الخرطوم - وكالات: ­اغتال مسلحون في جنوب كردفان رئيس المجلس التشريعي في هذه الولاية السودانية التي تشهد معارك عنيفة بين الجيش والمتمردين، كما أعلنت السلطات أمس، مشيرة إلى أنه قتل مع سبعة أشخاص آخرين في كمين مسلح نصبه المتمردون، وهو اتهام سارع هؤلاء إلى نفيه.

وقال الجيش السوداني في بيان أوردته وكالة الأنباء الرسمية (سونا) إنه “في سلوك غادر ومشين أقدمت قوات تتبع للحركة الشعبية والجيش الشعبي في جنوب كردفان (الجمعة) على عملية الاغتيال بدم بارد لكل من إبراهيم بلنديه رئيس المجلس التشريعي بولاية جنوب كردفان، وفيصل بشير الأمين العام للتخطيط الاستراتيجي بالولاية، وعلي مطر المعتمد السابق بمحلية شيكان بولاية شمال كردفان وعدد من المرافقين”.

وأضاف البيان انه “بينما كان الوفد الذي يترأسه رئيس المجلس التشريعي في زيارة تفقدية للموسم الزراعي (...) اعترضتهم مجموعات مسلحة تتبع للحركة الشعبية وهم عزل في سيارات مدنية بدون حراسة حيث قامت المجموعات بعملية التصفية الجسدية لهم جميعا”. غير أن المتحدث باسم الجيش الشعبي ارنو غوتولو لودي قال أمسان “لا علاقة” للحركة المتمردة بهذا الكمين، مرجحا أن يكون ما جرى نتيجة “صراعات داخل حزب المؤتمر الوطني” الحاكم في الخرطوم. وفي غضون ذلك، أعلنت مجموعة مدافعة عن حقوق الإنسان أمس أن ناشطين وسياسيين وطلابا هم بين اشخاص “كثيرين” تم اعتقالهم الجمعة في السودان على هامش تظاهرات مناهضة للنظام. وقالت منظمة الدفاع عن الحقوق والحريات إن هذه الاعتقالات جرت بعدما فرقت الشرطة، مستخدمة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، متظاهرين كانوا يحتجون على النظام لدى الخروج من المساجد في الخرطوم. وذكر مسؤول في هذه المنظمة التي طالبت بالإفراج عن المعتقلين أن “الحكومة قامت باعتقالات عدة في صفوف ناشطين وسياسيين وطلاب” من دون أن يحدد عدد المعتقلين الجمعة. وفي أديس أبابا، جدد السودان وجنوب السودان أمس التزامهما بوقف الأعمال الحربية بينهما على خلفية خلافاتهما الحدودية وتقاسم عائدات النفط، غير أنهما لم يتوصلا بعد إلى توقيع اتفاق، على ما أفاد مسؤولون.

وقطع البلدان هذا التعهد في ختام مفاوضات جرت في مقر الاتحاد الأفريقي في العاصمة الأثيوبية، عشية إحياء الذكرى الأولى لاستقلال الجنوب. وقال وزير الدفاع السوداني عبدالرحيم محمد حسين للصحافيين “لقد وافقنا .. باجماع الطرفين على عدم استخدام القوة بعد الآن لتسوية خلافاتنا، وتعهدنا بوقف الأعمال الحربية”.

كما اضاف ان الطرفين وافقا على “تعزيز وتحسين التوافق السياسي الذي كان قائما قبل ذلك بين البلدين”. وقال إن “تحديد (المنطقة العازلة) ليس هدفا بحد ذاته، ما نسعى اليه هو تطبيع العلاقات بين البلدين”. واعرب مفاوض جنوب السودان باقان اموم عن إرتياحه “للذهنية” الجديدة التي سادت في ختام المفاوضات، مؤكدا استعداد بلاده لاقامة علاقات جديدة مع الخرطوم. وقال “سنبحث جميع المواضيع، الأمن والاقتصاد، وكذلك التجارة والنفط .. وتعهدنا بتسوية مشكلة الحدود”.

وقال المفاوض إن المحادثات ستشمل منطقة ابيي، مؤكداً أن الطرفين متفقان على إقامة منطقة مفتوحة أمام التجارة على هذه الحدود. وأعلن كبير المفاوضين ثابو مبيكي رئيس جنوب أفريقيا السابق أن الطرفين سيتوصلان قريباً إلى اتفاق سلام. كما قال “إننا على قناعة .. بأن النهج الذي اعتمده الطرفان سيرسي القواعد لحل سريع للمسائل المطروحة”.