يبدو أن معسكر منتخبنا البحريني لكرة القدم والذي أقيم على أرض الكنانة مصر، كان معسكراً للسياحة والاستجمام ولم يكن أبداً إعداداً واستعداداً لبطولة كأس العرب الأخيرة بالطائف. فالمستوى الذي خرج به منتخبنا من هذه البطولة لا يوحي أبداً بأن استعداداً كروياً من أي نوع خاضه أفراد منتخبنا بجهازيه الفني والإداري على أرض الفراعنة، فمستوى المنتخب في البطولة كان سيئاً بامتياز فلا لياقة بدنية جيدة ولا أداء رجولياً ولا روحاً قتالية كما عودنا منتخبنا في أغلب مبارياته في أي بطولة يشارك فيها سابقاً، فلم نشاهد في هذه البطولة سوى عك وعجن وجري خلف الكرة كيفما اتفق، والأدهى والأمر هو انعدام الإحساس بالمسؤولية الملقاة على عاتق اللاعبين والإداريين وحتى المدرب الذي اكتفى بالتفرج والمشاهدة وكأنه لا يملك أن يفعل شيئاً يعيد الأمور إلى نصابها. بل والمؤلم أن المدرب وبعد استقراره فترة في مملكتنا ومعرفته بظروف دورينا التعيس لايزال يجرب اللاعبين ولم يستقر على تشكيل ثابت، بل الأفظع من ذلك هو قيامه بتغيير مراكز بعض اللاعبين مما زاد الأمر سوءاً، حيث إن هذه التغييرات أربكت المنتخب وأثرت على تجانس اللاعبين!!. نعم لقد صفقنا لتايلور كثيراً عندما أبدع مع المنتخب في أول ظهور له في بطولتين متتاليتين حقق فيهما المركز الأول في سابقة لم يستطع تحقيقها أي مدرب مر على منتخبنا على مدى عقود مضت، لكن يبدو أن مستر تايلور بدأ يتخبط في الآونة الأخيرة ولم يعد يعرف ما يفعله مع المنتخب، ناهيك عن انعدام الروح والرغبة لدى أفراد منتخبنا في هذه البطولة حتى أصبحنا ملطشة للمنتخبات الأخرى بمن فيها منتخب اليمن الشقيق -مع احترامي له- الذي تجرأ كثيراً على منتخبنا وحقق أول انتصار له في تاريخ بطولات كأس العرب على حسابنا بعد أن استغل سوء حالة منتخبنا داخل الملعب الذي كان أداؤه مجرد واجب ثقيل يؤديه تماماً كما هو الحال في المباراة الأخيرة مع منتخب ليبيا والتي خسرها أيضاً منتخبنا بأداء أقل ما يوصف بأنه جاء امتداداً لأدائه السيئ بامتياز في هذه البطولة التي خرجنا منها صفراً في كل شيء في النتيجة والأداء، ولو كنت أعلم بأن هذا هو حال منتخبنا قبل البطولة لكنت فضلت الانسحاب ولا أن نتبهدل هذه البهدلة!!، على أي حال العتب واللوم لا يقع على المدرب واللاعبين فقط، فإداريو المنتخب يقع عليهم اللوم أيضاً بالإضافة إلى مسؤولي الاتحاد الذين سمحوا بأن يكون منتخبنا حقل تجارب عند هذا المدرب يفعل ما يشاء بالمنتخب دون رقيب ولا حسيب، كما يلاحظ على مدربنا تايلور أنه حاد الطباع وعند أي مشكلة مع أي لاعب حتى وإن كانت صغيرة لا يتوانى عن استبعاده حتى وإن كان من أعمدة الفريق تماماً كما حصل مع لاعبنا الكبير فوزي عايش وغيره من اللاعبين، وكأن مدربنا يمشي على سياسة (لا من شاف ولا من دري) وأنا لا أريد بصراحة أن أكون (شاهد ما شافش حاجة). عموما سنسمع من المدرب ومسؤولي الاتحاد تبريرات ممجوجة وأعذاراً واهية بأن ماحدث مجرد كبوة لا تستحق هذا الهجوم رغم إن سمعة منتخبنا أصبحت على المحك بعد هذا الفشل الذريع والسقوط المدوي. وأقول ينبغي ألا تمر هذه المهزلة الكروية التي شاهدناها في الطائف والتي كان بطلها بامتياز مستر تايلور وطاقمه الفني والإداري مرور الكرام وكأن شيئاً لم يكن، فنحن أمام استحقاق هام جداً لا تفصلنا عنه سوى أشهر قليلة وهو بطولة كأس الخليج القادمة والتي ستقام على أرض مملكتنا الحبيبة، فالوقت قصير للإعداد لهذه البطولة التي كانت ولاتزال عصية علينا منذ عقود والتي ندعو الله أن يوفق منتخبنا للحصول عليها ولو لمرة واحدة!!، غير أني أقولها من الآن إذا كان الإعداد لهذه البطولة كاستعدادنا لبطولة كأس العرب فعلى منتخبنا السلام!!. فؤاد إبراهيم الخليل