كتب عادل محسن:

مات محمد والآن هو وحده من بين إخوته المبتلين بذات المرض ماعادت تعنيه عداوة الشمس ولا مرضه النادر، «عزائي الوحيد أنه لن يتألم هذا الصباح» يقول شقيقه الذي عايش مرض أخيه وعاشه بكل تفاصيله النادرة المؤلمة. ويضيف «ذهب إلى حيث لا شمس تلوح بالموت كل يوم وإلى جوار رب كريم يعوض الصابرين». محمد حارب الموت حتى الرمق الأخير، وكانت كلماته الأخيرة لـ«الوطن»: «أتمنى نشر الخبر بأسرع وقت لأنني لم أعد قادراً على النوم..حتى المسكنات لا تساعدني»، بينما كانت آخر تغريداته على تويتر «عمر الزمن ما حقق لخاطري شي جعل العوض في مقبلات الليالي»، لكن الموت كان أسبق من الجميع. حرقة الإخوة الثلاثة على موت شقيقهم، الذي يوارى جثمانه الثرى صباح اليوم بمقبرة الحنينية، لم تخفِ توجسهم حول الضحية المقبلة لمرض استقر في دمهم وبدأ ينهش في جلدهم ويحيله إلى انتفاخات حمراء عقب التعرض للشمس، قبل أن ينتقل إلى أعضاء أخرى يدمرها رويداً وربما يسبب السرطان في مثل حالة محمد الشقيق الأكبر.