بقلم - أحمد البلوشي:
العطلة الصيفية بدأت، وحالة الطوارئ في المنازل انتهت بعد الاختبارات، والطلبة حصلوا على نتائج جهودهم، والسؤال الذي يجول في ذهن كل الطلبة. ما الذي سأفعله في الـ3 أشهر القادمة؟
البعض قرر السفر، والبعض الآخر قرر قضاء الإجازة في بلاده ولكن ماذا سأفعل؟ كيف سأقضي هذه الإجازة؟
تساؤلات تجول في عقول الشباب هذه الأيام وجواب هذا السؤال هو اللغز الذي يحير الطلاب وآباءهم.
إجازة الصيف فترة ليست بالقصيرة، ويجب أن يبحث كل شاب الوسيلة الأمثل لقضاء هذه الأيام بما يفيده ويسليه وفي نفس الوقت يبعده عن الفراغ القاتل الذي يعد السبب الرئيسي للانحرافات والسلوكيات الفاسدة في مجتمعاتنا، فالبقاء في المنزل فقط للعب ألعاب الفيديو ومتابعة التلفاز والأكل والنوم برنامج سيئ ويبعث الملل في نفس الشاب، مما يؤدي إلى الفراغ الكبير في يوم الشاب.
ولإبعاد شر هذه الفتنة (الفراغ) على الشاب أن يشغل نفسه بما يفيده في النهاية من برنامج ثقافي أو قيادي أو أي برنامج يتقيد فيه، فحتى لعب كرة القدم يبقى له فوائد عديدة في النهاية سواءً الصحة واللياقة البدنية وكذلك الابتعاد عن الأماكن الفاسدة، ولا أقصد بذلك دعوة الشباب للعب كرة القدم فقط، بل توجد هنالك العديد من البرامج والأنشطة والفعاليات التي بإمكانها أن تشغل أوقات الفراغ.
وهنا يبرز دور الموجه أو المربي في توجيه الشاب لما يناسب ميوله واهتماماته ليحقق بذلك الفائدة التي تعود عليه بالنفع في حياته وتطور من شخصيته ومن ذاته للأفضل، فهناك فئة من الشباب مولعون بالتقنيات الحديثة وبرامج التصميم، وهنا يجب على المربي أن يوجه الشاب إلى المعاهد أو الأماكن المتخصصة في تدريب الشباب على هذه البرامج وتطوير إمكانياتهم ومهاراتهم ليبدعوا بذلك في هذا المجال.
هذا مثال واحد وغيره العديد من الاهتمامات المتنوعة التي أصبحت الشغل الشاغل للشباب في هذه الأيام وسط عالم السرعة الذي نعيشه، ونضج فكر وسلوك الشباب.
أصبحت الجمعيات والمؤسسات في بلداننا تولي هؤلاء الشباب اهتماماً أكبر، فأصبحت -مشكورةً على جهودها- تنظم برامج صيفية للشباب في المجلات العديدة المتنوعة لكي يستغلوا هذه الإجازة الاستغلال الأمثل ليطوروا من مهاراتهم ويكتسبوا خبرات جديدة في الحياة العملية كالـ(النوادي الرياضية، مراكز تحفيظ القرآن، معاهد التدريب، النوادي الصيفية التابعة لوزارة التربية أو مؤسسات الدولة... إلخ).
ولذلك أنصح كل الشباب والمربين بالتوجه إلى هذه المراكز والمبادرة بالتسجيل للفائدة الكبيرة التي سيتحصل عليها الشاب بعد هذه البرامج.
تبقى هذه المؤسسات والجمعيات حلاً من الحلول التي يبحث عنها الشاب للإجابة عن السؤال (ماذا سأفعل في الصيف؟).
وكذلك بمقدور بعض الشباب المجتهدين تنظيم برامجهم الخاصة ومشاريعهم التنموية والتطوعية في مختلف المجالات، وهؤلاء هم نخبة شباب الوطن، فيسعون من خلال قدراتهم ومهاراتهم تقديم أعمال إبداعية في خدمة الوطن، من غير أن نقلل من دور المؤسسات والجمعيات، فلهؤلاء الشباب التحية والتقدير بما يقومون به.
كل ذلك وأكثر (كالعمل الصيفي، أو الدراسة.. إلخ) يستطيع أن يقوم به الشاب ويشغل به وقته وبمقدوره أيضاً أن يجمع بينهم جميعاً أو بما يرغب إذا نظّم له جدولاً ورتب أوقاته وخطط لهذه الإجازة جيداً، فالأنشطة كثيرة ومن منا لا يرغب في استغلال الفراغ لتطوير والتحسين وإبعاد الملل عن هذه الأوقات السعيدة ألا وهي الإجازة الصيفية.
نصيحتي لكل شاب وشابة، الصيف إما فرصة انطلاقة تميزك وإبداعك، أو مقبرة تنام بها حتى تبدأ الدراسة من جديد، فاحرص على أن تختار الخيار الأول، وأطلق العنان لقدراتك ومواهبك. أحمد البلوشي