توصل علماء بريطانيون للطريقة التي يدخل بها فيروس نقص المناعة المكتسبة «الإيدز» لنواة الخلية، في كشف قد يقود لإيجاد علاج فعال لمكافحة الفيروس الفتاك.

وقال العلماء في دراسة إن «الطريقة الوحيدة التي يتوغل بها الفيروس عبر المسام التي تربط داخل نواة الخلية بمحيطها تتم من خلال الالتصاق بأحد بروتينات النواة»، في حين قال الباحثون الذين أجروا الدراسة تحت إشراف د.غريغ تاورز من جامعة لندن إن «الكشف عن هذه الحقيقة يعزز الآمال المعقودة على مكافحة الفيروس لأن معرفة كيفية تغلغله لنواة الخلية يمكن من القيام بشيء ضده».

وغالباً ما يصل الفيروس لجسم الإنسان عبر الدم أو النطفة، ثم يصل لداخل الخلية عبر غشائها الخارجي، ولكن ذلك لا يكفي لإصابة الجسم به، إذ يحتاج الفيروس لتكوين صفاته الوراثية داخل المجموع الوراثي للخلية التي يصيبها، ويقع المجموع الوراثي في نواة الخلية، وتوجد داخل الغشاء مسام كبيرة تنظم تيار الجزيئات الداخل للخلية والخارج منها.

والجديد في الدراسة البريطانية، أن فريق الباحثين تحت إشراف د. تاورز اكتشف أن بروتيناً بالفيروس يطلق عليه اسم «بروتين كابسيد» يلتصق أولاً ببروتين «نوب 358» الموجود في الخلية حتى يستطيع الوصول عبر مسام النواة إلى هدفه النهائي.

وقال الباحثون إن الفيروسات المحتوية على بروتين كابسيد معدل لا تستطيع الترابط مع بروتين «نوب 358» لذلك لا تستطيع التكاثر في الخلايا المناعية، أي إنه إذا أمكن عرقلة التفاعل المتبادل بين فيروس «كابسيد» الفيروسي وفيروس «نوب 358» التابع لخلية الجسم فمن الممكن الكشف عن سلاح جديد لمكافحة هذا الفيروس الذي يصيب النظام المناعي للجسم.

ويبلغ عدد المصابين بالإيدز في العالم نهاية عام 2010م نحو 34 مليون مريض حسب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز، ويعيش نحو 68% منهم في منطقة جنوب الصحراء الغربية بقارة أفريقيا، وقد توفي نحو 1.8 مليون شخص العام الماضي جراء إصابتهم بالإيدز، في حين حالت الأدوية المستخدمة في علاج الإيدز دون وفاة نحو 700 ألف آخرين حسب بيانات برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز.