أكدت استشارية أمراض الغدد الصماء والسكر بمركز الخليج التخصصي للسكري «جوسلين» أن «أمراض الغدة الدرقية التي تؤدي لخلل في إفرازها للهرمون، سواءً قصور أو نشاط تكون أسبابها وراثية جزئياً، وعوامل أخرى بيئية غير مفهومة كلياً تؤدي لزيادة نشاط جهاز المناعة وإنتاج أحسام مضادة ذاتية تهاجم خلايا الغدة الدرقية وتؤدي لاختلال عملها»، لافتة إلى أن «أمراض الغدة الدرقية منتشرة بالبحرين، ولكن للأسف الشديد لا توجد إحصائيات بذلك، ولكن نرى جميع الأنواع السابق ذكرها مثل القصور، والنشاط، والعقد درقية وسرطان الغدة الدرقية».

وقالت إن «الغدة الدرقية من الغدد الصماء تشبه في شكلها الفراشة وتقع في أسفل الرقبة أمام القصبة الهوائية وتتكون من فصين، وهي مسؤولة عن إفراز هرمون الثايروكسين الهام في الجسم والمسؤول بدوره عن تنظيم استهلاك الطاقة بأجهزة الجسم المختلفة»،

وأضافت أن «أمراض الغدة الدرقية تؤدي لتغيير في نسبة إفراز هرمون الثايروكسين، سواء بالزيادة أو النقصان أو لتضخم حجم الغدة الدرقية، أو لكليهما معاً، كما تؤدي لخمول أو نقص إفراز الغدة الدرقية، ومن ثم الشعور بالتعب والإعياء، وعدم تحمل البرد، والشعور بالكآبة، والإمساك، وجفاف الجلد والشعر، وعدم انتظام الدورة الشهرية، وزيادة الوزن، وكذلك يؤدي لارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول بالدم».

ولفتت د. منى إلى أن «زيادة إفراط الغدة الدرقية يؤدي لنزول الوزن، وتسارع نبضات القلب، والإسهال، والعصبية الزائدة، وقد يكون مصحوباً بجحوظ العينين في حالات معينة».

وأوضحت أن «تضخم الغدة الدرقية أو ما يعرف بـ «التورم الدرقي» يصاحبه خلل في نشاط الغدة قد يشمل الغدة كلها أو ظهور عقد درقية واحدة أو أكثر، وتكون الخلايا حميدة في 95% من الحالات، بينما يمكن أن تحتوي على خلايا سرطانية في 5% من الحالات تقريباً».

وذكرت أن «نقص اليود من الأسباب الرئيسة التاريخية لتضخم الغدة الدرقية واختلال عملها في بعض المناطق بالعالم وغالباً الأماكن الجبلية البعيدة عن الساحل، حيث إن اليود يوجد بكثرة في الأطعمة والأملاح البحرية، أما في عصرنا الحديث، فمن المسببات المهمة لأمراض الغدة الدرقية وبالذات سرطان الغدة الدرقية التعرض الزائد للإشعاع النووي، خصوصاً عند تعرض المفاعلات النووية لأية حوادث تؤدي لعدم السيطرة على الانبعاث النووي الإشعاعي، كما حدث في تشرنوبيل ومؤخراً في اليابان».

وحول طرق علاج المرض، أوضحت د. منى أنه «فيما يتعلق بخمول أو قصور الغدة، فيفضل تناول حبوب هرمون الثايروكسين بالجرعات المناسبة حسب إرشادات أخصائي الغدد الصماء ومتابعتها بالتحاليل الدورية. أما فيما يتعلق بعلاج النشاط المفرط، فإما بعقاقير لتقليل إفراز الغدة أو العلاج بكبسولة اليود المشع لمرة واحدة أو في بعض الحالات استئصال الغدة الدرقية جراحياً، وفيما يتعلق بعلاج العقد الدرقية، فلابد من التأكد من خلوها من خلايا سرطانية، ويأخذ عينات خاصة لذلك، ويكون العلاج عن طريق الاستئصال الجراحي إذا أُشتبه أو تأكد من وجود هذه الخلايا الخبيثة».

ولفتت د. منى إلى أن «مادة اليود كما سبق ذكرها هامة للنشاط الطبيعي للغدة ثم تزيد الملح بمادة اليود للوقاية من الأمراض الناتجة عن نقصها».