قرطاج - (أ ف ب): افتتحت ليلة الخميس في تونس الدورة الثامنة والأربعين من مهرجان قرطاج الدولي بعرض “استفتاح” التونسي الذي احتفى بالفنان التونسي الراحل علي الرياحي.
وتحتفل تونس سنة 2012 بمرور مائة عام على ولادة علي الرياحي الذي يعتبر رمزاً من رموز الموسيقى التونسية. وكان الرياحي قد أعرب في تصريح صحافي قبل أسبوع من وفاته سنة 1970، عن أمله في أن يموت وهو يغني على المسرح، وهو ما حصل فعلاً. وقدمت عرض “استفتاح” فرقة من نحو ثلاثين فناناً تونسياً من أجيال مختلفة، وعدد مشابه من العازفين. وقاد الفرقة الموسيقية الموسيقار والملحن زياد غرسة (37 عاماً) الذي يدير منذ سنة 2006 معهد الموسيقى التونسي الشهير “الرشيدية” المؤسس سنة 1934 بهدف إحياء الموروث الموسيقي التونسي وتطويره.
وتناوب على خشبة مسرح قرطاج فنانون شبان من الجنسين أغلبهم غير معروف في تونس. وقدموا باقة من أشهر أغاني علي الرياحي مثل “غزالي هرب” و«زينة بنت الهنشير (الحقل)” و«الحب والفن والحياة”.
وتفاعل الجمهور بشكل خاص مع أغنية “زينة بنت الهنشير” التي قدمها الفنان الشاب سفيان الزيادي. وقدم الزيادي الأغنية مرتين بطلب من الجمهور الذي ردد معه عن ظهر قلب هذه الأغنية الشهيرة في تونس. وقالت إدارة مهرجان قرطاج إن عرض “استفتاح” يعطي الأولوية للفنانين الشبان تماشياً مع روح الثورة التونسية التي قادها الشباب. وشارك في “استفتاح” فنانون تونسيون معروفون مثل لطفي بوشناق، وغازي العيادي، وعبدالوهاب الحناشي، والشاذلي الحناشي. وجلس هؤلاء في الصفوف الخلفية للفرقة الغنائية واكتفوا بدور الكورال. وقبل بداية العرض، قال الفنان التونسي الشهير لطفي بوشناق إن عرض “استفتاح” أعدته نقابة الفنانين التونسيين، وإنه “يجمع بين أجيال مختلفة من الفنانين التونسيين”. واعتبر بوشناق انعقاد الدورة الجديدة من المهرجان مؤشراً على “عودة الاستقرار الأمني” في تونس التي شهدت في يونيو 2012 موجة عنف هي الأسوأ منذ بداية العام قتل خلالها شخص وأصيب أكثر من مائة آخرين.