طهران - وكالات: نفذت القوات الجوية الإيرانية أمس المرحلة الثانية من مناورات تكتيكية بمدينة تبريز (شمال غرب)، تحاكي رصد وصد هجمات مقاتلات “لعدو وهمي” مستخدمة أنظمة رادارية ومقاتلات إيرانية لمطاردته.
ونسبت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إيرنا) إلى المتحدث باسم المناورات العميد شاهرخ شهرام قوله: إن “عدة مقاتلات تابعة للعدو الوهمي قامت فجر اليوم (أمس) بانتهاك حرمة أجواء البلاد بهدف جمع المعلومات وتحديد المناطق الحساسة والاستراتيجية”.
وأضاف أن “مقاتلات العدو الوهمي حاولت التوغل بالمناطق الصناعية والنووية الحساسة في البلاد، إلا أنه تم الرد العاجل والمناسب من قبل أنظمة الرادار التابعة لقيادة مقر منطقة الدفاعات الجوية بشمال غرب البلاد بعد تحديد هذه المقاتلات”.
وقال شهرام “إن مقاتلاتنا حلقت على الفور لمطاردة المقاتلات المعتدية للعدو الوهمي وقامت بالاشتباك معها”.
وكانت التدريبات التكتيكية لوحدة الدفاع الجوي التابعة للجيش الإيراني بدأت أمس الأول في شمال غرب البلاد. وتهدف التدريبات إلي “الرد على الحرب النفسية التييشنها الأعداء وذلك من أجل إحباط أثر الدعايات المغرضة لوسائل الإعلام بالمنطقة ضد إيران”.
ويتم تنفيذ هذه التدريبات في مساحة تبلغ أكثر من 50 ألف كيلومتر مربع ومركزها منطقة تبريز للدفاع الجوي وتستغرق ثلاثة أيام.
وفي تطور متصل، تقوم إيران بمناورات شتى لمحاولة الالتفاف على الحظر الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي على تأمين السفن التي تنقل النفط الإيراني الخام والذي يعتبر بخطورة الحظر المفروض على النفط الخام.
والنتيجة أن طهران والجهات غير الأوروبية التي تشتري النفط الإيراني خصوصاً في آسيا التي تستورد 70 في المئة من النفط الإيراني الخام، باتت تبحث عن حلول لمواصلة تسليم النفط بأي ثمن، وذلك في الوقت الذي تتوقع فيه الوكالة الدولية للطاقة أن تؤدي العقوبات الجديدة إلى تراجع صادرات النفط الإيرانية بنسبة 40 في المئة.
وأقرت اليابان قانوناً يتيح للحكومة أن تحل محل شركات التأمين الأوروبية لتأمين ضمان مالي حتى قيمة 7.6 مليار دولار للسفن التي تنقل النفط الإيراني. إلا أن جهات أخرى تعتبر من كبار مستوردي النفط الإيراني لم تشأ الخوض في هذا المجال مما أرغم طهران على عرض اقتراح بديل.
ووافقت الصين والهند وهما من أبرز مشتري النفط الإيراني على عرض تقوم إيران بموجبه بتأمين سفنها بنفسها لنقل النفط، كما لا تستبعد كوريا الجنوبية التي علقت في الأول من يوليو وارداتها من النفط الإيراني أن تحذو حذوهما.
لكن مصدراً دبلوماسياً أشار إلى أن هذا الحل يصطدم بعراقيل عدة علاوة على الخلافات التجارية حول أسعار النقل التي اندلعت مؤخراً مع الصين.
ويعتبر أسطول الشركة الوطنية الإيرانية الذي يتألف من أربعين ناقلة نفط تقريبا تتراوح بين 100 ألف و300 ألف طن، غير كاف لينقل بمفرده أكثر من مليوني برميل (300 ألف طن تقريبا) إلى وجهات بعيدة، وهي الكمية التي تصدرها طهران الدولة الثانية في إنتاج النفط في أوبك يومياً، بحسب خبير أوروبي.
وأشارت الأوساط المتخصصة إلى أن عدداً كبيراً من هذه السفن استخدم في يونيو الماضي لتخزين النفط الخام قبالة السواحل الإيرانية، والذي عجزت السلطات عن بيعه بسبب العقوبات.
وأعلنت إيران خطة عاجلة لزيادة قدراتها على التخزين في البر والتي بلغت حدها الأقصى في الوقت الحالي، من خلال اللجوء خصوصاً إلى شركات خاصة. كما وقعت طلبية لاستيراد 12 ناقلة نفط ضخمة من الصين ومن المفترض أن تتسلم الأولى في ديسمبر.
واعتبر الخبير نفسه أن “هذه الإجراءات لا تحل المشكلة على المدى القصير”، مضيفاً أن الحظر الأوروبي على إعادة تأمين ناقلات النفط “له التأثير نفسه حالياً” على صادرات إيران وعلى النفط نفسه.