عواصم - وكالات: أقر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس بصعوبة العقوبات الغربية المفروضة على بلاده التي زعمت قدرتها على تدمير قواعد عسكرية أمريكية في أنحاء الشرق الأوسط واستهداف إسرائيل خلال دقائق من تعرضها لأي هجوم.

ووصف نجاد العقوبات الغربية على بلاده بأنها من أشد العقوبات الممكن أن يتحملها أي بلد لكن إيران ستقف على قوله بوجه الضغوط عليها. ونقلت وكالة «فارس» للأنباء عن الرئيس الإيراني قوله أمس، «إن الحظر الحالي المفروض من أمريكا والغرب على إيران، من أقسى وأشد حالات الحظر التي فرضت على بلد حتى الآن». وأضاف أن إيران «ستتجاوز هذا الحظر بكل عزة واقتدار».

وقال نجاد «علينا الصمود أمام الضغوط لتجاوز هذه المرحلة بعزة وشموخ والرد الحازم على السياسات العدائية للعدو ضد الشعب الإيراني». ودعا إلى «ضرورة اعتبار العقوبات فرصة للعمل على التقليل من اعتماد ميزانية البلاد على العائدات النفطية، لتجريد العدو من أداة النفط كسلاح لممارسة الضغط على إيران».

واعتبر أن تمسك إيران «بمبادئها وأهدافها السامية السبب الرئيس وراء هجوم وضغوط المستكبرين والظالمين والطامعين على إيران». وقال «إن العدو يحاول دفع إيران إلى موطن الضعف من خلال ممارسة الضغط والحظر.. الحظر الذي يفرض على البلاد يعتبر من أقسى وأشد حالات الحظر التي فرضت على بلد حتى الآن».

وأضاف «أن الأعداء يتصورون بأنهم قادرون على إضعاف إيران بواسطتها، ولكن نقول لهم بأن هذا التصور خاطئ ونابع من محاسباتهم وتصوراتهم المادية البحتة».

وفي غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن طهران هددت بتدمير قواعد عسكرية أمريكية في أنحاء الشرق الأوسط واستهداف إسرائيل خلال دقائق من تعرضها لأي هجوم، وذلك في الوقت الذي واصل فيه الحرس الثوري تجارب إطلاق صواريخ لليوم الثالث.

ونقلت «فارس» عن قائد الطيران في الحرس الثوري أمير علي حاجي زاده قوله «هذه القواعد جميعاً في مرمى صواريخنا والأرض المحتلة كذلك (إسرائيل) أهداف جيدة بالنسبة لنا». وأضاف أن 35 قاعدة أمريكية في مرمى الصواريخ الإيرانية التي قال القادة إن أكثرها تقدماً ستضرب أهدافاً على بعد ألفي كيلومتر.

وتابع زاده «فكرنا في إجراءات لإنشاء قواعد ونشر صواريخ لتدمير كل تلك القواعد في الدقائق الأولى بعد أي هجوم». ولم يتضح المصدر الذي نقل زاده منه الأرقام المتعلقة بالقواعد الأمريكية في المنطقة.

وتقع المنشآت العسكرية الأمريكية بالشرق الأوسط في البحرين، وقطر، والإمارات، والكويت، وتركيا، ولديها نحو عشر قواعد أخرى خارج المنطقة في أفغانستان وقرغيزستان.

ودائماً ما يشكك محللو الدفاع فيما يصفونه بتصريحات عسكرية مبالغ فيها من جانب طهران ويؤكدون إن القدرة العسكرية لإيران لن تضاهي أجهزة الدفاع الأمريكية المتطورة.

كما قالت وسائل إعلام إيرانية إن تجارب إطلاق الصاروخ «الرسول الأعظم 7» على مدى ثلاثة أيام هذا الأسبوع تضمنت عشرات الصواريخ وطائرات بلا طيار محلية الصنع دمرت بنجاح قواعد جوية صورية.

وفي الشأن النووي، أعلن الاتحاد الأوروبي أمس عن لقاء قريب بين دبلوماسيين أوروبيين وإيرانيين كبار حول برنامج طهران، غداة اجتماع المتابعة الفنية في إسطنبول. وقال متحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون في بيان أن «لقاء إسطنبول التقني سيعقبه اجتماع بين هيلغا شميد والدكتور علي باقري» تنفيذاً لما اتفق عليه بين مجموعة 5+1 وإيران في موسكو.

وشميد مديرة في الجهاز الأوروبي للعمل الخارجي التابع للدبلوماسية الأوروبية وهي مكلفة خصوصاً الملف الإيراني. وباقري هو مساعد كبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي.

ولم يحدد المتحدث باسم أشتون مكان هذا اللقاء القريب.

وأوضح في بيان أن اجتماع إسطنبول التقني المغلق «استمر طوال النهار وانتهى في الساعة الواحدة صباحاً». وأشار إلى أن مجموعة «5+1 قدمت تفاصيل أكثر بشأن الاقتراح الذي قدمته لإيران في بغداد» في مايو الماضي مضيفاً أن «إيران قدمت تفاصيل بشأن اقتراحها وأن الخبراء بحثوا المواقف المتعلقة بعدد من المواضيع التقنية».