كتب - علي الشرقاوي:

وأنا أتابع مشاهد إعلانات محطة ام بي سي والقنوات التابعة لها، عن مسلسل عمر بن الخطاب الذي سيعرض في ليال شهر رمضان المقبل، شعرت أن هذه المحطة قد استطاعت أن تغري المشاهدين العرب والمسلمين، في كل بقاع الأرض، وحيثما يصل عرض هذه القناة في العالم.

إن شخصية عمر بن الخطاب وحدها، قادرة على جر المشاهدين وتثبيتهم أمام الشاشة الفضية الصغيرة، فإن عمر بن الخطاب، في الفترة التي قاد فيها دولة الخلافة، استطاع تثبيت أسس الدولة الجديدة، بالإضافة إلى فتح بلدان بعيدة، صاغت بداية الدولة الإسلامية الجديدة التي استطاعت أن تغير خريطة العالم آنذاك، وتفتح المجال واسعاً لانتشار الدين الإسلامي الجديد.

لقد قرأنا أن تلفزيون أم بي سي والتلفزيون القطري، أكملا مسلسلاً “غير مسبوق من حيث ضخامة الإنتاج” يتمتع بموازنة مفتوحة، يتناول حياة وحكم الخليفة عمر بن الخطاب ويسمى عمر الفاروق. حيث تخطت الموازنة 100 مليون دولار.

وقال رئيس “ام بي سي” الشيخ وليد آل إبراهيم: إن المسلسل تمتع “بموازنة مفتوحة”، ويفترض أن يعرض خلال شهر رمضان المقبل 2012، ويقوم بكتابته الكاتب المتخصص في الشؤون الإسلامية وليد سيف، ويخرجه السوري حاتم علي. واعتبر الشيخ وليد في مؤتمر صحافي أن المسلسل يبرز شخصية الخليفة الذي ارتبط اسمه “بالحكم الرشيد والعدل الشامل والوسطية” بعيداً عن “التطرف والعنف”، لافتاً إلى أنها شخصية يحتاج العالم اليوم إلى العودة لها بحسب آل إبراهيم.

معارضة للمسلسل

كالعادة في دولنا العربية والإسلامية، فما أن يظهر إعلان عن كتاب، أو مسرحية، أو فيلم سينمائي، أو مسلسل تلفزيوني، إلا وترى أصحاب الآراء المسبقة، يقفون بشدة ضد هذا العمل، ولهذا لاحظنا بروز العديد من التساؤلات حول ما سيكون عليه المسلسل.. وهل سيقوم فنان معين بتجسيد شخصية الصحابي عمر بن الخطاب رضي الله عنه. ورغم الحماس الذي شعر به العديد من المشاهدين وترقبهم للمسلسل، إلا أنه كانت هناك فئة أخرى معارضة لفكرة تجسيد حياة الصحابي عمر بن الخطاب على الشاشة، وقامت مجموعة من المغردين بإنشاء كلمات مثل “أوقفوا مسلسل عمر” ومن أهم التعليقات التي جاءت فيه: “المشكلة لو جسد الممثل صورة الفاروق، لاحقاً أول ما يُذكر اسم عمر يتبادر إلى الذهن صورة الممثل ولو كان مكروهاً يكره عمر بسببه”.

المسلسل يقوم ببطولته عددٌ من الممثلين السوريين والعرب إضافةً إلى عدد من الوجوه الجديدة. واللافت أنّ شخصية الفاروق سيجسدها الممثل الشاب سامر إسماعيل. كما يلعب غسان مسعود شخصية أبوبكر الصديق أول الخلفاء الراشدين. بينما يجسد السوري سامر عمران شخصية عثمان بن عفان. ويجسد الفنان الكويتي فيصل العمري شخصية بلال الحبشي. أما شخصية أبوسفيان، فيقدّمها الممثل التونسي فتحي الهدّاوي. فيما يجسّد شخصية أبوجهل الممثل العراقي جواد الشكرجي. ويقوم الممثل محمد حداقي بتجسيد شخصية عمير بن الوهاب، بينما يجسد شخصية الإمام علي بن أبي طالب رابع الخلفاء الراشدين شاب تونسي من الوجوه الجديدة أيضاً.

أما بالنسبة إلى الأدوار النسائية التي تم تحجيمها كثيراً، فتتربّع على رأسها اللبنانية برناديت حريب. فيما تجسد السورية سوزان نجم الدين شخصية ملكة فارسية تدعى “سجاح التغلبية” عاشت أيام النزاع بين العرب المسلمين والفرس زمن الخليفة عمر بن الخطاب. ومن صفاتها أنّها تضع ثقتها برجالها وتوزّع السلطات عليهم. لكن أملها بهم يخيب، فتتنحّى كي لا يقال إنّ فارس سقطت في زمن امرأة. بينما تلعب منى واصف دور سيدة تدعى “الشفاء”. وقد نقلت بعض المصادر عن الممثلة السورية قولها إنّ الدور سيشكّل مفاجأة للجمهور.

«الحياة» تتفاوض

تابعنا مفاوضة شبكة قنوات “الحياة” حالياً لشراء حق عرض مسلسل “عمر بن الخطاب” حصرياً على شاشتها خلال شهر رمضان المبارك. وبحسب ما ذكر مصدر فإن القناة دخلت مفاوضات مع الشركة القطرية المنتجة للمسلسل لعرضه، والتي التزمت بأسعار معينة، هي 60 مليون جنيه للعرض الحصري، و30 مليون جنيه للعرض المتزامن، و18 مليون جنيه للعرض الثاني. واعتبرت إدارة الحياة أن هذه الأرقام مبالغ فيها للغاية. وأوضح المصدر أن السيد البدوي مالك قنوات الحياة تدخل لإقناع الشركة القطرية ببيع المسلسل حصرياً مقابل 36 مليون جنيه. وبات من المعروف لكل من تابع هذا المسلسل الضخم أنه قد أشرف على كتابته رئيس هيئة علماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي، الذي أفتى بجواز تقديم الصحابي الجليل على الشاشة.