انطلقت، أمس، أعمال الملتقى العلمي الثالث عشر لشباب دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تحت عنوان “الطاقة المتجددة” بمركز الإبداع الشبابي التابع للمؤسسة العامة للشباب والرياضة ويستمر حتى 12 يوليو الحالي.
وشهد الملتقى، الذي انعقد تحت رعاية رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة هشام الجودر، حضوراً كثيفاً من جميع المستويات سواء على مستوى الفرق المشاركة أو حتى على صعيد الحضور، إذ شمل الحضور مراقب الملتقى مدير عام النشاطات الشبابية بالرئاسة العامة للشباب والرياضة بالمملكة العربية السعودية محمد الدباسي ومدير إدارة الشباب بالأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وليد الفرحان ورؤساء الوفود الخليجية المشاركة وعدد من المديرين ورؤساء الأقسام بالمؤسسة.
وأكد هشام الجودر رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة أن الملتقى يمثل فرصة للتأكيد على التوجه الذي يسود العالم أجمع نحو توجيه الطاقة المتجددة باعتبارها تنمية مستدامة في ظل التطورات الكبيرة والمتسارعة التي استوجبت تحويل مسار التنمية والاقتصاد والتجارة العالمية تجاه الاعتبارات البيئية والمحافظة على الموارد الطبيعية، وأضاف أن الأشقاء الخليجيين يجتمعون على أرض البحرين لطرح تلك الموضوعات وتعريف الشباب بما يدور عالمياً وفق هذا النسق.
وأعرب الجودر عن تفاؤله بمستقبل الشباب الخليجي الذي يقدم أروع ما لديه من عزيمة وفكر منفتح حول مختلف الأمور التي تهتم بمستقبل دولنا وكيفية النهوض بالقطاع الاقتصادي والاستثماري من خلال استخدام البيئة المحيطة بنا وتطويعها بالشكل الذي يلائم الحركة التنموية، وشكر بدوره جميع من حضر من الأشقاء للمشاركة في الملتقى والمساهمة بآرائه وبحوثه المختلفة على أمل الخروج بكل ما من شأنه خدمة المنظومة الخليجية المشتركة.
وألقى هاشم الكوهجي كلمة المؤسسة العامة للشباب والرياضة خلال الافتتاح أشار فيها إلى أن المؤسسة العامة للشباب والرياضة تطمح من خلال استضافتها للملتقى العلمي الثالث عشر لشباب دول مجلس التعاون الخليجي العربية إلى بلورة سياسة علمية إبداعية موحدة في دول مجلس التعاون تواكب طموحات شبابنا وترتقي بأفكارهم العلمية والإبداعية إلى حدود تطلعاتنا بإفراز أجيال قادرة على تحقيق إبداعاتها العلمية والمساهمة الفعلية في رسم سياسات المستقبل لأوطاننا الخليجية.
واستطرد الكوهجي “لم يعد خافياً على أحد أن مملكة البحرين تعد من الدول الخليجية الداعمة بقوة إلى برامج العمل الخليجي المشترك التي تهتم بالشباب في مختلف المجالات وخاصة العلمية منها وذلك حرصاً منها على حشد طاقات الشباب بما يضمن إعداد قيادات واعدة تحمل رسالة الخير والعطاء وتكون قادرة على المشاركة الفاعلة في صنع القرار ومواجهة التحديات التي تمس الجوانب العلمية لهذه الفئة الكبيرة”.
ويعتبر الملتقى العلمي لشباب الخليج فرصة متاحة لطرح الأفكار والرؤى بين الشباب ونظرائهم وبناء أرضية صلبة للعمل العلمي المشترك من خلال الاستفادة من التجارب الخاصة لكل شباب دول الخليج والبناء عليها وصولاً إلى إيجاد برامج متخصصة في المجالات العلمية تأخذ بيد شبابنا إلى الطريق السليم في هذا المجال وتتبنى أفكارهم والعمل على الارتقاء بها.
وشدد المشاركون على ضرورة طرح حلول علمية في مجال توفير الطاقة واستخدام الطاقة البديلة والمتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية، التي تم اعتمادها من قبل العديد من الحكومات في البلدان الأخرى، فضلاً عن حلول لمشاكل الحد من التلوث البيئي الناتج عن الصناعات الحديثة، والتوسع العمراني والزيادة في عدد السكان واستخدام التقنيات التي تستخدم لقياس الملوثات ورصدها والتعرف على حالة البيئة في الهواء والماء والتربة.
وأجمع المشاركون على أهمية الحدث الدولي لكونه يقام لأول مرة في مملكة البحرين خاصة في ظل هذا الوقت الذي تزداد فيه الاهتمامات والتوجهات العالمية تجاه حماية البيئة، مشيرين إلى أن البحرين ساهمت في المحافظة على الموارد الطبيعية من خلال تنفيذ توجيهات العمل الدولي ضمن سياسات دعم تقنيات الطاقة البديلة التي تعتبر تقنية المستقبل.
واستعرض المشاركون آخر التطورات الجارية في مجال التقنيات البديلة الهادفة إلى حماية البيئة والمحافظة على مواردها من سوء الاستعمال من خلال استعراض أحدث منجزات المنظمات الدولية والشركات في تطوير التكنولوجيا والمنتجات التي تستخدم مواد صديقة للبيئة وموارد الطاقة المتجددة والمستدامة، والتي يمكن أن تستخدم بشكل عام من قبل الجميع من دون التخلي عن الفوائد التي توفرها المنتجات الحالية لضمان التوصل إلى بيئة متوازنة مستدامة مناسبة لأجيال الحاضر والمستقبل تماشياً مع رؤية البحرين الاقتصادية 2030.
ويتوقع أن يحتضن الملتقى خلال الأيام الأربع المقبلة فعاليات عديدة تركز في المقام الأول على إثبات قدرة المشاركين على الإبداع في مجال البحث العلمي والابتكارات في الطاقة البديلة إلى جانب ورش عمل ومعارض، إضافةً إلى زيارات ميدانية لمواقع متعددة في مملكة البحرين. ومن المقرر أن يطرح المشاركون خلال الفعاليات تجارب ودراسات متعددة في المجالات التالية: المجال المعماري، المجال البيئي، المجال الميكانيكي، المجال الصحي، المجال الاجتماعي، المجال الاقتصادي، المجال الكهربائي، والمجال التشريعي.