عمان - محمد لوري:

نقل رئيس كتلة الأصالة الإسلامية النائب عبدالحليم مراد عن لاجئين سوريين في الأردن ممارسة عناصر إيرانية وأخرى من حزب الله القتل والاغتصاب في شوارع سوريا والمجتمع الدولي يراقب فقط دون أن يوقف هذه التدخلات، واصفاً ذلك بأنها جريمة لم يسبق لها مثيل من البشاعة.

وأكد عبدالحليم مراد، خلال زيارة وفد من جمعية التربية الإسلامية للاجئين السوريين في عدد من المناطق الحدودية مع الأردن وبعض مناطق العاصمة عمان، أن الوفد كان يعتزم إطلاق حملة المليون دينار ولكن بعد أن اطلعنا على أوضاع اللاجئين ومدى سوء معيشتهم سنطلق حملة الخمسة ملايين دينار.

وأضاف «استنجدت حرائر سوريا بالشعب البحريني وقلن للوفد «نحن أعراضكم نستغيث بكم وبنخوتكم العربية الإسلامية».

وتكوّن الوفد من النائب الثاني لمجلس النواب الشيخ عادل المعاودة ورئيس كتلة الأصالة عبدالحليم مراد والنائب السابق حمد المهندي ود.فيصل الغرير ورئيس لجنة الإغاثة بجمعية التربية الإسلامية ناصر لوري إضافة إلى الإعلاميين سامي سيار ومحمد لوري وانضم للوفد النائب الكويتي د.وليد الطبطبائي حيث شارك مع الوفد في زيارة مخيمات اللاجئين والاطلاع على أحوالهم واحتياجاتهم.

وبدأ الوفد زياراته الميدانية فور وصوله بالتعاون مع عدد من الجمعيات الأردنية المختصة حيث زار الوفد في البداية جمعية الكتاب والسنة في عمان للاطلاع على آخر أخبار ومستجدات اللاجئين والتأكد من احتياجاتهم لتوجيه التبرعات بالشكل السليم.

وقال مدير الجمعية زايد حماد «أطلقت جمعية الكتاب والسنة حملة «الجسد الواحد» لإغاثة اللاجئين السوريين في الأردن، وجاءت هذه الحملة بعد أن تجاوز عدد الأسر المكفولين في الجمعية 8 آلاف أسرة سورية حيث توفر الجمعية إيجار البيت وتأثيثه إضافة لطرد غذائي شهري ومساعدة مالية شهرية، كما تعمل الجمعية على علاج الجرحى والتكفل بالعمليات الجراحية للمصابين». وأضاف زايد «على جميع المسلمين المبادرة بنجدة إخوانهم من الشعب السوري في الداخل والخارج لدعم صمودهم في وجه الطغيان ولتحقيق النصر بإذن الله تعالى».

بعد ذلك توجه الوفد لزيارة بعض عوائل الشهداء وأبنائهم بالتنسيق مع جمعية المركز الإسلامي في مدينة المفرق الأردنية حيث زار الوفد بعض العوائل واستمع لمآسيها، كما أقام المركز الإسلامي احتفالية للاجئين الذين يستحقون التبرعات لتموين معيشتهم على الحدود وتضمن الحفل عدداً من الفقرات وكلمة للنائب عادل المعاودة والنائب عبدالحليم مراد، كما قامت الفرقة الإنشادية بإنشاد عدد من الأناشيد الحماسية التي أشعلت الحماس في الجمهور.

ووزع أعضاء الوفد المعونات على الأسر المحتاجة للمساهمة في تعديل أوضاعهم المعيشية من إيجارات للبيوت ومؤن يومية.

توزيع المساعدات على الجرحى

وفي اليوم التالي زار الوفد الجرحى المنقولين من الحدود السورية إلى المستشفى التخصصي في عمان حيث رافق الوفد أم عبد الله المسؤولة عن المصابين من اللاجئين لتأخذ الوفد في جولة على الجرحى في جميع أرجاء المستشفى للاطلاع على حالاتهم حيث قام الوفد بتوزيع المساعدات على الجرحى وأهاليهم والمساهمة في العلاج حيث تنوعت الإصابات بين شلل كلي ونصفي إلى بعض الإصابات برصاص النظام السوري في أماكن متفرقة.

ومن الحالات التي قابلها الوفد شاب سوري ووالده كانا بغرفة واحدة وكانت جريمتهما أنهما أوقفا السيارة أمام المنزل وأرادا الدخول وإذا بقوات الأمن تفتح النار عليهما.

كما زار الوفد أحد المصابين بقذيفة هاون في ظهره و عند استعلام الوفد عن كيفية الإصابة قال المصاب «كان هناك عدد من الأطفال في الساحة فركضت مسرعاً للحاق بهم و إدخالهم إلى الملجأ لينجوا من القصف و قبل وصولي لهم أصابتني قذيفة هاون وعدد من الشظايا لتسبب لي هذه الإصابة و الشلل النصفي الدائم».

وبالتنسيق مع أحد الناشطين السوريين في عمان قام الوفد بزيارة عدد من بيوت اللاجئين والمصابين للاطلاع على الأوضاع المعيشية السيئة التي يعيشونها حيث يعيش كل 5 أشخاص في غرفة لا تتسع في الواقع إلا لشخصين! وقام اللاجئون بترتيب فقرة شعرية للوفد واستمع الوفد لعدد من القصص والحالات لتختتم الجولة بتوزيع المساعدات عليهم والدعاء لهم.

«كرفان» لكل أسرة لاجئة

وفي زيارة لمدينة الرمثا الحدودية زار الوفد جمعية التكافل الإسلامية حيث استعرض رئيس الجمعية خالد النواصرة الأعمال التي تقدمها الجمعية لخدمة اللاجئين وأسرهم كما كشف عن عدد من المشاريع التي هي قيد التنفيذ.

وقال مدير الجمعية الشيخ خالد النواصرة «سيتم صرف بيت «كرفان» لكل أسرة لاجئة، مكون من غرفتين وحمام ومطبخ بأحدث وأجمل الصناعات الحديثة، وهذا الإسكان سيكون فيه مركز أمني وصحي وآخر توعوي، ومصلى للرجال والنساء، وقاعة لتعليم الأولاد، وسوق تجاري».

وأضاف النواصرة « تبلغ كلفة الوحدة الواحدة ألفي دينار، علماً بأن البيوت سيتم صرفها للأسر التي فقدت منازلها في الأزمة مما سيوفر لها سكناً خلال هذه الفترة وفترة ما بعد انتهاء الأزمة وهذا يعد من الصدقات الجارية في الحياة وبعد الممات». من جانب آخر، أكد د.فيصل الغرير ضرورة المساهمة في إغاثة إخواننا من اللاجئين السوريين بكل ما تجود به النفس و قال إن ما رأيناه على الحدود الأردنية السورية ما هو إلا فيض من غيظ و أحوال اللاجئين مأساوية بشكل غير متوقع».

وأضاف «القضية السورية قضية مهمة وتحتاج للدعم، فأنا أوجه رسالة لأصحاب الأيادي البيضاء للتبرع لنصرة إخوانهم في الدين».

حملة الـ 5 ملايين دينار

وقال رئيس كتلة الأصالة عبدالحليم مراد «لما انطلقنا في رحلتنا عزمنا على إطلاق حملة المليون دينار ولكن عندما رأينا المآسي الكثيرة وكثرة المصابين بعاهات مستديمة خاصة الأطفال فسنطلق حملة الخمسة ملايين دينار وشعب البحرين الكريم أهل لذلك».

وقال مراد «الذي أنقذ البحرين في أزمتها بعد الله عز وجل هي المشاريع الإغاثية سواء في غزة أو الصومال أو باكستان وحالياً في سوريا (لأن صنائع المعروف تقي مصارع السوء).

وأضاف «من العجيب إننا كل ما سألنا الأسر النازحة والمصابين عن أحوالهم سألونا عن أحوال البحرين وكانت ألسنتهم تلهج بالدعاء للبحرين، وهذه رسالة أنقلها إليكم من حرائر سوريا، وقلن: «نحن أعراضكم نستغيث بكم و بنخوتكم العربية الإسلامية».

كما أكد مراد على التدخلات الإيرانية في سوريا وقال «كل الأسر التي التقينا بهم أكدوا تورط إيران وعناصر من حزب الله في قتل وانتهاك أعراض النساء، وأن الجريمة التي يقوم بها النظام لم يسبق لها مثيل في البشاعة».

من جانبه قال عضو الوفد ناصر لوري إنه يجب اتخاذ خطوات جادة لنصرة الثورة السورية والتبرع بما تجود به أنفسهم وخصوصاً أن ما تمر به سوريا كانت ستمر به البحرين لو نجحت المعارضة في عمليتها الانقلابية. وناشد لوري أصحاب الضمائر الحية الالتفات إلى معاناة الآلاف من إخوانهم الجرحى واللاجئين والمبادرة بالقيام بالواجب الشرعي والإنساني نصرة لإخوانهم السوريين الذين يتعرضون لأقسى أنواع المعاناة والتنكيل، حيث يفتقرون إلى مستشفيات ميدانية كافية والمعونات الإغاثية والمواد الغذائية والمعدات الطبية. وأوضح أن اللاجئين والجرحى السوريين رغم حجم المعاناة التي يعيشونها يحملون هم البحرين ويسألون عن الأوضاع فيها ويتلهفون للاطمئنان على البحرين وشعبها، مشيراً إلى تأكيداتهم بوجود قوى طائفية وراء معاناة كلا البلدين، مثمنين الدعم الرسمي والشعبي البحريني ووقوفهم إلى جانب الشعب السوري في محنته.