قال خطيب جامع الفاتح الإسلامي فضيلة الشيخ عدنان القطان إن مظاهر سلبية توشك أن تعصف بالكيان الأُسري، وتهدِّد التماسك الاجتماعي، إذ كثرت ظواهرُ عقوق الأبناء وتساهل الآباء، وتقلّصت وظائف الأُسرة، وكثُر جنوح الأحداث، وارتفعت نسبُ الطلاق والمشكلات الاجتماعية، وتعدّدت أسباب الجريمة ومظاهر الانحراف والانتحار والعنف الأُسري والعائلي والمشكلات الزوجية، معتبراً أنها أخطر الظواهر والمشكلات التي أذكتْها المتغيِّرات في الأمة.
وأوضح الشيخ عدنان القطان، في خطبته أمس بعنوان “التفكك الأُسري”، أن هذه الظاهرة لها آثارها السلبية على الأفراد والأُسر والمجتمع والوطن والأمة، مشيراً إلى أن التفكك الأسري والخلل الاجتماعي الذي يوجد في كثير من المجتمعات اليوم، ينذر بشؤم خطير وشرّ مستطير، يهدّد كيانَها، ويزعزع أركانَها، ويصدّع بنيانها، ويحدث شروخاً خطيرة في بنائها الحضاري ونظامها الاجتماعي، مما يهدِّد البُنى التحتية لها، ويستأصل شأفتَها، وينذر بهلاكها وفنائها. وأكد أن الترابطَ الأُسري، والتماسكَ الاجتماعي ميزةٌ كبرى من مزايا شريعتنا الغراء، وخصيصة عظمى من خصائص مجتمعنا المسلم المحافظ، داعياً المتخصصين لدراسة هذه الظاهرة بجدية وإيجاد الحلول العملية الناجحة، خاصة أن الأمة على أبواب شهر رمضان المبارك، الذي يعتبر أكبر الدوافع للأخذ بالخطوات العملية في إصلاح النفس والمجتمع.
وأضاف “داوِم على صِلة الرّحم ولو قطعوا، وبادِر بالمغفرة وإن أخطؤوا، وأحسِن إليهم وإن أساؤوا، ودَع عنك محاسبةَ الأقربين، ولا تجعَل عِتابَك لهم في قطعِ رحمِك منهم، وكُن جوادَ النّفس كريمَ العطاء، وجانب الشحَّ فإنّه من أسباب القطيعة”.