طــــــــــــارق مصـــــــــــــــــــــباح
جاء في الأدب العربي: «أحبب حبيبك هوناً ما، فربما صار بغيضك يوماً ما، وأبغض بغيضك هوناً ما، فربما صار حبيبك يوماً ما». وقيل أيضاً: «احذر عدوك مرة، واحذر صديقك ألف مرة.. فلربما انقلب الصديق، فكان أعلم بالمضرّة».
العدو يكون أخطر إذا لبس ثوب الصداقة مخادعاً، فكأنه الذئب يمثل دور الشاة حتى تأمن له، ثم يثب عليها فيكسر رقبتها!
في تلك الحياة المعقدة التي نعيشها ظهر مفهوم العدو، وقد نظن أنَّ كل العلاقات يمكن تصنيفها بسهولة، إلا أننا في بعض الأحيان نجد صعوبة في التميز بين الصديق والعدو.
فقد يكون الصديق هو العدو وفي ذلك إشارة إلى أنَّ الأصدقاء لم يعودوا أصدقاءً حقيقين، كما أنَّ ما بداخلهم ليس هو الظاهر على وجوههم في الغالب!
يقول د.عائض القرني:»اترك لخصمك خط رجعة: إذا خاصمت أحداً في أمر فاترك للصلح موضعاً، فإنك لا تدري بالعواقب، واجعل هناك إمكانية للمصالحة، ولا تكثر أعداءك، فإنَّ ألف صديق قليل، وعدواً واحداً كثير، إنَّ اتخاذ أيَّ شخص عدواً هو إشغال للفكر وتكدير للخاطر، ويكفي هذا ضرراً.
وما من أحد إلا سيصدر منه خطأ، فتلاف الأخطاء بحلمك، وعالج الخصومة من أول الطريق قبل أن تتعاظم.
لا تتحد أحداً: لا تظهر التحدي لأحد من الناس، بل إذا ذكر لك غلط صدر منك فأظهر له أنَّ الأمر قريب، وأنَّ ما بيننا من روابط وعلاقة أعظم من أنْ يكدره موقف، وإياك أنْ تتوعد أحداً بسوء، لأنَّ معنى هذا أنك مصدر خوف وإزعاج، ولن يأمن جانبك أحد، وتصبح عدوانياً يهدد أمن الناس. ادع إلى السلام والمحبة والتآلف.
حوِّل أعداءك إلى أصدقاء: المهارة واللياقة تقتضيان أنْ تجعل العدو صديقاً بمد الجسور معه والمصالحة، أما تحويل الصديق إلى عدو فهذا قمة الغباوة ونهاية الحمق، تصرف بعقل ومسؤولية، وأرسل رسائل إيجابية لخصمك علَّه يعود صديقاً، فتسلم من غائلة عداوته وتنام قرير العين مطمئناً. استل من نفس عدوك الضغينة بلطفك وأنت الرابح السعيد».