أكد عدد من المشاركين في ورشة عمل “الحوار السياسي والتواصل مع الآخر” التي نظمها معهد البحرين للتنمية السياسية مؤخراً ضرورة أن يكون الحوار السمة التي تميز حياتنا، وأن نتخذ منه نهجاً للتغلب على كافة مشكلاتنا سياسية كانت أو اجتماعية، وذكروا أن أحادية الرأي وفرضه على الآخرين منافٍ لتعاليم الدين والأخلاق الإنسانية، وأوضحوا أن فرض الرأي يعني الرجوع إلى الوراء وتغليب المصالح الشخصية على العليا، وأشادوا بالروح البحرينية المعروفة بالتسامح الذي هو أحد مقومات نجاح الحوار البناء وفضيلة قبول الآخر التي تطرق إليها المحاضر في ورشة العمل.
وقال المشارك خليفة الوردي: “يجب أن ندرك أن الحياة قائمة على الأخذ والعطاء والمنفعة المتبادلة، وأن حريتنا تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين، لذلك نرى أن كافة الأديان السماوية - على الرغم من اختلافها - أكدت أن الاختلاف سنة كونية، الأمر الذي يعني أن الاختلاف فيما دون ذلك هو أمر مقبول ويجب أن نتعامل مع المخالفين بكل أريحية”.
وأوضح الوردي أن الحوار لا بد أن يرتبط بقيم مهمة وهي التسامح والمساواة، لافتاً إلى أن التسامح يعني السلام النفسي مع الآخرين، مشدداً على ضرورة أن يستحضر كل شخص يرغب في التحاور مع الآخرين المخالفين له في الرأي - على المستوى الشخصي أو المستوى العام - طيب النوايا وأصدقها، وهو ما يعني نجاح الحوار، أما التشكيك في نوايا الآخرين وعدم التسامح فإنه يقضي على الحوار قبل بدايته بتغليب المصالح الخاصة على العامة.
ونوه المشارك وحيد إبراهيم إلى أن أساسيات الحوار وقبول الآخر عدم فرض الآراء على الآخرين، بل يجب أن يكون الإنسان منفتحاً على من يشترك معهم في الإنسانية في المقام الأول، وربما يشترك معهم في أمور أخرى كالدين واللغة والمعتقد والدم وغيرها، وقال: “إن المجتمع البحريني يضرب لنا أروع الأمثلة وأرقاها في انفتاحه على الآخرين منذ القدم، الأمر الذي يجعل من البحريني متسامحاً بطبعه ومتقبلاً للرأي والرأي الآخر، وهذه سمة تميز المجتمع البحريني ويجب علينا أن نحافظ عليها حتى وإن أراد البعض تشويهها بسبب تصرفات غير لائقة ولا تمثل كل الطيف البحريني الذي غالباً ما تميزه هذه السمة”.
وتبادل المشارك عادل الحادي الرأي مع المشاركين الوردي وإبراهيم، ورأى أن المشروع الإصلاحي لجلالة الملك أسس أرضية كبيرة للمواطنين ليكون الحوار وتقبل الآراء بكل إيجابية هو إطار العمل والنهج الذي ينبغي علينا - كمواطنين بحرينيين - السير عليه في كافة شؤوننا الحياتية، وقال: “إن النقاش والحوار وقبول الرأي والرأي الآخر والتفاهم والتوافق مفاهيم يجب ترسيخها في مجتمعنا وإعادة التأكيد عليها من جديد من خلال برامج جادة كالتي ينظمها معهد التنمية السياسية، ويجب على كافة الجهات المعنية أن تتضافر جهودها لنتجاوز خلافات الماضي ونبدأ صفحة جديدة مليئة بالإيجابية والتعقل والاتزان المبني على الحوار واحترام الرأي الآخر ونبذ التعصب”.