لندن - (أ ف ب): أعلن موقع ويكيليكس أمس أنه بدأ بنشر أكثر من مليوني رسالة إلكترونية تعود لشخصيات سياسية ومسؤولين سوريين مؤرخة من أغسطس 2006 وحتى مارس 2012 وتكشف دعم شركات غربية لدمشق. وصرحت المتحدثة باسم الموقع سارة هاريسون خلال مؤتمر صحافي في لندن أن “ويكيليكس بدأ بنشر ملفات سوريا وهناك أكثر من مليوني بريد إلكتروني لشخصيات سياسية سورية ووزارات ومؤسسات تعود إلى الفترة الممتدة بين أغسطس 2006 ومارس 2012”. ويبلغ عدد الرسائل تحديداً 2484899 رسالة إلكترونية مكتوبة بشكل أساس بالعربية والروسية و«تكشف كيف تقول الشركات الغربية شيئاً وتفعل شيئاً آخر”، بحسب موقع ويكيليكس المتخصص في كشف وثائق سرية.
وتكشف الوثائق بشكل خاص أن شركة الدفاع الضخمة “مينميتشانيكا” التابعة للدولة الإيطالية قدمت معدات اتصال إلى النظام السوري بعد اندلاع الأزمة، بحسب الموقع. والمعدات سلمها أحد فروع الشركة هو “سيليكس الساغ” بحسب المصدر نفسه الذي نشرت معلوماته مجلة “ليسبريسو” الإيطالية. وعلق مؤسس موقع ويكيليكس جوليان اسانج على قرار موقعه نشر هذه الوثائق بالقول إن “هذه الوثائق محرجة لسوريا ومحرجة أيضاً لمعارضين لسوريا في الخارج”، دون إيضاحات أخرى، وذلك في تصريح نقل من سفارة الإكوادور في لندن التي لجأ اليها منذ 19 يونيو الماضي. وأضاف “هذا يساعدنا ليس على انتقاد مجموعة أو غيرها فحسب بل أيضاً على فهم مصالحها وتصرفاتها ووجهات نظرها. إن فهم هذا النزاع يبعث الأمل لدينا في التمكن من حله”.
ورفضت هاريسون أمس التعليق على المضمون العام لوثائق سوريا التي ينشرها الموقع بالتعاون مع عدد من وسائل الإعلام في دول على غرار لبنان ومصر وإسبانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا. وأعلن رئيس مجلس إدارة جريدة “الأخبار” اللبنانية إبراهيم الأمين الذي سبق لصحيفته أن نشرت وثائق لويكيليكس عن لبنان خصوصاً، أن “سوريا تمر في ظروف حساسة، ومن الضروري توضيح ما هو حقيقي وما هو مفبرك”. وأكد الأمين أنه “من الواضح أن السياسة العالمية وصلت إلى أعلى درجات النفاق في التعاطي مع الوضع السوري”، مشيراً إلى أن صحيفة “الأخبار ستنشر تباعاً المواضيع الواضحة والمثبتة من ملفات ويكيليكس الخاصة بسوريا”. وقالت المتحدثة إن هذه الرسائل “قاعدة بيانات مهمة. وسيستخرج استخلاص القصص منها الوقت” رافضة الكشف عن كيفية حصول الموقع على الرسائل.
ويواجه اسانج (41 عاماً) قراراً من القضاء البريطاني بتسليمه إلى السويد التي تطالب بمحاكمته في قضية اغتصاب واعتداء جنسي مفترض. وينتظر اسانج، اللاجئ حالياً في سفارة الإكوادور، رداً من كويتو حول طلبه الحصول على لجوء سياسي. ويأتى الكشف عن الوثائق السورية عشية مؤتمر لأصدقاء الشعب السوري في باريس لن تشارك فيه روسيا حليفة سوريا.