كشف المرشد العام للإخوان المسلمين في مصر د.محمد بديع رفضه عدة طلبات تقدم بها السفير الإيراني في مصر لمقابلته، بسبب تدخلات بلاده في الخليج العربي وخاصة البحرين ودعمها نظام بشار الأسد في سوريا، مشيراً إلى أنه لن تكون هناك أي لقاءات مع الإيرانيين قبل التشاور مع “إخوتنا في الخليج العربي لأن مصيرنا واحد”.
وقال مرشد الإخوان المسلمين بمصر خلال لقائه وفداً من جمعية المنبر الوطني الإسلامي إن “ أي تدخل في الشؤون الداخلية للخليج والبحرين خصوصاً مرفوض من مصر”، مؤكداً أن “استقرار البحرين ودول الخليج من استقرار مصر”.
وأضاف أن “قيادات البحرين وشعبها وقواها الحية قادرة على حل مشكلاتها بنفسها دون أدنى تدخل خارجي”، متمنياً “سرعة عودة الأمن والاستقرار إلى شعبها المسالم”.
وأشار د.بديع إلى أن “الشعبين المصري والبحريني تجمعهما ثقافة وهوية واحدة وروابط تاريخية وحضارية عميقة وعلاقات متميزة وتعاون مستمر على مدار التاريخ وأن مصير الشعبين واحد ولا يمكن أن نسمح بأية أضرار تقع على الشعب البحريني ومملكته العزيزة على نفوسنا ولا يمكن أن نقبل أبداً أي تدخلات في شأنهم الداخلي أو أية مساومات”.
وقال إن “السفير الإيراني بمصر طلب مقابلتي مرات عدة لكني رفضت ذلك وأبلغته ضرورة تغيير مواقفهم من سوريا ودول الخليج وأنه غير مقبول نهائياً ما تقوم به إيران من دعم للقتل والتدمير الذي يجري في سوريا”.
وأضاف أنه أبلغ وسيط السفير الإيراني أنه “لا يمكن أبداً أن يكون هناك لقاءات وتعاون مع الجانب الإيراني إلا بعد أن نلتقي مع إخوتنا في الخليج ونتحاور معهم فيما يخص قضاياهم وما يجب أن يكون لأن مصيرنا واحد”.
من جانبه، أكد رئيس وفد المنبر د.عبداللطيف الشيخ أن “البحرينيين قيادة وشعباً تقدر هذا الموقف الوطني والعروبي والإسلامي لجماعة الإخوان المسلمين تجاه ما يحدث في البحرين وأنه ليس بغريب على الإخوان مثل هذه المواقف”، موضحاً أن “مشكلة البحرين لا تتعلق بقضية الإصلاحات بقدر تعلقها بالتدخلات الخارجية في البحرين واستجابة بعض القوى لهذه التدخلات ومحاولة فرضها على المجتمع البحريني”.
وقال د.الشيخ إن “المنبر الإسلامي - كما هي الغالبية العظمى من شعب البحرين- ترى أن الإصلاح لا يمكن أن يتحقق عبر أجندات خارجية مشبوهة تحاول فرض رؤيتها الأحادية على كل مكونات المجتمع وإقصاء من يخالفها في الرأي إنما من خلال توافق مجتمعي يحترم خصوصية الدولة ومكوناتها الأساسية”، مؤكداً أنه “لا مخرج من الأزمة بغير التوافق بين جميع مكونات المجتمع على ما يمكن أن يجري من إصلاحات وأنه لا يمكن لفئة مهما كانت قوتها والدعم الذي تتلقاه من الخارج أن تفرض أجندتها على شعب بأكمله”. وقالت المنبر في بيانها إنها شرحت “حقيقة ما يجري الآن على أرض البحرين من محاولات اختطاف للمملكة من جانب فئة تريد فرض وصايتها على الشعب وتغيير هويته العربية وتزييف تاريخه لمصلحة قوى إقليمية مستخدمة في ذلك أساليب العنف والتخريب”.
بدوره كشف الأمين العام لجمعية المنبر د.علي أحمد عن “كم المغالطات التي تروج لها الكثير من وسائل الإعلام عن الوضع في البحرين”، مؤكداً أن “ما يجري على الأرض هو محاولة لخطف وطن وسلخه من هويته العربية لصالح المشروع الفارسي وأن الشعب البحريني يتصدى لذلك بكل قوة”. وطالب بـ«دعم الشعوب والدول العربية والإسلامية للقضية البحرينية وعدم الاستجابة للأكاذيب والمغالطات التي يحاول البعض تسويقها حول البحرين من أجل تشويه صورتها أمام العالم”.
وأكد د.علي أنه “لا يختلف أحد حول ضرورة وجود إصلاحات حقيقية في شتى المجالات كإصلاحات سياسية ومعيشية، وتقسيم عادل للثروة، وأن النظام قابل للإصلاح وأثبت ذلك من خلال تعاطيه مع الأزمة من خلال مبادرات كانت من الممكن أن تحقق تقدماً هائلاً في العملية الإصلاحية ويستفيد منها الشعب البحريني بشكل كبير، لكن هناك من يريد أن يؤزم الوضع لتحقيق مآربه لحساب أجندات إقليمية”. يذكر أن الوفد ضم النائب السابق وعضو الأمانة العامة للمنبر الإسلامي د.سعدي محمد عبدالله ونائب رئيس جمعية الإصلاح عبدالعزيز المير.