برهن المصنع الإيطالي من جديد أنه بطل الاستراتيجيات الخاطئة، وذلك عندما حرم سائقيه الإسباني فرناندو الونسو والبرازيلي فيليبي ماسا من تحقيق النتيجة المطلوبة على حلبة الصين الأحد في ثالث جولات بطولة العالم لسباقات سيارات الفورمولا1. فيراري التي تصدر سائقها الونسو ترتيب بطولة العالم في ماليزيا قبل 3 أسابيع لم تجد له من فرصة سوى احتلال المركز التاسع في سباق الصين بعدما كان في وضع ممتاز مع مرور ثلثي اللفات، وهو يطارد متصدر السباق الألماني نيكو روزبيرغ (سائق مرسيدس) على الإطارات الناعمة، قبل أن يتحول للإطار الأكثر قسوة. وتعاني فيراري منذ الموسم الماضي من ضعف واضح مع الإطارات المتوسطة، غير أن الضعف الحقيقي يكمن في توقيت تغيير الإطارات، وذلك بدليل ما حصل في ماليزيا عندما كانت جميع التوقيتات سليمة. ودخل الونسو في توقيت سيء للغاية لإجراء محطة التوقف الثالثة، رغم أنه كان أسرع بكثير من موكب السيارات خلفه والذي يقوده سائق رينو لوتس رجل الجليد العائد للبطولة كيمي رايكونن، ولو أن المسؤول الفني عن السباق في فيراري تركه على الحلبة لثلاث أو أربع لفات أخرى لخرج أمام الجميع وربما تمكن من مطارده روزبيرغ (الذي اتبع استراتيجية التوقف مرتين فقط) على المركز الأول. ويعود هذا المشهد بالذاكرة لليوم المشؤوم الذي خسر فيه الونسو بطولة العالم قبل عامين في أبوظبي لحساب سائق ريدبول الألماني سبيستيان فيتل، وذلك عندما توقف مبكراً فبقي عالقاً خلف سائق رينو سابقاً الروسي فيتالي بتروف وأنهى السباق سابعاً، وكان بحاجة لإنهائه رابعاً. وعودة إلى شنغهاي حيث دفع ماسا أيضاً ثمن الاستراتيجية الخاطئة التي اعتمدت التوقفين ولكن بعدما انهارت إطاراته بالكامل فتراجع من المركز الثاني إلى الرابع عشر وبقي يلهث خلف السيارات البطيئة حتى نهاية السباق. وفي المقابل يستحق روزبيرغ الإشادة على حمل أمانة فريقه مرسيدس بعد وقوعه تحت الضغط الكبير، خصوصاً وأن زميله الأسطوري مايكل شوماخر بقي للسباق الثالث هذا الموسم «يغلي» الماء، ولا يصنع الإنجاز، وهذه المرة تحمل من غير مسؤولية خطأ فريق الصيانة في تغيير الجولة الأولى من الإطارات فودع السباق مبكراً. ولم يسجل شوماخر سوى نقطة واحدة هذا الموسم حصدها من السباق الأول، رغم أنه انطلق من خط المقدمة، في وقت يواصل فيه المراقبون تأكيد أن بطل العالم السابق 7 مرات سيكون له كلمة مهمة في المواعيد اللاحقة، مما يؤكد أن مرسيدس تنافس وبشكل استثنائي على المركز الأول هذا الموسم. وكعادته التي حافظ عليها منذ انطلاق بطولة العالم 2012 دأب فريق مكلارين على ارتكاب الأخطاء في خط الصيانة، وبعدما وقع البريطاني لويس هاملتون ضحية في ماليزيا قبل 3 أسابيع، فخسر المركز الأول لحساب الونسو، وتراجع للمركز الثالث، جاء الوقت ليشرب مواطنه وزميله جنسون باتون من نفس الكأس فخسر فرصة مطاردة روزبيرغ على المركز الأول بعدما تأخر 9 ثوان إضافية جعلته يصارع رايكونن ثم فيتل قبل أن يعود لمركز الوصيف. وحافظ هاميلتون عل استقرار موسمه بحلوله ثالثاً للسباق الثالث على التوالي، تأكيداً لتصريحاته الأخيرة التي شدد من خلالها على أهمية جمع النقاط بشكل ثابت بدلاً من الفوز بسباق وتوديع آخر. ولاشك أن بطل العالم فيتل وفريقه يعانيان هذا الموسم من إيجاد معايير الضبط المناسبة، خصوصاً وأن السيارة الزرقاء التي هيمنت على الجميع في الموسم الماضي، لم تعد قادرة على التأقلم مع الإطارات على اختلافها حيث يلاحظ المراقبون التفاوت الكبير في أداء فيتل وزميله الأسترالي مارك ويبر ليس على طول السباق الواحد، وإنما من توقف في خط الصيانة إلى آخر. ومايزال بقية الصانعين ولاسيما رينو لوتس وويليامز يعانون من سوء الاختيارات والقرارات، في وقت يظهر فيه فريق الساوبر قريباً من تكرار المفاجآت هذا الموسم لولا سوء الطالع الذي رافق انطلاقة سائقه الياباني كاموي كوباياشي من المركز الثالث واستراتيجية التوقف الخاطئة التي ارتكبها المكسيكي سيرجيو بيريز وهي نسخة كربون عن استراتيجية ماسا الفيراري.