عواصم - وكالات: استمرت وتيرة العنف في سوريا في التصاعد حاصدة مزيداً من الضحايا، وبلغت تداعيات النزاع أمس الأراضي اللبنانية المجاورة مجدداً حيث قتلت فتاتان إحداهما لبنانية والأخرى سورية في حادثي قصف وانفجار، ومن جهته، أقر الموفد الدولي إلى سوريا كوفي أنان بأنه “لم ينجح” في مهمته بعدما بقيت خطته للخروج من الأزمة حبراً على ورق.

وتسببت أعمال العنف في سوريا أمس بمقتل ستين شخصاً، هم 31 مدنياً و19 عنصراً من قوات النظام وعشرة مقاتلين معارضين وجنود منشقين.

وتتواصل العمليات العسكرية في ريف حلب في شمال سوريا حيث تعرضت بعض القرى والبلدات صباح أمس لقصف هو الأعنف منذ بدء العمليات العسكرية قبل أشهر، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أفاد عن اشتباكات بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية في مدينة أعزاز. وتسبب القصف والاشتباكات بمقتل ثلاثة مدنيين وثلاثة مقاتلين معارضين.

في دمشق، قتل شخص في إطلاق رصاص في حي التضامن مصدره القوات النظامية السورية، بحسب المرصد. وكان هذا الحي شهد الجمعة اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين.

وأفاد المرصد عن اقتحام القوات النظامية حي برزة في مدينة دمشق وسط إطلاق رصاص كثيف أسفر عن مقتل سائق سيارة، مشيراً إلى اشتباكات بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية.

وذكر ناشطون أن عدداً كبيراً من أحياء العاصمة بينها برزة نفذت إضراباً تكريماً لـ “شهداء الثورة”. وأظهرت أشرطة فيديو نشرت على شبكة الإنترنت شوارع في العاصمة وفي قرى الريف الدمشقي بدت فيها كل المحال التجارية مقفلة.

وقال المرصد إن القوات النظامية “أقدمت على خلع أقفال المحال التجارية في أسواق عدة في دمشق التزمت بالإضراب”.

وقتل شاب في مدينة التل في ريف دمشق إثر إصابته برصاص قناص بعد منتصف ليل الجمعة السبت، بحسب المرصد.

ووجه أهالي خان شيخون “نداء استغاثة” إلى “العالم الحر” عبر المرصد دعا إلى “إنقاذهم من الموت الذي يعيشونه كل يوم بسبب القصف المستمر للمدينة والإعدامات الميدانية التي تقوم بها القوات النظامية وأجهزة المخابرات وفرق الشبيحة في حق أهالي المدينة”. وأفادت الهيئة العامة للثورة بعد الظهر عن “استمرار القصف بالمدفعية والهاون والرشاشات الثقيلة على حيي القرابيص وجورة الشياح”. وقتل مقاتل في اشتباكات مع القوات النظامية في حي الخالدية في المدينة.

كما قتل مواطن جراء القصف على مدينة الرستن، واثنان جراء القصف على بلدة الغنطو في ريف حمص. وقتل أربعة جنود منشقين في اشتباكات مع القوات النظامية في دير الزور ودرعا وريف دمشق. كما قتل 19 عنصراً من القوات النظامية السورية إثر تفجير سيارة واشتباكات في محافظات دير الزور وحلب وريف دمشق ودرعا، بحسب المرصد الذي افاد أن القمع أسفر عن مقتل 17 ألف شخص بينهم 12 ألف مدني منذ مارس 2011.

وفي تداعيات النزاع السوري على لبنان المجاور، قتلت شابة لبنانية في سقوط قذيفة مصدرها الأراضي السورية على منطقة وادي خالد الحدودية اللبنانية فجر أمس، وقتلت فتاة أخرى سورية في الثامنة في انفجار في المنطقة ذاتها تبين أنه ناتج عن لغم.

وذكر التلفزيون السوري في شريط أخباري أن “القوات المختصة تصدت لمحاولة تسلل مجموعات إرهابية مسلحة من لبنان في موقع السرحانية في ريف القصير، وقتلت وأصابت العشرات”.

وقال المصدر الأمني اللبناني إن “قذائف صاروخية عدة مصدرها الجانب السوري سقطت فجراً على منطقة وادي خالد، ما تسبب بمقتل ناديا العويشي (19 عاماً) في قذيفة أصابت منزلها الواقع على بعد حوالي 150 متراً من مجرى النهر الكبير الذي يفصل بين البلدين في تلك المنطقة، وإصابة خمسة أشخاص آخرين بجروح”.

وبعد بضع ساعات، وقع انفجار في تجمع خيم لبدو نازحين من سوريا في قرية الهيشة الحدودية في منطقة وادي خالد، ما أدى إلى مقتل فتاة (8 أعوام) وإصابة خمسة أشخاص آخرين بجروح بينهم والدا الفتاة وجروحهما خطرة، بحسب مصدر طبي.

ومن جهته، أمر الرئيس اللبناني ميشال سليمان باتخاذ التدابير لمنع سقوط ضحايا بين المدنيين لأي سبب، بينما وضع الجيش اللبناني قواته في شمال البلاد في حالة استنفار قصوى لمنع خرق الحدود اللبنانية السورية. ومن جهته، قال أنان “هذه الأزمة مستمرة منذ 16 شهراً، لكن تدخلي بدأ قبل ثلاثة أشهر. تم بذل جهود كبرى لمحاولة إيجاد حل لهذا الوضع بالسبل السلمية والسياسية. من الواضح أننا لم ننجح. وقد لا تكون هناك أي ضمانة بأننا سوف ننجح”. وتابع “لكن هل قمنا بدرس حلول بديلة؟ هل طرحنا الخيارات الأخرى على الطاولة؟ هذا ما قلته لمجلس الأمن الدولي”، مشيراً إلى أن هذه المهمة “ليس مفتوحة زمنياً، مثل دوري أنا”.