إعداد - علي راضي: أكد كتّاب عرب أنه بات بما لا يدع مجالاً للشك أن السفير الأمريكي في مملكة البحرين بدعمه ودفاعه المستميت عن الانقلابيين يعمل وفق أجندة إيرانية، وأوضحوا أن الدور الإيراني في دعم الانقلابيين في البحرين لا يحتاج إلى أدلة فرؤوس المتآمرين مكشوفة وأجندتهم واضحة، وقالوا إن الملفت للنظر هو دور السفير الأمريكي واتهام الشعب البحريني للإدارة الأمريكية (بالتخطيط والتنفيذ والإدارة) وهو ما جعله يتساءل عن حقيقة العداء الأمريكي لإيران وحقيقة نواياهم لضرب مفاعلها النووي!، وأوضحوا : “ إنهم بذلك يلعبون علينا!”، وقال الكتّاب العرب إن استمرار المحاولة الانقلابية ورائه الدور الغامض الذي يقوم به السفير الأمريكي في المنامة، والذي يواجه باستياء عام ونقد لاذع من قبل جميع القوى السياسية في البحرين، وحذروا من قيام “حزب الله” في لبنان بعمليات غسيل أموال رهيبة في البنوك الخليجية واستخدامها بعد تنظيفها في دعم الانقلابيين لزعزعة استقرار دول المنطقة وتنفيذ الأجندة الإيرانية. السفير يدعم الانقلابيين وتحت عنوان :«البحرين.. والسفير الأمريكي”، قال مفرج الدوسري في جريدة (الوطن) الكويتية إن ما يحدث يجعلنا نتساءل عن حقيقة العداء الأمريكي لإيران وحقيقة نواياهم لضرب مفاعلها النووي!، فلقد مضى على المحاولة الانقلابية الخطيرة التي مرت بها البحرين عام ونصف، وعلى الرغم من السيطرة على الأوضاع هناك وردع الانقلابيين بفضل انتهاج الحكومة ورئيسها لسياسة الحسم والحزم من جهة وتدخل قوات درع الجزيرة من جهة أخرى إلا أن التخوف من تكرار المحاولة التي لا يزال (جمرها تحت الرماد) قائم لسببين: يكمن السبب الأول في استمرار قادة الانقلاب (الوفاق وأتباعه) في تهييج وتحريض أعوانهم على النظام تنفيذا للمخطط الذي رسمته إيران في إعادة محاولة خلق الفوضى وهز أركان النظام القائم لإسقاطه وإقامة الجمهورية التابعة لنظام (الولي الفقيه) في طهران، فإيران التي لم تتوقف يوما عن تهديد الأنظمة الخليجية والتحريض عليها وساءها فشل محاولة أعوانها في البحرين لن تتوقف مؤامراتها ودسائسها ومن يعتقد خلاف ذلك فهو واهم، فأتباع إيران في البحرين بشكل خاص والخليج عموماً يريدون تحقيق الحلم في إقامة جمهورية (البحرين الكبرى) التي تبدأ من البحرين وتمر بالمنطقة الشرقية وتنتهي بالكويت، وهو الأمر الذي لم تستوعبه بعض القيادات في دول الخليج العربية حتى الآن مع الأسف. ويعود السبب الثاني إلى الدور الغامض الذي يقوم به السفير الأمريكي في المنامة، والذي يواجه باستياء عام ونقد لاذع، وهو ما بدا واضحاً في تصريح رئيس تجمع الوحدة الوطنية الشيخ الدكتور عبداللطيف المحمود الذي اتهم الإدارة الأمريكية بأنها (كانت أيديهم واضحة في الأزمة التي مررنا بها تخطيطاً وتنفيذاً وإدارة)! ويرى بأن السفير الأمريكي (يلتمس أي أدلة لإدانة الدولة ويؤكد عليها من أجل تشجيع الأطراف المؤزمة في الاستمرار في مواقفهم) متهماً إياه بأنه (دائماً في إجاباته لا ينظر بموضوعية إلى الفعل ورد الفعل فيضع اللوم على رد الفعل دون أن يدين الأفعال التي تؤزم الوضع في البحرين)!! وقد بلغ الاستياء في البحرين من تدخلات السفير الأمريكي حد المطالبة بعقد دورة استثنائية للبرلمان لمساءلة وزير الخارجية، فالكتل النيابية في البحرين ترى أن الدولة (تغض الطرف عن التجاوزات التي قام بها السفير الأمريكي ضد دولة البحرين وشعب البحرين) وعليها كما يرى الشيخ المحمود أن تطالب الإدارة الأمريكية بتغيير السفير. وأكد الدوسري أن الدور الإيراني في دعم الانقلابيين في البحرين لا يحتاج إلى أدلة فرؤوس المتآمرين مكشوفة وأجندتهم واضحة، ولكن الملفت للنظر هو دور السفير الأمريكي واتهام المحمود للإدارة الأمريكية (بالتخطيط والتنفيذ والإدارة) وهو ما يجعلنا نتساءل عن حقيقة العداء الأمريكي لإيران وحقيقة نواياهم لضرب مفاعلها النووي!، فهم يلعبون علينا؟. السفير الأمريكي إيراني!! وفي مقال ثانٍ له أكد مفرج الدوسري في (الوطن) الكويتية أن تصريحات السفير الأمريكي في البحرين تزيد من إيماننا أن الولايات المتحدة الأمريكي وإيران على وفاق كبير، وأكد أن السفير الأمريكي في البحرين متناقض، ففي مقابلة أجرتها معه صحيفة الوطن البحرينية قال (طهران لا تتدخل في شؤون دول مجلس التعاون الخليجي)! ثم استدرك ليصف الإعلام الإيراني بانه (الكاذب وغير المقبول والمؤجج). سعادة السفير نحن كعرب وخليجيين على وجه الخصوص نعلم انه ليس من مبادئكم الثبات على موقف واحد، وتعشقون (الشقلبة) وتطبقونها علينا برضانا وباستمتاعكم، فصفاتكم الجميلة يا سعادة السفير أكبر من أن تعد أو تحصى، منها على سبيل المثال لا الحصر التخلي عن الأصدقاء بلمح البصر، وإشعال الحروب لبيع السلاح، وتدمير البلدان لإعادة أعمارها، وخلق الأزمات لإلهاء الشعوب! ونعلم جيداً أنكم تبيعون وتشترون بنا كما يحلو لكم دون أن نعترض أو نتذمر (معاذ الله)! ولكن نتمنى يا سعادة السفير أن تحترم عقولنا، وأن تؤمن بانها تعمل، فلا تسوق علينا ما لا تؤمن به أنت ولا إدارتك، ولا تدفعنا إلى ترك وسيطتنا والذهاب إلى تورا بورا أو الصومال أو اليمن بسبب احتقاركم لعقولنا، أرجو ذلك، لو سمحت سعادة السفير!! وأضاف الدوسري : “(طهران لا تتدخل في شؤون دول مجلس التعاون الخليجي، وإعلامها كاذب وغير مقبول ومؤجج) لنأخذها يا سعادة السفير قطعة قطعة، الإعلام الإيراني يكذب، صدقت، فهو يكذب بادعائه معاداة أمريكا! الإعلام الإيراني غير مقبول، نعم، لأنه مفضوح وسيئ ومكشوف، الإعلام الإيراني مؤجج، قف، هنا اكتملت الحقيقة! ولكن أضف عليها (يزعم ويدعي ويهدد ويحرض)! ولكن لمن يا سعادة السفير؟ لأعوانه في دول مجلس التعاون الذين يمدهم بالمال والسلاح والرجال والتقنيات وأجهزة الاتصال، لماذا؟ ليزعزع الاستقرار في منظومة دول مجلس التعاون ويهدد الأمن ويسعى إلى قلب أنظمة الحكم، صح؟ إذا كيف تزعم أن إيران لا تتدخل في شؤوننا ثم تتهم إعلامها بأنه (الكاذب وغير المقبول والمؤجج)؟ ألا يمثل الإعلام الرسمي سياسة الدول ويحدد وجهتها؟”. وزاد الدوسري:«سعادة السفير يتهمك أشقاؤنا في البحرين بأنك إيراني الهوى وفاقي القلب! والتمس لهم كل العذر في ذلك، أفبعد الذي جرى في البحرين من فوضى وإعلان عن قيام الجمهورية والهتاف بسقوط النظام ورفع الرايات الإيرانية ورايات حزب الله تنتقد السلطة هناك على ردعها للانقلابيين والمخربين وتبرئ إيران من التدخل، ألم تكن هناك؟ ألم تر بعينك ما جرى؟ أن تصريحاتك يا سعادة السفير تزيد من إيماننا بأنكم والإيرانيين على وفاق كبير لإرهابنا ومن ثم استغلالنا أبشع استغلال!!”. المتفجرات ورائها إيران وفي صحيفة (الجزيرة) السعودية حذر سعد بن فضل البوعينين من خطورة غسل أموال “حزب الله” في الخليج والتي تستخدم بعد تنظيفها في زعزعة استقرار دول المنطقة، وقال: إن وزير داخلية مملكة البحرين، الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، أعلن مؤخراً عن “ضبط معمل لخلط المواد المتفجرة وتخزين كميات كبيرة من مواد كيماوية، دلت نتائج الاختبار الميداني على أنها على درجة عالية من الخطورة؛ بسبب ما تحدثه من انفجار شديد وما توقعه من آثار تدميرية”. وأضاف البوعينين:« نحن نتحدث عن خلايا إرهابية منظمة، تقف خلفها إيران بأجهزتها المختلفة، بما فيها حزب الله، وتمدها بالأموال والتقنية والخبرات الاستخباراتية. البحرين أعلنت في أكثر من مناسبة عن تمويل خارجي ودعم لخلايا إرهاب نفَّذت عمليات في الداخل. غالبية دول الخليج تحتضن خلايا نائمة مجندة من قِبل الحرس الثوري الإيراني وحزب الله، وهي ربما انتظرت الأوامر لتنفيذ أعمالها الإجرامية، مستعينة بما يصل إليها من دعم مالي ولوجستي في الداخل والخارج، وهو الدعم الذي يُعتقد أن بعض دول الخليج مصدر له!، وأضاف :« لا نحتاج إلى من يكشف لنا نوايا إيران وأتباعها، أو ما يضمره الغرب من شر ومكر لدول الخليج، وإن أبدوا عكس ذلك؛ فإيران نجحت في السيطرة على العراق، ولم يكن الأمر مصادفة، بل هو أمر دُبِّرَ بليل مع قوى عظمى، وأخشى أن تنتهي مسرحية المواجهة بين الغرب وإيران إلى السماح لها بالتمدد، أو المواجهة المفتعلة لتحقيق أهداف استراتيجية قذرة”. تداعيات سقوط الأسد وقال البوعينين :«إن سقوط النظام السوري سيكون له توابع إرهابية ولا شك، ما يفرض على دول الخليج أخذ الحيطة والحذر ومواجهة الخطر بحزم وشفافية مطلقة، وأشار إلى أنه لا يستبعد توجيه الخزانة الأمريكية مستقبلاً اتهامات لبعض المصارف الخليجية بسبب عمليات غسل أموال وتمويل إرهاب، قد لا تكون على علم مسبق بها، إلا أن تهاونها في تطبيق معايير الرقابة الدولية قد يجعلها مسؤولة عنها، وأكد أن التدفقات القذرة الصادرة لإيران وحزب الله، والواردة لخلاياها النائمة وأتباعها، ستتسبب في الإضرار بسمعة بعض القطاعات المصرفية الخليجية، خلافاً لما ستتسبب به من أضرار أمنية فادحة لدول الخليج. متى يتعلم الأمريكيون؟ وفي صحيفة (الزمان) العراقية أكد أحمــد المرشــد أن السفير الأمريكي في البحرين لم يراع الأعراف الدبلوماسية وخالفها وادعى زيفاً بأن المملكة لا تراع مبادئ حقوق الإنسان، وهى المبادئ التي نسيتها بلاده تماماً في تعاملها مع شعوب العالم، والعراق أقرب نموذج أمامنا ، ثم أن شعب أفغانستان ليس ببعيد عن آلة القتل الأمريكية التي تفتك بالعشرات والمئات بحجة محاربة القاعدة هناك، في حين أن واشنطن هي التي خلقت القاعدة وطالبان في هذه البقعة من الأرض. وكشف المرشد عن اتفاقه مع رأي أحد النواب عندما علّق على الحوار الذي أجرته إحدى الصحف مع السفير الأمريكي ، فالحوار يكشف خطورة هذا الرجل الذي لا يكتفي بالعمل الدبلوماسي ، فهو يمثل خطراً على الأمن القومي للبحرين خاصة ومجلس التعاون عامة. ولم نعرف حتى الآن لماذا كل هذا الاستعلاء الذي يتحدث به السفير الأمريكي خارجاً عن اللياقة الدبلوماسية المعهودة في عمل السفراء وانحيازه بشكل سافر إلى ممن هم موالين لإيران هنا في المملكة والعراق. وأكد المرشد أن النائب أصاب عندما وصف السفير الأمريكي بانه سفير لدولة قاتلة مجرمة، ذبحت مئات الألوف في العراق وأفغانستان بدم بارد، وتزهق الأنفس البريئة في باكستان بطائراتها القاتلة، وتعيث في الأرض فساداً، وتعتقل الأبرياء بغوانتنامو، وتتآمر على قتل الفلسطينيين وتصفية قضيتهم، ففاقد الشيء لا يعطيه. ولهذا ، لا يحق لمثل هذه الشخصيات بأن تتدخل في شؤوننا الداخلية وتمنح لها الحق في تعليم الشعب البحريني دروسا عن احترام حقوق الإنسان والديمقراطية ، ونحن لا نقبل منه دروساً ، وعليه أن يوجهها لقياداته في بلاده. تجاوز الأعراف الدبلوماسية وتساءل المرشد :«هل يعقل ما قاله هذا الشخص الذي جاوز كل الأعراف الدبلوماسية عندما زعم إن جمعية الوفاق ليست مثيرة للأزمات، وأنه غير مقتنع بان إيران تتدخل في الشئون الداخلية لمجلس التعاون .. وهنا نتساءل كيف يقول إن إيران لا تتدخل في شؤون مجلس التعاون رغم أنها لا تكف عن تهديد دول المجلس، وتهديد البحرين بالغزو، وبأنها جزء منها، وتحتل الجزر الإماراتية الثلاث، وتقدمت بشكاوى إلى الأمم المتحدة ضد البحرين والسعودية، وترعى ما يسمى المعارضة البحرينية وتوجهها بناء على معتقدات ولاية الفقيه، وتصريحاتها وبياناتها مستمرة ومتكاثرة ضد البحرين والسعودية وتسيطر على العراق وتتحكم فيه؟ .. أبعد كل هذا يقول أحد إن إيران لا تتدخل بشؤون المجلس؟ الم يرى هذا السفير عنف أنصار الوفاق ثم يدعي أن بلاده ملتزمة بأمن البحرين واستقرارها، وهو الذي يتحدث بلسان هؤلاء وكأنه سفيرا للوفاقيين والإيرانيين”. وأضاف المرشد أن هذا الموقف لأحد ممثلي الشعب إنما هو مطلب جميع مكونات الشعب البحريني الذين يؤكدون على هذا الرأي فقد ضاق مجتمعنا ذرعاً بهذه التصرفات الغير مسؤولة وهنا لا بد لنا أن نعيد ما اكد عليه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى خلال ترؤس جلالته جلسة مجلس الوزراء بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء. فجلالة الملك طالب الإعلام البحريني بان يكون له دور بارز واستباقي وألا يكون قائماً على ردود الأفعال فقط، بل يجب أن يكون إعلاما فاعلا في خدمة الوطن واستقراره . ولهذا ، نحاول إبراز مواقف السفير الأمريكي المخجلة والخطيرة في نفس الوقت، انطلاقاً من قول جلالة الملك بان البحرين ولله الحمد قادرة برجالها المخلصين على حفظ أمنها مهما تنوعت أساليب الإرهاب. شكوى ضد السفير الأمريكي ونوّه المرشد إلى أن المطالب بضرورة تحرك أجهزة الدولة لوضع حد لهذا الرجل الذي يتحرك بأجندة خطرة على الأمن القومي، وأن تتقدم الخارجية بشكوى إلى الجهات الأمريكية ضده، لم تكن سوى كون هذا المطلب المهم هو مجرد وسيلة لوقف تحركات هذا السفير المشبوهة ووقف تمكين المعارضة الموالية لطهران من تحقيق أجندتها تحت ادعاءات كاذبة عن الديمقراطية وحقوق الإنسان. وهذا بالضبط هو الدور الحيوي للإعلام لكي يبرز تلك المخاطر على امن المملكة وكيفية تلافي تبعاتها على الوطن. واعتبر المرشد أن ما يفعله السفير غير المرغوب فيه هو تحريض سافر لبث الكراهية والعنف والإرهاب في مجتمع يسمو للتسامح لولا تصرفات البعض البعيدة تماما عن الدين والتي تخل بالأمن والاستقرار، وقال :« وعندما يقول جلالة الملك المفدى إن شعبنا قادر على إدارة خلافاته والتحاور بشأنها من دون وساطات خارجية، فالمعنى واضح وهو أن الشأن البحريني هو شأن بحريني ولا نريد تدخلاً من أحد أو يعلمنا دروساً .. لا هذا السفير ولا غيره”. الصفويون والبعث .. حلــف المتناقضــات ! وفي صحيفة (الجزيرة) السعودية وصف محمد بن عيسى الكنعان سياسة إيران الخارجية بالتناقض، وقال:« التناقض الذي أعنيه يبدو جلياً في حالتي المقاومة ضد إسرائيل في لبنان وفلسطين، مقابل المقاومة في الشيشان ضد الروس، فليس خافياً الدعم بأشكاله السياسي والعسكري والمالي، الذي قدمته وتقدمه حكومة طهران لحركات المقاومة في لبنان (حزب الله) وفلسطين (حماس والجهاد)، في مقابل رفضها دعم المقاتلين الشيشان بأية صورة كانت، كونها تعتبر الشيشان مسـألة روسية داخلية. لكن هذا الموقف الإيراني لا يعتبر استدعاء حكومة البحرين لقوات دول مجلس التعاون الخليجي شأناً داخلياً، بل تتواقح معتبرةً الوجود السعودي في البحرين احتلالاً بحجة أن الشعب البحريني هو من يقرر مصيره بنفسه، بينما ترمي بثقلها في سوريا لدعم ومشاركة النظام البعثي المجرم ضد ثورة الشعب السوري نحو الحرية، كما تتحكم في لبنان من خلال حزب الله، الذي يتباه ى أمينه وقادته بإعلان الولاء لمرشد الثورة الإيرانية على حساب الانتماء الوطني، فضلاً عن إدارتها العراق بحكومة طائفية لا تخفي ارتباطها بإيران من جهة ومن جهة أخرى علاقتها الوثيقة بأميركا، التي يراها الإيرانيون الشيطان الأكبر في أكاذيب شعاراتهم، كل ذلك ليس احتلالاً بغيضاً، أو تدخلاً سافراً، أو مخالفة لأبسط قيم الوحدة الإسلامية الحقيقية”. وقال الكنعان إنه من المفترض أن يكون البعث السوري (العربي) هو أول من يقف في وجه المشروع الإيراني (الفارسي) في المنطقة العربية، ليس لمنعه من تحقيق أهدافه بتشكيل الهلال الصفوي، إنما لأنه يتعارض تماماً مع مبادئ هذا الحزب على مستوى (البعد القومي والفكر السياسي والعمل الاقتصادي)، غير إن الذي اتضح في أجواء الثورة السورية المجيدة أن البعث مجرد غطاء لحركة مذهبية نصيرية بيد الصفويين، فارتباطات التاريخ تملي على الواقع حلف المتناقضات. سورية والبحرين وإيران! وطرح مبارك بن شافي الهاجري في صحيفة (الوطن) الكويتية سؤالاً يطرحه كذلك بعض الأخوة الذين تثور مشاعرهم عند انتقاد التدخلات الإيرانية في سورية: لماذا تنتقدون ما يحدث في سورية من أعمال وحشية ولا تفعلون ذلك تجاه ما يحدث في البحرين؟ ولو كان ما يحدث في البحرين مثل ما يحدث في سورية لكان لنا الموقف نفسه، لكن الأمر مختلف جداً. وأكد الهاجري أنه ضد القمع في كل مكان، ومع أي مطالب شعبية تطرحها الشعوب بطرقٍ سلمية، فهل ما يحدث في البحرين كذلك؟ وهل ما يحدث في سورية يشبه ما يحدث في البحرين؟ هل استخدم النظام في البحرين طائراته وصواريخه وراجماته لقصف المتظاهرين، أم أنه حاول الجلوس مع قياداتهم وعفا عن مسيئيهم، على الرغم من الممارسات غير اللائقة، والتعدي السافر على الممتلكات ومنشآت الدولة، والشعارات الداعية للتبعية لإيران وملاليها؟ وأضاف الهاجري :« أنتم أيها السادة تدعمون الثوار في البحرين ضد النظام، وتدعمون النظام في سورية ضد الشعب السوري المنكوب! وكذلك تفعل إيران، تطالب بالحرية للشعب البحريني، وكأنما وكّلها البحرينيون لفعل ذلك، وتحرم الحرية على السوريين! التناقض ليس في مواقفنا، التناقض في مواقفكم أنتم، تدّعون كذباً وبهتاناً أن الناس مظلومون في البحرين وفي القطيف، وتجيّشون الجيوش، وتخططون في لندن وفي طهران وفي لبنان لقلب أنظمة الحكم في الخليج، وتشعلون الفتن في كل مكان. أما الشعب السوري المنكوب، والذي تُمارس عليه صنوف من التنكيل من قبل النظام الفاجر في سورية، فأنتم ترون آنه مجموعات من الإرهابيين تحاول تقويض نظامٍ إصلاحي (زعمتم!)، وترون النظام في سورية نظاماً عادلاً ومقاوماً لا يجب القيام عليه!...نحن، أيها الأخوة، نرى إيران عدواً تجب مقاومته، وكف يده عن التدخل في شؤوننا الداخلية، سواء في دول الخليج أو في الدول العربية، ليس لأسباب طائفية كما تزعمون، ولكن لأننا لا نشعر ولا نقبل ولا نرضى بالتبعية لها”. مغالطات وأكاذيب الأسد ووصف طارق الحميد في الشرق الأوسط ما جاء في حوار بشار الأسد مع صحيفة تركية أنه ملئ بالمغالطات والأكاذيب، وقال: إن المغالطات لا تقف هنا فقط، فعندما يقول الأسد: أين تركيا من القتل في الخليج، فعن أي خليج يتحدث؟ هل يقصد البحرين؟ فلم يحدث في البحرين ما يمكن مقارنته بحجم الجرائم في سوريا. فعدد القتلى كان محدوداً، ومن الطرفين؛ الشرطة والمتظاهرين، كما إن ما حدث في البحرين كان تدخلاً إيرانياً، بينما ما يحدث في سوريا - ومنذ عام ونصف العام - هو جريمة أسدية تشارك فيها إيران وموسكو. والأهم من كل ذلك أيضاً أن نظام الأسد نفسه اعتبر ما يحدث في البحرين وقتها شأناً داخلياً حين اندلعت المواجهات هناك. فهل نسي الأسد ذلك، أم أن موقف نظامه من البحرين وقتها كان محاولة شراء صمت دول الخليج على جرائمه في سوريا؟