^ د. عبدالرحمن الغريب
ظاهرة الاختناق الليلي باعتبارها شكلاً من أشكال اضطرابات النوم، تمثل إحدى المشاكل الطبية الهامة بالنظر للمخاطر التي قد تترتب على عدم اتخاذ الإجراءات الفعالة لعلاجها، وقبل حدوث نتائج سلبية تؤثر على صحة المريض إضافة إلى حدوث اضطرابات نفسية وسلوكية عديدة أخرى. ويمكن أن يتعرض الإنسان في أية مرحلة عمرية «الأطفال والكبار» للإصابة بهذه الظاهرة، ويعاني 4% من الرجال، و3% من النساء من النتائج السلبية لظاهرة الاختناق الليلي، وغالباً ما يتم الكشف عنها بشكل متأخر لدى 80% من المرضى، حيث لا يتم تشخيص الحالات بشكل مبكر بسبب بعض الاعتقادات الاجتماعية الخاطئة. وبإمكان المرء أن يبدأ بالشك في احتمال إصابته بهذه الظاهرة بداية بملاحظة زيادة درجات الشخير والاستيقاظ المتكرر ليلاً إضافة للنعاس والإرهاق في النهار.
هناك بعض المرضى معرضين للإصابة بهذه الظاهرة بصورة أكثر من سواهم إذا كانوا يعانون من: السمنة وزيادة الوزن، حيث تتسبب كتلة الشحوم حول العنق وفي جدار البلعوم في تضييق مجرى التنفس وبخاصة عند الاستلقاء، وجود تشوهات في الفك والأسنان تساهم في تضييق مجرى التنفس، الرجال معرضون للإصابة أكثر من النساء. إذا كان احد أفراد العائلة مصاباً بهذه الظاهرة، تزداد نسبة تعرض بقية أفراد الأسرة للإصابة بهذه الظاهرة، الإفراط في تناول الأدوية المهدئة والمرخية للعضلات، إضافة إلى تعاطي الكحول، يؤدى إلى زيادة نسبة التعرض للإصابة، قد تتأثر مقدرة الدماغ في تنظيم عملية التنفس إذا تعرض المريض للإصابات في الرأس والدماغ.
وتعتبر ظاهرة الاختناق الليلي من المشاكل الصحية الخطرة، حيث يمكن أن يتعرض المصاب بها إلى مشاكل صحية قد يشكل بعضها خطراً على الصحة مثل ارتفاع ضغط الدم، اضطرابات القلب، وزيادة نسبة الإصابة بداء السكري، والعجز الجنسي، والاكتئاب، والخمول وقلة التركيز والنوم أثناء العمل أو لدى قيادة السيارة. ولاشك أن شدة ونسبة حدوث تلك الأعراض تتفاوت بحسب الحالة المرضية والفترة الزمنية التي أصيب بها المريض، فقد تكون بسيطة أو متوسطة الشدة أو شديدة. وأفضل وسيلة للوقاية هي البدء بالتشخيص واستشارة الطبيب المختص خصوصاً عند ملاحظة زيادة الشخير أثناء النوم مع تكرار الاستيقاظ أو حدوث فترات من انقطاع التنفس ليلاً، أو قد يكون الشريك في غرفة النوم قد بدا يعاني من شخيرك المزعج وملاحظته لحدوث فترات انقطاع التنفس لديك.
بالنسبة للأطفال يمكن استنتاج احتمال إصابتهم باضطرابات النوم والاختناق الليلي عند ملاحظة الشخير العالي أثناء النوم، والتنفس بصوت مسموع ومزعج مع بقاء الفم مفتوحاً، وملاحظة أن الطفل يبذل مجهوداً أثناء التنفس، والتبول الليلى اللاإرادي، وتعرض الطفل للأحلام والكوابيس المزعجة أثناء النوم، والنوم المضطرب وكثرة التقلب في الفراش، والنعاس والخمول أثناء النهار، وصعوبات التركيز ونقص المستوى الدراسي للطفل.