عواصم - وكالات: تراجعت إيران أمس عن تهديداتها بإغلاق مضيق هرمز إذا ما تعرضت لهجوم أو منعت من تصدير نفطها، وقالت إنها ستتصرف “بعقلانية” ولن تتخذ هذا القرار إلا بعد استنفاد كل الوسائل، إذا ما تعرضت مصالحها الحيوية للخطر.

ونقلت وكالة ا«يسنا” للأنباء عن رئيس أركان القوات الإيرانية الجنرال فيروز ابادي قوله أمس “لدينا خطط لإغلاق مضيق هرمز، لأنه يتعين أن تتوافر لدى المسؤولين العسكريين خطط لأي وضع” يطرأ. وأضاف “لكن إيران التي تتصرف بعقلانية لن تغلق المضيق الذي يعبره 40% من الطاقة العالمية، إلا إذا تعرضت مصالحها لتهديد خطير”.

وأوضح أبادي لصحيفة خراسان “ما يستطيع أن يقوله زملائي عن مضيق هرمز متصل بالمهمة المنوطة بهم”. وأضاف “لكن الأمر بتنفيذ هذه المهمة لا يمكن أن يصدر إلا بقرار من المجلس الأعلى للأمن القومي يوافق عليه المرشد الأعلى” آية الله علي خامنئي.

وخلص رئيس الأركان إلى القول إن “تصريحات (المسؤولين العسكريين) ليس لها أي تأثير على قرار منع مرور النفط في المضيق أم لا”. وتوعد عدد كبير من المسؤولين السياسيين والعسكريين الإيرانيين في الأشهر الأخيرة بأن إيران قد تغلق مضيق هرمز إذا ما هاجمتها إسرائيل أو الولايات المتحدة، أو إذا تأثرت صادراتها النفطية جراء الحظر الغربي المفروض منذ بداية السنة، لحمل طهران على وقف برنامجها النووي المثير للخلاف.

ووقع أكثر من مائة نائب في الثاني من يوليو الجاري مشروع قانون لحمل الحكومة على منع مرور أي سفينة تنقل النفط إلى أوروبا عبر مضيق هرمز، وذلك رداً على الحظر النفطي للاتحاد الأوروبي الذي دخل حيز التنفيذ في الأول من يوليو.

كما حذر نائب الرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي في ديسمبر من أن طهران قد تقفل المضيق الذي يعبره ثلث النقل البحري للنفط العالمي، إذا ما فرض حظر على صادراتها النفطية.

ورافقت هذا التحذير مناورات لحرس الثورة الإيراني في هذا الممر المائي الدولي ذي المياه القليلة العمق والذي يناهز عرضه الخمسين كيلومتراً فقط. وحملت هذه التهديدات الولايات المتحدة على إصدار تحذيرات أكدت فيها أنها ستتدخل عسكرياً لإبقاء هذا الممر المائي الذي يعبره القسم الأكبر من نفط بلدان الخليج العربي، مفتوحاً. وفي الشأن النووي، اتهم وزير الاستخبارات الإيراني حيدر مصلحي وكالات مخابرات ألمانية وفرنسية بالضلوع في اغتيال علماء إيرانيين في المجال النووي.

ووسع مصلحي دائرة الاتهام لتضم فرنسا وألمانيا بعد أيام من تصريحات قوية واختبارات صواريخ أجرتها إيران أدت إلى رفع أسعار مزيج خام برنت فوق 100 دولار للمرة الأولى منذ يونيو الماضي. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن الوزير قوله “في هاتين الشبكتين (الضالعتين في الاغتيالات) رأينا صلات مع وكالات المعلومات في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإسرائيل والولايات المتحدة ووكالات مخابرات إقليمية”. ولم يذكر اسم البلدان الأخرى. وفي برلين قال متحدث باسم الحكومة الألمانية “نحجم عن الرد على مثل هذه الاتهامات الوهمية”. واغتيل ما لا يقل عن أربعة علماء مرتبطين بالبرنامج النووي الإيراني منذ عام 2010 آخرهم في يناير 2012. ونفت واشنطن أي دور في عمليات القتل في حين رفضت إسرائيل التعليق.

على صعيد متصل، حذرت الولايات المتحدة جماعة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة من أن الوقت ينفد أمامها لإخلاء معسكرها في العراق وقالت إن أملها بحذفها من القائمة السوداء الأمريكية الرسمية للمنظمات الإرهابية قد يعتمد على مدى انصياعها. وقال منسق شؤون مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية الأمريكية دانييل بنجامين إنه يجب على مجاهدي خلق استكمال انتقالها من معسكر أشرف الذي تعهدت الحكومة العراقية بإغلاقه بحلول 20 يوليو الجاري. وقال بنجامين للصحافيين “إنه أمر من الماضي بالنسبة لمجاهدي خلق أن تعترف بأن أشرف لم يعد قاعدة لمجاهدي خلق في العراق” وأضاف أن صبر بغداد بدأ ينفد. وذكر أن “الحكومة العراقية ملتزمة بإغلاقه وأي خطة لانتظار الحكومة على أمل أن يتغير شيء ما أمر لا يتسم بالمسؤولية وخطير”.