكرة القدم، نتائج مرضية عالمياً، رغم إن خطأ في مباراة أوكرانيا وإنجلترا دفع رئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتر إلى المطالبة بالاستعانة بالفيديو.
فبعد المباراة التي جمعت المنتخبين في يونيو في دانيتسك، كتب بلاتر بالإنجليزية على حسابه على موقع «تويتر» للمدونات الصغرى: «بعد مباراة الأمس، لم تعد تكنولوجيا خط المرمى احتمالاً، بل (باتت) ضرورة».
وفي أقل من 140 حرفاً (وهو الحد الأقصى للتدوينة على «تويتر»)، ذكر المسؤول عن كرة القدم العالمية بوضوح بما يفضله، مبرزاً الاختلاف في وجهات النظر مع رئيس الاتحاد الأوروبي ميشال بلاتيني، الذي يعارض استخدام الفيديو، ويفضل الاعتماد على حكمين إضافيين بالقرب من خط المرمى.
وتعود القصة إلى تسديدة للمهاجم الأوكراني ماركو ديفيتش، أبعدها المدافع جون تيري. لم يحتسب الحكم المجري فيكتور كاساي الهدف، على رغم إن لقطات الإعادة أظهرت أن الكرة تجاوزت خط المرمى. كانت إنجلترا متقدمة 1-صفر، وهي النتيجة التي انتهت بها المباراة وأهلتها إلى الدور ربع النهائي.
ودافع رئيس الاتحاد الأوروبي الذي أطلق نظام الحكام الخمسة في مسابقة «يوروبا ليغ» (الدوري الأوروبي) قبل ثلاثة أعوام، وفي دوري أبطال أوروبا قبل عامين، عن هذا النظام، وقال في مؤتمر صحافي عقده السبت في كييف: «لديكم ميل للتركز على خطأ واحد، لكن أقيمت أكثر من ألف مباراة بخمسة حكام من دون أي خطأ».
وأضاف: «التحكيم كان فعالاً وصائباً ومتوازناً، أكد كل ما يقدمه نظام الحكام الخمسة».
«تنظيف منطقة الجزاء» في الواقع، وباستثناء هذه الحادثة، أثبت نظام الحكام الخمسة فاعليته، وتفادت كأس أوروبا الجدل، وكانت في الوقت عينه «نظيفة» (احتسبت ثلاث ركلات جزاء ومنحت ثلاث بطاقات حمراء فقط قبل النهائيات). وفي مباراة ألمانيا والبرتغال، اتخذ الحكم الفرنسي ستيفان لانوا القرار الصائب بعدم احتساب تسديدة للمدافع البرتغالي بيبي ارتطمت بالعارضة وارتدت إلى خط المرمى.
وفي سياق مماثل، وخلال مباراة إيطاليا وأيرلندا، احتسب الحكم التركي جونيت شاكر هدفاً صحيحاً بعدما تجاوزت رأسية المهاجم الإيطالي انطونيو كاسانو خط المرمى قبل إبعادها. وبعد هذا القرار، توجه مدرب الازوري تشيزاري برانديلي بالشكر إلى بلاتيني.
وأوضح مدرب المنتخب الإيطالي أن «ميشال قال إننا نلعب في شكل جيد؟ أنا أيضاً أريد أن أوجه له إطراء: هذا أيضاً بفضله. لو لم يكن الحكم الخامس موجوداً، ربما لم يكن الهدف ليحتسب».
لكن من غير الأكيد أن هذا يكفي لإرضاء الدولي الفرنسي السابق، الذي أبدى السبت أيضاً اقتناعه بأن نظام الحكام الخمسة يسمح بـ»تنظيف مناطق الجزاء». ودافع عن فكرته قائلاً: «ثمة الكثير من الأمور التي لا نراها، الأثر الرادع، المناوشات الصغيرة، زيادة عدد الأهداف ولاسيما منها الرأسية...الخ».
فيديو أم لا لكن تدخل جوزيف بلاتر يشير إلى أن تكنولوجيا خط المرمى قد تعتمد رغم ذلك بدءاً من الاجتماع المقبل لهيئة البورد (المولجة وضع قوانين لعبة كرة القدم) والاتحاد الدولي الذي ينعقد الخميس في زيوريخ.
وذكر بلاتيني السبت أنه «في أي حال، يعود القرار إلى الاتحاد الدولي وهيئة البورد»، بعد دقائق من تأكيده أنه «ضد التكنولوجيا وضد وصول التكنولوجيا».
وأضاف: «إذا اعتمدنا تكنولوجيا خط المرمى، لماذا لا نعتمدها على الخطوط الأخرى؟ وماذا إذا حصلت لمسة يد على الخط ولم يرها الحكم؟ لست ضد التكنولوجيا على خط المرمى، لكنني ضد وصول التكنولوجيا لأن الأمر لن يقف عند هذا الحد».
وتابع: «ستستمر في كل مكان. في الأساس كان هناك تسلل قبل الهدف الذي لم يحتسب لأوكرانيا. لماذا لا نعتمد تكنولوجيا خاصة بحالات التسلل؟ أين نتوقف؟».