كتب ـ أحمد عبد الله: أرجع خبراء، دوليون ومحليون، إلى رجال الدين النصيب الأكبر في التسبب بالمشكلة الأمنية والاجتماعية بتحريضهم على العنف من خلال الخطب والمنابر الدينية، واعتبروا أن المرأة لم تمارس دورها تجاه منع الأطفال من ممارسة العنف والتخريب والحرق والمولوتوف في الشارع، وحذروا، خلال ندوة بمجلس النائب أحمد الساعاتي، من “النقلة النوعية في استخدام المتفجرات”، وكشفوا عن معلومات تؤكد زيادتها خلال الفترة المقبلة، وهو ما من شأنه أن يؤثر سلباً على التسوية السياسية خاصة والوضع الاجتماعي عامة، ورحبوا بمبادرة كتلة البحرين النيابية للمصالحة الاجتماعية واشترطوا لنجاحها استقطاب رجال دين معتدلين من الطائفتين وأطراف من المعارضة ليسوا بالضرورة أن يكونوا وفاقيين. المشكلة اجتماعية وقال رئيس كتلة البحرين النيابية أحمد الساعاتي: إن الأمور هدأت بعض الشيء” موضحاً أن الحكومة وجلالة الملك يدعمون المصالحة (..) هناك دعم وتوجيه من جلالة الملك المفدى بخصوص المصالحة المجتمعية، وركز في كلمته الأخيرة على أن ملف الوحدة الوطنية من أهم الملفات الحالية، وأشار الساعاتي إلى أن كتلة البحرين ستطلق مشروع مصالحة خلال شهر رمضان بهدف تعزيز الوحدة الوطنية والتسوية المجتمعية، وأضاف: “الجميع يستشعرون خطورة الوضع الاجتماعي بالبحرين، ودورنا كنواب وكمجتمع مدني هو بذل الجهد من أجل تصحيح الوضع الذي حصل بسبب الأزمة السياسية”. وتابع: “مشروع مبادرة رمضان لكتلة البحرين يعالج الموضوع الأمني الضاغط وغير الطبيعي واستخدام المتفجرات وهناك معلومات لدينا كنواب بأن الوضع الأمني غير طبيعي، فبالإضافة إلى الاشتباكات التي تعودنا عليها يومياً هناك نقلة نوعية في استخدام المتفجرات ولدينا معلومات بأنه قد تزيد خلال الفترة القادمة”. وكشف الساعاتي: “ اطلعنا على معلومات مؤكدة بأن هناك استخداماً للمتفجرات فالموضوع الأمني من الأولويات لكونه يؤثر على التسوية السياسية وعلى الوضع الاجتماعي أيضاً”، واعتبر أن المشكلة ترتكز في الموضوع الاجتماعي، لذلك “يجب أن يفصل الجانب السياسي والأمني عن الموضوع الاجتماعي؛ لأن الموضوع الاجتماعي هو الذي تكمن فيه المشكلة الأساسية”، كما إن “التسوية السياسية تأتي بعد التسوية الاجتماعية” مشدداً على أن الموضوع البحريني يجب أن يناقش ويحل محلياً (..) فلا الكويتيون ولا الأمريكيون قادرون على أن يحلوا مشاكلنا”. دور سلبي لمواقع التواصل وأشار الساعاتي إلى أن “ساحة الإعلام الاجتماعي ومواقع التواصل تويتر والفيسبوك كان لها الدور السلبي في نشر الطائفية والدعوة للعنف والكراهية ولاتزال تمارس هذا الدور إلى الآن”، وعبر عن حرصه على التواصل بين مختلف الفرقاء السياسيين المجتمعيين، وأوضح أن المبادرة تتركز على إيقاف العنف وحرق الإطارات في الشوارع والكتابة على الجدران، إضافة إلى إقامة برامج تلفزيونية تعالج موضوع اللحمة الوطنية. وبين الساعاتي أن من ضمن الوسائل التي ستستخدمها كتلة البحرين لتنفيذ مشروعها تبادل الزيارات في عدد من المجالس الرمضانية من مختلف الطائفتين والمناطق، وإيجاد مساعدات اجتماعية للمحتاجين من الطائفتين ومن التجار من الطائفتين أيضاً، مشيراً إلى أن أسواق الحلي مستعدة للتبرع لعائلات فقيرة، وستقوم الكتلة بوضع إعلانات في الشارع تحث على اللحمة الوطنية ولو بشكل غير مباشر. ورأى الساعاتي أن الخلافات السياسية لا ضير أن تستمر وأنها ظاهرة طبيعية والحكومة راضية بها، وأشار إلى أنه ليس لكتلة البحرين أي اتصال مع المعارضة والوفاق (..) ولكننا نستهدف شريحة المواطنين غير المنتمين للجمعيات السياسية”، وأكد أن “بعض الآباء والأهل مؤمنون بالتخريب والمعارضة ترى أن هذا شيء مشروع”. وأوضح أن الكثير من المواطنين بدأوا يتواصلون مع الكتلة، وقال:«وحتى الساعاتي نفسه، الذي كان مقاطَعاً ومن يزوره يتكتم على الزيارة، أصبح اليوم الناس يأتونه بشكل علني ويعرضون عليه المشكلات التي تعترضهم”. البعد الديني للمبادرة وثمن المتخصص في الإعلام ومبعوث الأمم المتحدة الإنمائي د.روحي أفغاني مبادرة كتلة البحرين قائلاً: يجب أن يتم إدخال البعد الديني في المبادرة نتيجة لروح رمضان وأن تعطى طابعاً روحانياً يتناسب مع أجوائه، واعتبر أن إشراك رجال الدين في مشروع المصالحة الوطنية، يكون أسرع إذا كان مع رجال الدين المعتدلين”، وأضاف أن الزيارات المتبادلة هامة جداً وستؤدي مفعولها مع الوقت، داعياً إلى ألا توضع الملفات السياسية على الرف نتيجة للوضع السياسي غير الصحيح، رغم أهمية العمل على إيجاد منطقة آمنة محايدة. ودعا أفغاني كتلة البحرين للبحث عن شريك في الجهة الأخرى (المعارضة) ليس بالضرورة أن يكون الوفاق، وأكد أهمية إدخال شركاء من مختلف الجهات السياسية لهذا النوع من المبادرات حتى تؤدي النتائج المرجوة منها. وأشار أفغاني إلى أن قطع الشوارع أصبح مثل اللعبة اليومية للأطفال (..) تجب معالجة جذور المشكلة من خلال قيام الأمهات والأسر بالدور المنوط بها ولا تكفي معالجة العوارض، ورأى أن أي مبادرة جدية يجب أن تحظى بإشراك وقبول الجهات السياسية، والقيادات المجتمعية (رجال الدين المثقفين وقادة الرأي) إضافة إلى القبول المجتمعي. دور المرأة ودعت د.ألما جاد الله من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى اعتماد أدوات التحليل للتوصل لاتفاق على صياغة المشكلة وتشخيصها، إضافة إلى استخدام أدوات التحليل المصاحب لسير العمل في مشروع المبادرة بشكل أسبوعي، لتحديد خارطة المشكلة، حتى نصل إلى الحل الأمثل. لافتة إلى أنه لا يمكن لمن يأتي من الخارج أن يدرك الصورة كاملة على ما هي عليه، وعبرت عن اعتقادها أن المرأة لم تقم بدورها تجاه الأطفال الذين يمارسون التخريب في الشارع، قائلة: “يجب على المرأة البحرينية النشطة أن تدرك دورها في المحافظة على تربية الأطفال وثنيهم عن القيام بأعمال التخريب”. ولفتت إلى أن زوجات رجال الدين عادة ما يكون لهن دور كبير في خلق الأزمات، وأن موقعهن يسمح لهن بمستوى كبير من التأثير. وتحدثت عن حوار شاركت فيه بين مختلف الطوائف الدينية في العراق ومستوى الغبش الحاصل لدى الكثير من المشاركين، قائلة: إن كلمة حوار تعني بالنسبة لرجال الدين إلقاء خطبة.! دور رجال الدين من جهته قال رئيس مبادرة “تواصل” علي البقارة إن رجال الدين من الطرفين يذكون الأزمة من خلال اعتماد القصص والروايات التاريخية، وسيكون لهم دور كبير في تقريب وجهات النظر، خلال شهر رمضان”، ورأى أن المشكلة الحالية مصدرها المنابر الدينية. وأكد رئيس جمعية الميثاق محمد البوعينين وجود مشكلة حقيقية كبيرة يجب عدم التقليل من شأنها، مشيراً إلى أن الأزمة أصبحت سنية شيعية، ليس على مستوى الأفراد ولكن على مستوى الجمعيات والتكتلات، موضحاً أن السبب التخندق السياسي الجمعي، ووصف الوفاق بأنها جمعية دينية انبثقت عن فرع حزب الدعوة، الذي أنشئ في العراق، التابع لحزب الله اللبناني، واعتبر أن المصالحة الوطنية يجب أن تكون على المستوى الجمعي وليس المستوى الفردي، وأن المشكلة أكبر من أن تحل بالتواصل، ولفت إلى أن المشكلة الطائفية بدأت بالبحرين منذ 1979 مع تصدير الثورة الإيرانية، وأضاف:«الحراك قبل ذلك كان سنياً وشيعياً وليس طائفياً”.